لاهدنة في العيد ,,,, الاشتباكات متواصلة بين الجيش والدعم السريع
تواصلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان، وخابت التوقعات بتراجع مستوى العمليات القتالية خلال أيام عيد الأضحى المبارك. ومن الواضح أن طرفي الحرب لم يعيرا أي اهتمام للنداء الذي صدر عن اجتماع التنسيق الذي عقدته الأطراف الدولية في القاهرة والدعوة التي قدمها وزير خارجية مملكة البحرين، بصفتها رئيس للقمة العربية، بوقف الأعمال القتالية خلال فترة عيد الأضحى المبارك. على ذات الصعيد، تواصلت المعارك في مدينة الفاشر وبوتيرة متصاعدة وذلك بعد أيام من إصدار مجلس الأمن قرارا يطالب برفع الحصار عن المدينة وسحب المقاتلين الذين يمثلون خطرا على المدنيين وفتح ممرات لتوصيل الإغاثة عبر خطوط القتال وعبر الحدود من الدول المجاورة.
معارك ضارية في ولاية شمال دارفور
بعد أن شهد اليوم الأول لعيد الأضحى هدوء حذرا في مختلف جبهات القتال حول مدينة الفاشر، عادت الأوضاع لتنفجر من جديد صباح ثاني أيام العيد. حيث استأنفت قوات الدعم السريع قصفها للمدينة بالمدفعية الثقيلة منذ الساعات الأولى من الصباح مستهدفة أحياء مكركا، الكفاح، برنجية والجنوبية، كما استهدفت الأحياء الغربية من الفاشر وخصوصا أحياء أولاد الريف، والرديف.
واستغلت قوات الدعم السريع العاصفة الترابية التي غطت مدينة الفاشر مساء الأمس للتسلل إلى داخل المدينة من الاتجاه الشرقي واستطاعوا التقدم حتى الشارع الرابط بين لفة تغرو حي السلام وحي مكركا ونجحوا في الوصول إلى المستشفى الجنوبي. وحسب رواية شهود عيان، حيث تصدت لهم القوات المسلحة ودارت معركة عنيفة ما تسبب في سقوط قذائف المدفعية على عدد من أحياء المدينة.
قصف مدفعي ,k.,p
تسبب القصف المدفعي الكثيف في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى وموجات نزوح واسعة في اتجاه معسكر زمزم ومحلية دار السلام وقرى شقرة. وبعد أن قضى سكان المدينة ليلة هادئة، عادت قوات الدعم السريع لقصف المدينة بالمدفعية الثقيلة صباح ثالث أيام العيد وسط أنباء عن سقوط ضحايا وسط المدنيين في أحياء برنجيه والقاضي والكفاح وأولاد الريف بالإضافة قيادة الفرقة السادسة مشاة في وسط مدينة الفاشر. وقال مواطن لراديو دبنقا أن القصف على حي برنجيه تواصل طوال يوم الثلاثاء باعتباره أحد الطرق المؤدية لوسط المدينة.
ومنذ الصباح الباكر في ثالث أيام العيد، انتشر الجيش في أحياء برنجيه، دادنقا والكفاح والقاضي وطلب من سكان هذه الأحياء إخلاء المنازل. واضطر السكان لمغادرة هذه الأحياء في اتجاه الغرب متجهين نحو الشقرا وشالا، كما تم إسكان بعض منهم في عدد من البنيات الخالية والمؤسسات في حي درجة أولى، وهي المنطقة الأكثر أمنا في المدينة. وأضطر سكان حي الوحدة شرق بدورهم لإخلاء مساكنهم تحسبا للمعارك المتوقعة. وقصفت قوات الجيش بالمدفعية في الساعات الأولى من صباح ثالث أيام العيد مدرسة الوحدة بنين ودمرتها بالكامل بعد ما تردد عن تواجد عناصر من الدعم السريع في داخلها.
وفي شمال المدينة، اندلعت معارك عنيفة منذ منتصف يوم الثلاثاء بين قوات الدعم السريع وقوات الصادق الفوكة والقوات المشتركة في المنطقة الواقعة بين موقف أبوشوك وموقف مليط بعد تسلل قوة من الدعم السريع إلى المنطقة. ويسود هدوء حذر اليوم الثلاثاء في جنوب مدينة الفاشر بعد أن كانت المنطقة مسرحا لمعارك عنيفة قبل أيام.
معركة ام بعر
لكن المعركة الكبرى دارت يوم أمس الإثنين 17 يونيو 2024 في منطقة “أم بعر” الواقعة على بعد 50 كيلومتر غرب الزرق. حيث تقدمت نحوها وحدات من القوات المشتركة ضمن مساعيها للوصول إلى قاعدة “الزرق” التي توصف بأنها القاعدة اللوجستية الأكبر لقوات الدعم السريع. وتضاربت روايات الطرفين حول حصيلة المعركة التي بدأت في حوالي الساعة 6 صباحا واستمرت لعدة ساعات.
أعلنت القوات المشتركة أنها استطاعت القضاء على قوة الدعم السريع في المنطقة بالكامل. بالمقابل، أكدت قوات الدعم السريع أنها نجحت في إلحاق هزيمة ساحقة بالقوة المهاجمة وأجبرتها على الانسحاب إلى مناطق أروري، مزبد والحراز.
استهداف محلية الهدى غرب ولاية الجزيرة
قصفت قوات الدعم السريع في صباح الثلاثاء 18 يونيو 2024 بالمدفعية بعض قرى محلية الهدى. ويعتبر هذا الهجوم استمرار للهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على منطقتي ودالنورة والعزازى خلال الأسبوعين الماضيين.
تسعى قوات الدعم السريع من خلال هذه الهجمات إلى تضييق الخناق على وحدات الجيش والمستنفرين المرابطة في مدينة المناقل، والتي تعتبر من آخر معاقل القوات المسلحة في ولاية الجزيرة. تقع منطقة الهدي في أقصي غرب الجزيرة وتتبع إداريا الي معتمديه المناقل، وتضم المنطقة مجموعة من القري وهي الهدي المركز ومن ناحية الشرق قوز الرهيد، مهيلة السديرة، ومن الجنوب قري هجرس، ود الجمل، الكارناب، كمبو 14، الكفته، ود الزين، من الغرب قري شندي، العبد ناب، مهلة الشيخ عبد الله، القليع، ومن الشمال قري العقدة، ود إغيبش، عثمان فرح، العدناب، عوض العليم. وتشكل كل هذه القري دائرة مركزها الهدى وهي منطقة سهلية تخلو من المرتفعات والتلال ويحدها من الشمال قرية العقدة ومن الجنوب حدود مكتب شندي الزراعي ومن الشرق غابة ألبان ومن الغرب خط السكة حديد او ما يعرف بالدريسة.
عودة المعارك للخرطوم
شهدت مناطق الشجرة والحماداب وجبرة معارك عنيفة ثاني أيام عيد الأضحى المبارك بين وحدات الجيش المرابطة في معسكر سلاح المدرعات وقوات الدعم السريع المنتشرة في ارتكازات تحيط بسلاح المدرعات. وحسب رواية الجيش السوداني فإن قواته قامت بتمشيط الاحياء المحيطة بسلاح المدرعات بغرض إزالة الارتكازات وأنها نجحت في تنظيف أجزاء واسعة من أحياء جبرة وإخراج عناصر الدعم السريع من منازل المواطنين.
جاء ذلك بعد ساعات من نشر قوات الدعم السريع لمقطع فيديو يظهر فيه أحد قادتها، يعرف باسم عبد الله حسين أدم وهو يتجول في اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك داخل الجزء الشرقي من سلاح المدرعات.
وتعرضت منطقة المدينة الرياضية وأحياء الأزهري والرازي وجنوب الحزام لقصف مدفعي عنيف من قبل القوات المسلحة في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي أدى على سقوط ضحايا في أوساط المدنيين وتدمير عدد من المنازل والمنشئات العامة.
وردت قوات الدعم السريع على هذا القصف بقصف مماثل لمحيط القيادة العامة. ويبدو واضحا أن موازين القوى في الخرطوم لم تتغير حيث ما زالت قوات الجيش تتمترس في القيادة العامة وسلاح المدرعات وسلاح الذخيرة، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على وسط الخرطوم والأحياء الشرقية والجنوبية للمدينة. وكانت بعض المصادر الصحفية قد تداولت معلومات عن نجاح القوات المسلحة يوم أمس الإثنين في عبور كبري الفتيحاب والسيطرة على المنطقة الممتدة من المدخل الشرقي لكبري الفتيحاب وحتى نفق استاد الخرطوم (شارع الغابة)، لكن هذه المعلومات لم يتم تأكيدها من مصادر مستقلة وامتنع الجيش السوداني عن التعليق عليها.