الأعمدة

يدٌ بيدٍ لإعادة تأهيل مستشفى مروي: ملحمةٌ تُجسّد روح التعاون والتكافل –

شئ للوطن : م. صلاح غريبة - مصر

في ظلّ التحديات التي تواجهها المنظومة الصحية في السودان، برزت مبادرةٌ فريدةٌ من نوعها في الولاية الشمالية، تُجسّد أروع معاني التعاون والتكاتف بين الحكومة والمجتمع المدني. تُعرف هذه المبادرة باسم “نفرة حكومية شعبية لتأهيل مستشفى مروي”، وتأتي بمثابة خطوةٍ حاسمةٍ لتعزيز كفاءة هذا المرفق الطبيّ الحيويّ، ورفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
انطلقت مبادرة “نفرة حكومية شعبية لتأهيل مستشفى مروي” بدعمٍ سخيّ من حكومة الولاية الشمالية، التي خصصت مبلغ 5 ملايين جنيه كمساهمةٍ منها في هذه الحملة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل بادر وزير الصحة الولائي بالتبرع بمبلغ 3 ملايين جنيه إضافية، ليُؤكّد على التزام الحكومة الراسخ بتحسين أوضاع الرعاية الصحية للمواطنين، ودعمها للمستشفيات والمرافق الطبية في مختلف أنحاء الولاية.
ولكن جهود الحكومة لم تتوقف عند هذا الحدّ، بل حرصت على إشراك المجتمع المدني في هذه المبادرة، إيمانًا منها بأهمية تضافر الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة. ولاقى هذا التوجه استجابةً واسعةً من قبل أبناء الولاية الشمالية، الذين بادروا بالمشاركة الفاعلة في النفرة، مُقدمين تبرعاتٍ ماليةٍ وعينيةٍ سخية.
وتُجسّد مشاركة أبناء الولاية الشمالية روح التكافل والتعاون التي تُميز المجتمع السوداني، وإيمانًا راسخًا بأهمية الصحة كركيزة أساسية للحياة الكريمة. ونرى في هذه المشاركة دليلًا قاطعًا على إدراك أفراد المجتمع لأهمية دورهم في دعم المرافق الصحية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم.
كشف المدير العام لمستشفى مروي، الدكتور السر إبراهيم، عن احتياجاتٍ مُلحّةٍ تُعاني منها المستشفى، ممّا يُعيق قدرتها على تقديم خدماتٍ صحيةٍ مُتكاملةٍ للمرضى. وتشمل هذه الاحتياجات شراء عربة إسعاف جديدة، وزيادة عدد اسطوانات الأكسجين، وتوفير المعدات الطبية اللازمة للأقسام المختلفة، مثل أقسام العمليات الجراحية، والنساء والتوليد، والأطفال، والباطنية، والعناية المُكثفة، والمركز التشخيصي العام.
تُعدّ “نفرة حكومية شعبية لتأهيل مستشفى مروي” مبادرةً رائدةً تُرسّخ مفهوم الشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني في سبيل تحقيق التنمية المستدامة. فعندما تتكاتف الجهود وتتضافر المساعي، تصبح إمكانيات الإنجاز بلا حدود.
وبفضل هذه النفرة، ستتمكن مستشفى مروي من توفير خدمات صحيةٍ أفضل للمرضى، وستُصبح نموذجًا يحتذى به في تقديم الرعاية الصحية المتميزة. ونأمل أن تُلهم هذه المبادرة مبادراتٍ أخرى مماثلة في مختلف أنحاء السودان، لتصبح سمةً مميزةً للمجتمع السوداني، تُجسد روح التعاون والتكاتف من أجل تحقيق التنمية والنهضة.
مع استمرار تدفق التبرعات وتكاتف الجهود، تُصبح إعادة تأهيل مستشفى مروي هدفًا قابلاً للتحقيق. ونرى في هذه المبادرة فرصةً ذهبيةً لجعل هذا المرفق الطبيّ نموذجًا يُحتذى به في تقديم الرعاية الصحية المُتميزة للمواطنين، وخطوةً هامّةً نحو تحقيق التنمية المستدامة في الولاية الشمالية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى