الأعمدة

عاصم البلال أجراس فجاج الأرض : *حبيب الحبيبتين* *والعاص ولات حين مناص* *توكل وتواكل*

 

 

*تجلس للدكتور العاص المدير الإقليمى لمؤسسة البصر الخيرية ومستشفيات مكة لطب العيون ، تغرق فى فيض الهدوء والوقار والإحساس بالتوكل ، يمقت الرجل التواكل ويذمه خصلة مقيتة ، على مدار اليوم يرابط ويخالط الورديات بمستشفى مكة واحدة تلو الأخرى ، هى المتغير وهو الثابت والعمود الفقرى للمؤسسة المزاوجة بين الأنشطة العملية والخيرية ، يقف على كل كبيرة وصغيرة ، ويزامل العاملين بكل درجاتهم وتخصصاتهم بابتسامة لاتفارق محياه . عن بعد تبدو لك صورته جامدة وصارمة ، تخشى حتى من إلقاء السلام ، وعن قرب تجده هين المعاملة ولين الجانب وسمح السجايا ، فإياك والحكم عن بعد على محفي اللحية اومعفها ، والحرب فى الخرطوم بحرى وشمبات على أشدها ، أفقد وظائف عدساتى الطبية ، أرى الصور مشوشة ومجيشة ، فيغازلنى محيا العاص بابتسامته الوضيئة ، ونظارتى الطبية ال bifocal المخروشة هديته قبل أشهر من إندلاع اللعينة ، قذفها عن وجهى متنزحا أحد مرتكزى الدعم المتمرد بأى من تهمهم الإفتراضية المتزايدة وشكوكهم ، مررت بإعجوبة ، لم يسألوا عن هويتى ، قضيت بعدها أشهر مستخدم النظارة المعطوبة وبحرى ليست هى ولاشمبات ولا الأشياء بأجمعها هى الأشياء ، والأحياء بيوت أشباح ، الأخداش فى العدسات معززة الضر بالإعتداءات علي العيون ، و تتسبب فى أذى ً ولات طبيب و لا العاص حين مناص*

*سعودية سودانية*

*مؤسسة البصر الخيرية ، سعودية النشأة ، سودانية البركة وخيرها يتسع ويعم ، هى لوقاية و حماية الحبيبتين فى خدر الإبصار ولمكافحة الأونكوسيركياسيس ، العمى النهرى والبرى والجوى وكل انواع العشى ليلى ونهارى فى وقتى الزوال ، مؤسسة متكاملة لا تترك فرضا ناقصا لتصح بصيرة الإنسان ببصره ، وطب العيون تخصص نادر والبراعة فيها نظارة وعمودية لإحتواء كل الأمراض ، فطبيب العين لما يفحصها ، يكشف لك سائر أمراض لا تراها وتؤثر فى حياتك وتتسبب فى مماتك ، مريض شاركت فى نقله للمشفى فى الرمق الأخير بصحبة إبن عمى جراح الشبكية الموفق طارق عمر الطيب ، فاراه يدقق فى العينيين ويقول لقد إستوتين ، معلنا الوفاة قبل الوصول للتعزيز بالمشفى وفقا لتقاليد المهنة ، وسبحانه ومما أعلمنى فى رحلتنا تلك داخل عربة الإسعاف ، أن سر الحياة و إشارات الممات فى العينين . وحالات المعاودة لأطباء العيون فى العالم والسودان إلى تزايد ومؤسسة البصر الخيرية معنية بصحة حبيبتى البشر ، عددية العميان فى العالم أرقامها مليونية خرافية بين مختلف الفئات العمرية ، ووفقا لمتابعة الدكتور العاص ، الأسباب تختلف من دولة لأخرى وترتبط بتقدم الرعاية الصحية الأولية الشاملة وتقديمها والمتخصصة بصحة وطب العيون ، وفقدان البصر مهلكة للثروة الإنسانية ومضعفة للأنشطة الحياتية البصرية ، والكلفة غالية والخسائر جراء الفقد باهظة*

*بالأذن والعين*

*والضرورة ملحة للتعاون لتوفير الرعاية القبلية والبعدية فى طب وصحة العيون ، و من أولويات مؤسسة البصر ، تطوير المناهج التعليمية و التأهلية لمساعدة فاقدى البصر على مواصلة الحياة بما يعود بالنفع للمجتمع وإليهم ، ودعم أصحاب المواهب وفيهم من يرون الحياة بالأذن كما لا يرى المتنعمون بصحة البصر وسلامته ، مؤرخو سيرة الموسيقى الألمانى العالمى بيتهوفن ، يصنفون سيمفونياته بعد إصابته بالصمم الأروع . مؤسسة البصر الخيرية تتكامل فيها الأدوار وتتخذ منصاتها المنتشرة ببلادنا للإنفتاح على افريقيا عينا لتقديم خدماتها وفقا لمعادلة تكفل الإستمرار وبميزان دقيق لا تتغول فيها الخيرية على القدرات التشغيلية ، تتمول الأنشطة الخيرية والعملية بتبادلية زكية ، مجانية الخدمة تتخذ أوجه متعددة وتخفيضات عند المقارنة بغيرها تعلو قيمة رمزيتها قياسا بمقابلها ، المؤسسة بحسن إدارة وتوظيق المعقول من أموال الخدمات لصالح الهدف النبيل ، تنجح سودانيا فى توليفة تمكنها أثناء الحرب من أداء رسالتها السامية وجعلها فى مقدور كل طالبى خدماتها ، لا أحد يرد ويصد لدى الوصول لأبواب مستشفى مكة ، والتدافع امامها والمخيمات التى تنصب لخدمة البصر فى مقرها القديم بالبورت يحدث عن دولة إنسانية بالبركة لم تنهار بسبب الحرب وتنهض بمسؤلياتها والعاص وطاقمه مقبلين خلال ثلاثة أشهر على إفتتاح المقر الجديد المجاور بأحدث طراز ومعدات حديثة إضافة على الموجودة أصلا من أجهزة ربما غير موجودة فى دول مستقرة وآمنة*

*إستثمار وإستهداف*

*مؤسسة البصر الخيرية ومشافي مكتها للعيون لم تتأثر بما حاق بمقرها الرئيس بالخرطوم لإتباعها اللامركزية و سياسة الإنتشار داخل العاصمة وفى الولايات ، وأفلحت فى الخروج بكل هو ممكن بعد إجتياح الجزيرة وتوقف عمليات أثناء الإجراء ، لعن الله الحرب ، ويمكنها هذا النهج من الإستمرار الآن فى تقديم خدماتها المتكاملة وتشرع الآن لاستئناف نشاطها بأمدرمان المحررة وتتأهب لبناء مشفى لها بكسلا رديف لصنوه تحت التشطيب ببورتسودان ، لم تتوقف مؤسسة البصر الخيرية مولولة بخسائرها الكبيرة جراء الحرب ، دكتور العاص المدير الإقليمى يهب عمره مبتسما لهذا الصرح راضيا ، لايتحدث مطلقا عن الخسائر متفائلا بالغد والإستثمار الأمثل لثروات السودان مرد الإستهداف المؤكد لديه وليس محل تغالط وهو من صال وجال فى ربوعه وزار قرابة ثمانين دولة . إدارية البصر الخيرية تتقدم ربما على كافة الأجهزة والمؤسسات ذات الصلة وتعمل بطاقتها القصوى بإجراء عشرات العمليات وبمئات المخيمات العلاجية ديدنها المعهود ، ولأجل المواكبة لا تتوقف عن نشر مجلتها المحكمة ولا تتغيب عن محفل ومؤتمر طبى عالمى ، ولا تقف مكتوفة الأيدى إزاء هجرة الكوادر الطبية قبل الحرب وزيادتها بعدها مستعيدة خدمات بعض مميز تخلى عن عروض خارجية مجزية إيمانا برسالة المؤسسة الإنسانية ، وهجرة أطباء العيون إزاء إرتفاع معدلات حالات العمى عالميا ، تتطلب تكاتفا بين الجهات المعنية ذات الصلة لإستبقاء الكوادر العاملة الآن لخدمة عيون السودانيين ولاسترجاع اكبر قدر ممكن من المغادرين*

*مؤسسية وإستسلام*

*ظروف البلد وتعقيدات الحرب تستوجب إتباع ذات سياسة مؤسسة البصر الخيرية ضد الإستسلام والعمل بإطمئنان لتقديم الخدمة للجمهور العريض المقبل لتلقى علاج ورعاية مميزة وسجل مستشفيات مكة يخلو مما يعكر الصفو الطبى والصحى وتبدو البركة متجلية فى توفيقها بالسودان وانفتاحها منه لخدمات عشرات الدول بالقارة السمراء . ومستحق حصولها على شهادة الآيزو للتميز ، للتعامل مع اعداد غفيرة ودبالقدرة البشرية الطبية السودانية والصديقة والزائرة على الإنجاز مع الإتقان وفى وقت وجيز يحير عديد من الخبراء لدى الوقوف على الأداء بمؤسسة البصر الخيرية الإقليمية . فالتحية و التقدير للطواقم الإدارية والطبية والفنية للتفانى لأجل العيون السودانية ، وجدير بالإحترام الدكتور العاص على الصبر والمثابرة والإستعداد لتقديم الخدمات فى كل أنحاء السودان حتى الملتهبة بأى إتفاق وطريقة ما لخدمة الإنسان المنكوب ،وقريبا من المشفى يقيم د العاص نازحا ويعد لنفسه ولمن يزوره ضيفا ملاح الشرموط والقهوة مراهنا على لذة الإثنين ، الزيارة لمستشفى مكة ببورتسودان فى حضرة العاص تتحول لرحلة داخل عيون مؤسسة البصر الخيرية مشمولة بنفحات بركة السودان ووقايته من خطل وهطل هذه الحرب . بافتخار يردد العاص أن الأداء فىىالسودان يفوق الخدمات فى عشرات المشافى بغيره من البلدان*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى