كسلا تحتفل وتتحسب
كتب : سيف الدين ادم هارون
في خضم أجواء ارتفعت فيها وتيرة الضغوط فإن عودة نهر القاش وجريانه اعتبارا من اليوم الجمعة انتزعت مساحة مقدرة من دواخل الناس بتغيير يباب التشاؤم الي اخضرار الأمل مع ثقة بان باكر سيعود القاش وترجع عيونه حنان والريح تداعب الموج بجناح نسيم ريان.
والذين دفعتهم ظروف الحرب اللعينة للاحتماء بين جبال التاكا وسواقي الوريفة عقب الحرب فإن تدفق مياه القاش نهار اليوم فتح في دواخلهم مساحة فرح جراء سحر الطبيعة الخلابة والمناظر الطبيعية التي تضفي الهدوء والسعادة حينما يخرج أهل كسلا لإستقبال النهر عند عودته في موسم الشوق الحلو ليعيشوا لحظاتٍ من التفاعل المُمتد بين ضفتي النهر وتجمع كل اللغات عنده مهمـا اختلفت لغات البشـر، فإن لغة العيون واحـدة يفهمهـا جميع البشـر هي وحدها التي تخاطب تدفقات مياه النهر.
وكان قد لخص الاديب عمر حاج موسي في اطرائه كسلا جبال التاكا حلية كسلا وعقدها والمتامل اليها من علي الطائرة يخال كسلا كالحسناء مشرئبة عاليه كانها القمر.
نهر القاش هو شريان حياة للانسان والحيوان والشجر بكسلا ولكن للقاش وجه آخر فإن هذا النهر غير المروض احيانا تنتابه نوبة عربدة بعد طول سكون عند تجاهل تلبية طلباته من أعمال الصيانة وغيرها وظل يغرد احينا خارج السرب بزيارته غير المرحب بها عندما يجتاح المدينة وبعض المساقي الزراعية علي امتداد مشروع القاش وهذا من طبعه فإن التحدي الماثل امام حكومة الازرق وضع التدابير اللازمة والاستعداد الكامل لأي عربدة محتملة من النهر المجنون.
نقول ذلك في شهر يونيو رغم الجهود المبذولة من قبل جهات الاختصاص إلا أن ظروف الحرب الدائرة في البلاد خصمت كثيرا من رصيد أعمال الصيانة وماظل يحدث في هذا الصدد عبارة عن مسكنات فقط و تكمن الحلول في الدراسات الموجودة مع الجهات ذات الصلة . وتأتي التحذرات بحسب المؤشرات وخبراء الأرصاد الجوي توقعوا ارتفاع معدل هطول. الامطار هذا العام.