الأخبار

الالغام سلاح الحروب هل تصبح هاجسا حقيقيا للسودانيين بعد الحرب

تشكل الألغام الأرضية وسيلة دفاعية مهمة في الحروب التقليدية. ولكن آثارها تبقى لسنوات وتمثل هاجسا حقيقيا للمدنيين حين تستعيد الحياة طبيعتها ويعود الناس لأنشطتهم اليومية من زراعية ورعي وتنقل.

في الحرب الحالية الدائرة بين الجيش والدعم السريع، أظهرت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين لجوء كل منهما لزراعة الألغام الأرضية من أجل تعزيز دفاعاته عن المناطق التي يسيطر عليها.

الغام في كل مكان

مثلا أورد موقع “مراديس” نيوز المحسوب على الدعم السريع أن فرقة المهندسين بقوات الدعم السريع نزعت الألغام التي زرعها الجيش في المحور الجنوبي للنيل الأبيض، وذلك في يوم 6 من شهر مايو 2024 وذلك في المساحة من منطقة نعيمة وحتى الأعوج بجنوب النيل الأبيض، بحسب نص الخبر.

من ناحية أخرى وبدوره يقول الجيش السوداني، بعد سيطرته على معسكر جبل جاري (قري) شرق مصفاة الجيلي إن قوات الدعم السريع التي كانت تحرس المعسكر زرعت عددا من الألغام لوقف تقدم الجيش حسب موقع الجزيرة نت يوم 21 ابريل 2024.

إضافة لذلك أورد موقع ” الترا سودان” يوم 28 فبراير 2024 خبرا مفاده أن منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في السودان “كليمنتين نكويتا” ذكرت أن 18 شخصا على الاقل قتلوا منذ مطلع هذا العام بسبب الألغام ومخلفات الحرب.

استهانة خطرة

خصص برنامج من جهة أخرى من راديو دبنقا حلقة الأسبوع الماضي لهذا الموضوع وتحدث الى عدد من المختصين في هذا المجال. كما شارك في البرنامج بعض المواطنين بآرائهم عبر رسائل صوتية للبرنامج.

ما يلاحظ هو استهانة المواطنين بشكل عام من خلال العينة التي ساهمت في البرنامج، بخطورة الألغام في المستقبل لإيمانهم بأن الألغام لا تزرع الا وفق خرائط مرسومة والعملية كلها يقوم بها مختصون من الجيش في هذا المجال، مما يجعل مسألة ازالتها في المستقبل بعد انتهاء الحرب امرا سهلا. بل وذهب بعضهم الى تشجيع زراعتها، يقول أحد المشاركين في البرنامج:

” لماذا تنتج الألغام أصلا؟ من اجل زراعتها وليس من أجل عرضها على الناس في معرض”. ومثل هذا الرأي لا يؤخذ مقياسا لمتوسط رأي رجل الشارع العادي، لأن الحرب خلقت جوا من التصعيد أصبح كل مواطن يدافع عن أفعال الطرف الذي يؤيده في هذا الحرب دون أي تحفظات أو حدود.

مقابل مثل هذا الرأي هناك مواطنون يدركون، لحسن الحظ، أن الألغام تشكل خطرا كبيرا على المواطنين في المستقبل. يقول أحد المشاركين في البرنامج أن المواطن هو المتضرر في النهاية وأن المستقبل القريب القادم سيكون مظلما نتيجة لهذه الاجسام المتفجرة المزروعة اثناء الحرب.

في هذا السياق تحدث برنامج من جهة أخرى الذي يذاع كل يوم جمعة من خلال الستالايت ويوم الاحد عبر الموجة القصيرة، تحدث لاثنين من العاملين في هذا المجال أحدهما محمد هاشم الو الزاكي مدير منظمة بلدنا للتنمية الاجتماعية التي تتخذ من مدينة نيالا مقرا لها. تعمل المنظمة في محاور الارشاد والتوعية حول خطر الألغام والاجسام غير المتفجرة، وتستلم كذلك البلاغات الخاصة بهذه الاجسام ولها مهندسين يتولون التعامل مع هذه الاجسام وازالتها. إضافة لتيم الإسعاف المرافق حالة حدوث انفجارات.

وأفاد أبو الزاكي ان منظمته ازالت حتى الان حوالي 771 دانة غير متفجرة في نيالا ولكن هناك جزء كبير لم تتم ازالته بسبب وجوده على أسطح المنازل والمتاجر بالسوق.. ولحسن الحظ لم يتم الإبلاغ أو العثور على أي الغام. وللمنظمة خط واتساب مفتوح للبلاغات عبر مكالمات مباشرة او رسائل صوتية ورقم الواتساب الخاص بهم هو: 0963138180

خرائط من ستة نسخ

وتحدثنا في الختام للسيد خالد حمدان مدير المركز القومي لمكافحة الألغام. يقول بأن للمركز خمسة فرق عاملة في مجال الألغام والاجسام غير المتفجرة وأنهم عثروا حتى الان في احياء ام درمان القديمة واحياء الثورة على 4000 جسم متفجر تم جمعها في مدينة أم درمان، ولهم فرق عاملة في مجال التوعية وتولوا أيضا تدريب عدد من المواطنين من أجل بث التوعية.

يوضح خالد حمدان بأنهم لم يعثروا حتى الان على الغام في المناطق التي قاموا بنظافتها، وذلك لأن الألغام تزرع عادة في مناطق المواجهات المفتوحة ولا تصلح في حرب المدن والمساحات الضيقة.

مستدلا بذلك على مناطق المواجهات القديمة النيل الأزرق وجنوب كردفان التي عثروا فيها على كمية كبيرة من الألغام الأرضية التي كانت تعطل حياة المواطنين وحركتهم اليومية، كذلك منطقة القضارف في الفترة بين 2011-2012.

وحول احتمال وجود الغام مضادة للأفراد نفى خالد حمدان وجود الغام مضادة للأفراد لأن السودان وقع على اتفاقية اتاوا لتجريم استخدام الألغام المضادة للأفراد وذلك في العام 1997 وصادق عليها في العام 2003 وأضاف بأن السودان تخلص من كل الألغام الأرضية المضادة للأفراد عام 2012 التي تم تفجيرها في ذاك العام.

وحول التخوف من عدم العثور على الألغام المزروعة في مناطق العمليات والمواجهات المختلفة يقول بأن الإجراءات تقتضي عمل خرط تشمل عدد ونوع الألغام المزروعة واحداثياتها وأن مثل هذه الخرط تعمل من 6 نسخ لضمان عدم ضياع مثل هذه المعلومات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى