ميدل ايست اونلاين: الجــيش السوداني بواصل اطالة مدة الحرب من خلال تحالفات متعددة
الجيش السوداني يطيل أمد الحرب بتحالفات داخلية وخارجية
مالك عقار يتخوف من فقدان منصبه في مجلس السيادة بعد وقف الحرب عبر المفاوضات مع قوات الدعم السريع.
الجيش السوداني يبحث عن المكاسب مهما طال الصراع
الخرطوم – حملت قوات الدعم السريع مسؤولية التصعيد في الفاشر “للحركات المسلحة التي خرجت عن الحياد وانضمت إلى الجيش وسعت إلى تحويل الحرب إلى صراع أهلي في دارفور”، مشددة على ضرورة أن تكون هذه الحرب آخر الحروب في السودان، وتؤسس لبناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، غير أن الجيش السوداني يرفض كل مساعي التوصل إلى السلام، بينما تشير مصادر إلى خلافات داخل مجلس السيادة مع خشية البعض فقدان مناصبهم في حال انتهاء الحرب.
ونشطت تحركات أممية وإقليمية لإنعاش المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإنهاء الحرب في البلاد بعد نحو ستة شهور من آخر جولة بينهما في مدينة جدة السعودية. ويعتقد مراقبون أن الجيش السوداني يسعى إلى تغيير المعادلة العسكرية، وتحقيق مكاسب على الأرض إذ يراهن على التحالفات الجديدة مع قوى خارجية وبشكل خاص روسيا لتغيير مسار المعركة،
وقالت قوات الدعم السريع في بيان نشرته على حسابها في موقع اكس، أن اجتماع عقده وفد التفاوض مع لجنة الاتحاد الإفريقي الرفيعة المستوى المعنية بالسودان في مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا برئاسة الممثل السامي للاتحاد الإفريقي محمد بن شمباس، بحث التطورات التي يشهدها السودان لا سيما في الأوضاع الإنسانية والتطورات في الفاشر والجهود المبذولة لوقف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
وأكدت الدعم السريع استعدادها الكامل للتعاون والتنسيق من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المتأثرين في السودان ورفع المعاناة عن كاهل الشعب. وأشاد الوفد بالجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي في دعم الاستقرار والسلام في السودان، داعياً إلى أهمية توحيد المبادرات المطروحة لتحقيق السلام.
وفي الوقت الذي تسعى فيه لدعم السريع إلى إيجاد نافذة للتفاوض وحل الأزمة السودانية، يتحرك الجيش باتجاه معاكس لحشد التحالفات والرهان على الحل العسكري مهما طال أمد الصراع، وفي هذا الصدد توجه نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار الاثنين، إلى مدينة سان بطروسبورغ الروسية في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام.
ويأتي ذلك وسط خلافات داخل حكومة بورتسودان، وتخوفات أميركية من التقارب بين الجيش السوداني وروسيا واحتمال حصول الأخيرة على قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.
وحسب اعلام مجلس السيادة فإن زيارة عقار إلى روسيا تأتي للمشاركة في فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمنتدى الاقتصادي الدولي بـسان بطرسبورغ، يرافقه خلال الزيارة وزراء، الخارجية المالية والمعادن.
وأكد اعلام مجلس السيادة أن عقار يجري خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وتطورات الحرب الدائرة الان وتأثيرها على المحيط الاقليمي والدولي.
وأثار التقارب بين الجيش السوداني وروسيا تحرك الولايات المتحدة باتجاه الخرطوم، حيث هاتف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكين، قبل يومين قائد الجيش السوداني طالبًا منه الذهاب إلى منبر جدة واستئناف التفاوض مع قوات الدعم وتسوية الصراع السوداني.
لكن عقار الذي كشف ما دار في الاتصال الهاتفي بين البرهان وبلنكين، رفض الذهاب إلى منبر جدة، وقال إنه “الرجل الثاني في الدولة، وإن قراره هو عدم الذهاب للمفاوضات”.
ويقول محللون أن ما دفع واشنطن للطلب من البرهان الذهاب إلى المفاوضات وإنهاء الحرب هو مخاوفها من دخول روسيا على خط الأزمة، والتي يقود خط التقارب معها المجموعة الموالية لفلول النظام البائد داخل الجيش السوداني.
وأكد المحللون أن مالك عقار يتخوف من فقدان منصبه في مجلس السيادة بعد وقف الحرب عبر المفاوضات مع قوات الدعم السريع، ما جعله يضع نفسه في خدمة فلول النظام البائد لعرقلة التفاوض وخلط الأوراق بالتقارب مع روسيا والتلويح بمنحها قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.
يشار إلى أنه “بعد ساعات من اعلان عقار رفض الذهاب إلى جدة مخالفًا ما تم الاتفاق عليه بين البرهان وبلنكين، خرج ياسر العطا وأيد ما ذهب إليه عقار قائلًا إن ما قاله يمثل رأي الدولة وأضاف “نقول له جيشك جاهز”.
وقبل يومين أكد السفير السوداني لدى روسيا، محمد سراج، أنّ الخرطوم لن تتخلى عن التزاماتها ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، موضحاً أنّ المشكلة تكمن في “بعض المسائل الإجرائية فقط”. وأوضح سراج، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أنّ القاعدة تمثّل “نقطة دعم لوجستي في البحر الأحمر”، مذكّراً بأنّ البلدين وقّعا على الاتفاقية التي سيتم بناؤها بموجبها، ما يعني أنّ “من واجبهما تنفيذ المشروع”.
وأضاف أنّ هذه المسألة “تُدرس في إطار العلاقات الثنائية” بين السودان وروسيا، مؤكداً “أنّ هذه العلاقات تتطور”، ومعرباً عن أمله في “تعزيز علاقات البلدين بصورة أكبر”.