الأعمدة

الشرطة ..عنوان التماسك والصمود

ذكريات المهنة والوظيفة دائما تظل في حية في الذاكرة .. تعيد الإنسان في كل فينة واخرى الي مشاهد عاشها بتفاصيل وقتها .. أحوال مر بها او شخوص ووجوه عاش معها ردحا من عمره .. ترتبط الذكرى دائما بالثلاثي وجوه وأحداث و أماكن .. أن تقضي فترة من عمرك في مؤسسة لها تاريخ كبير ثم أنها ترتبط بمعاني عظيمة تمس حياة الناس في أمنهم وطمأنيتهم وحفظ مجتمعاتهم فتلك حتما تكون ذكريات لا تنسي ..وجوه تظل في عينيك وأماكن واحداث تظل عصية علي النسيان .. عن كيان الشرطة اتحدث وهي الذاخرة بأجتهاد منسوبيها ..المترعة بكدهم وجهدهم..الظاهرة بتفانيهم وغيرتهم..المشرئبة بأحلامهم وطموحاتهم .. في بداية هذه الفترة العصيبة من تاريخ السودان كثر الحديث وأحسبه مقصودا يطعن في أدوار الشرطة حين بدأت الأحداث ويلقي باللوم علي منسوبيها لتفريطهم كما يزعمون في واجباتهم.. فكان رد هذه المؤسسة الوطنية مفحما مضمخا بمزيد العطاء وكثير الدماء والتضحيات بدءا من الاستماتة في حماية مقر قيادة الاحتياطى المركزى والذي ظهر معه الكم الهائل من اولئل الرجال الذين تنادوا ورابطوا لحمايته بدءا من قيادات الصف الأول والرتب المتقدمة مرورا بكل الرتب انتهاء بأصغر جندى ..ولولا تعقيدات الموقف وتكتيكات المعارك لفنوا جميعهم علي ابوابه..ثم توالت الانجازات وهم يستعيدون عدد من الأنظمة الهامة كانت هدفا لايادى الغدر والخيانة وعلي رأسها أنظمة الهوية والمرور ..ثم توالت مظاهر تماسك تلك القوات وإستجابتها لراهن الأحداث.، واصلت مساعيها في نشر خدماتها المتعلقة بوثائق المواطن فكان انتشار أعمال السجل المدنى والجوازات والمرور بردا وسلاما علي المواطنين وفي ذات الوقت تقدمت تشكيلاتها سندا للقوات المسلحة في الخطوط المتقدمة مقدمة الشهداء والحرجى نسأل ان يتقبل منهم أجمعين وان يفك المأسورين.. وكل ذلك لا أجده مستغربا فذاكرتى ملآ بمشاهد وشواهد تؤكد ان الشرطة دائما تجيد التعامل مع المواقف الكبيرة تحسن التموضع في نقاط تفوقها..تدرك دائما سبيلها نحو بلوغ غاياتها.. أضابير ملفاتها كما انها تحوى غامض الاحداث وعميق الأسرار وغريب البلاغات وشأنك المهددات فهي تحوى كذلك سرعة ودقة وتفوق في التسديد وقدرة وحنكة في التعامل وفنون تدرس في المهنية المبدعة مستندة علي إرث باذخ مدعوم بتحديث وتطوير مستمرين وفوق كل ذلك ترابط قوى ووشائج متصلة لأجيال تعاقبت وما زالت راية التواثق والتعاهد والتفاني مرفوعة بينهم والايادى تتلقفها في قوة ومنعة .. الشرطة برغم ضخامة ما يمر به الوطن فهي تظل واعية بواجباتها مدركة لأعباءها واثقة من تقدمها وستظل عين ساهرة ويد أمينة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى