الأخبار

ترحيب القوى السياسية بمبادرة القاهرة هل ينهي حرب السودان ؟

تستعد أحزاب سياسية سودانية لتلبية الدعوة المصرية لعقد مؤتمر جامع للقوى المدنية السودانية، نهاية يونيو/ حزيران الجاري، لبحث الأزمة السودانية وكيفية وقف الحرب.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت، الثلاثاء الماضي، أن مصر ترتب لاستضافة مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية، نهاية يونيو/ حزيران الجاري.

وقالت الوزارة إن “استضافتها للمؤتمر تأتي في إطار حرصها على بذل كافة الجهود الممكنة لمساعدة السودان على تجاوز الأزمة التي يمر بها، ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب السوداني، وأمن واستقرار المنطقة، لا سيما دول جوار السودان”.

ترحيب ودراسة

ورحبت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، بكري الجاك، بالجهود المبذولة من جمهورية مصر العربية لوقف الحرب، وتحقيق السلام.

وقال المتحدث الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بكري الجاك، لـ”إرم نيوز” إن الدعوة المصرية لعقد لقاء للقوى السودانية محل ترحيب، مشيرًا إلى أن “تقدم” تلقت الدعوى المصرية وهي قيد الدراسة، الآن، من قبل الهيئة القيادية للتنسيقية.

من جهته أكد نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، جعفر الميرغني، في تصريح مقتضب لـ”إرم نيوز” استجابة حزبه للدعوة المصرية، وسيشارك “بكل حماس” في المؤتمر المزمع عقده في القاهرة.

استجابة دون شروط

وقال القيادي في حزب الأمة القومي عروة الصادق إن ما أعلنته وزارة الخارجية المصرية يعبر عن رغبتها في لعب دور رئيس في الشأن السوداني، مؤكدًا أنهم يستجيبون للدعوة بحسن نية وقلب مفتوح، ودون اعتراض أو اشتراطات مسبقة كما فعلت سلطة بورتسودان عبر الرد التعسفي لوزارة الخارجية، وفق قوله.

وأكد عروة في تصريح لـ”إرم نيوز” أن “الجهد المصري الحميد والمحايد مطلوب بشدة لأن القاهرة تؤثر وتتأثر بما يجري، الآن، في الخرطوم، ولا يوجد عاقل يرفض أي تعاون حقيقي مبني على الاحترام، وتبادل المصالح مع مصر”.

وحذّر عروة من إقحام عناصر التنظيم الإخواني وواجهاته في الدعوة حتى لا تتم إعاقة الجهود المصرية، كما أعاقت من قبل الجهود الإقليمية للإيقاد، والمملكة العربية السعودية، والمساعي الدولية التي يقودها رمطان لعمامرة لتحقيق السلام.

وأعرب عروة عن أمله بأن تسهم الدعوة المصرية في إنجاح الوساطات الإقليمية الجارية في جدة بوساطة سعودية أمريكية، وتقود بدورها لتحقيق التوافق بين القوى المدنية والمجتمعية، وتؤسس إلى فتح الحوار الجاد وبناء الثقة بين القوى السياسية والمجتمعية السودانية، للوصول إلى تقديم حل واقعي غير منحاز يلبي مختلف المصالح.

وشدد على ضرورة أن “يخرج المؤتمر بتقديم ضمانات مصرية تتعلق بالحياد في الشأن السوداني تسهل الوصول لوقف إطلاق نار دائم وتمهد به مصر عبر موقعها الدولي لخلق أكبر تضامن دولي وإقليمي مستمر لدعم الاستقرار واستعادة الديمقراطية والمدنية في السودان، على أن يسود هذا المؤتمر روح الشفافية والشراكة بين الجميع”، وفق قوله.

من جهته، رحب الناطق باسم “التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية” محيي الدين إبراهيم جمعة، بالدعوة المصرية.

وقال جمعة: “هذه ليست المرة الأولى تدعو فيها الشقيقة مصر لإيجاد مقاربة جديدة لحل الأزمة السودانية ولقد تابعنا في الفترة الماضية سعيهم الجاد عبر مبادرة دول الجوار”.

وأضاف لـ”إرم نيوز” أنه “ليس لدينا أي شك بأن دولة مصر ظلت تدعم شعبنا، وعلى هذا الأساس نرحب بهذه الدعوة، ونأمل أن يكون اللقاء بين السودانيين أنفسهم، وأن ينتهي دور مصر في تقريب وجهات النظر بين الأطراف، ونناشد دول الجوار أن تشارك في تسهيل إنجاح هذا اللقاء المهم والذي يأتي في توقيت مناسب”.

تزايد الاهتمام

واعتبر المتحدث باسم حزب العربي الاشتراكي عادل خلف الله، دعوة مصر لاستضافة مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية، دليلًا على تزايد الاهتمام الإقليمي والدولي بتداعيات استمرار الحرب في السودان، على السلم والاستقرار في الإقليم والمنطقة.

وأشار خلف الله إلى أن مصر من أكثر دول الجوار السوداني تأثرًا باستمرار الحرب وتداعياتها، أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وهو ما عبرت عنه، بعقد مؤتمر الجوار السوداني واستضافتها، في مايو الماضي، في القاهرة للمؤتمر الثاني لـ”الكتلة الديمقراطية”.

وتابع: “الدعوة من حيث التوقيت جاءت بعد استضافة إثيوبيا لمؤتمر تنسيقية “تقدم”، مشيرًا إلى أن التجاذبات الإقليمية والدولية أسهمت في إطالة أمد الحرب، بما أتاحته من هامش مناورة لأطرافها”.

وحول بيان الخارجية السودانية عن الدعوة المصرية، الذي رحب بالدعوة لكنه اشترط استبعاد الاتحاد الأفريقي وإيقاد من المشاركة، علق خلف الله بقوله: “لماذا لم يتضمن البيان طلبًا لمصر بإلغاء الدعوة والسماح لها بعقد المؤتمر بمن ترضى عنهم حكومة بورتسودان في المكان والزمان الذي تراه”.

وكانت وزارة الخارجية السودانية أصدرت بيانًا رحبت فيه بالدعوة المصرية لكنها اشترطت دعوة ما يسمى بـ”المقاومة الشعبية” وهي مليشيا مسلحة تقاتل مع الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، كما اشترطت إبعاد الاتحاد الأفريقي، ومنظمة إيقاد، من المشاركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى