اتفاق افتتاحيتي صحيفتي الأتحاد والخليج الإماراتيتين على ” استقرار السودان “
اتفقت افتتاحيتي صحيفة الخليج والأتحاد الإمارايتين الصادرة عدد اليوم الخميس 20 يونيو 2024 على التأمين على استقرار السودان واليكم محتوي الافتتاحيتين
افتتاحية جريدة الاتحاد الاماراتية اليوم الخميس 20 يونيو 2024
موقف الإمارات من الأزمة في السودان ثابت وراسخ ودائم، من خلال دعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد الشقيق، كما ستظل ملتزمة بالتعاون مع الشركاء في العالم من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع، ولا يمكن لأي ادعاءات مضللة وأكاذيب أن تؤثر في هذا الموقف المشرف، وتحرف الأنظار عن المضي في المسار السياسي للتوصل إلى تسوية دائمة.
الإمارات كانت في مقدمة الدول، وكعادتها، في احتواء تداعيات الأزمة الإنسانية في السودان، عبر تقديم أنواع المساعدات كافة، ولا سيما الغذائية والصحية وحماية النساء والأطفال وتوفير سبل العيش والمأوى، وتوجت جهودها في هذا المجال مؤخراً بتقديم 70 مليون دولار، من قيمة تعهدها البالغ 100 مليون دولار أميركي، لمؤسسات الأمم المتحدة دعماً للجهود الإنسانية في السودان.
منذ بداية الأزمة عبرت الإمارات عن إيمانها الراسخ بأنه لا يوجد حل عسكري للصراع، وعن قلقها إزاء عدم استجابة أطراف النزاع للدعوات المتكررة للوقف الفوري للأعمال العدائية أو الجهود الرامية إلى إيجاد حل مستدام للصراع من خلال الحوار، لأجل تغليب صوت الحكمة والعقل لحقن الدماء، ووضع حد لأكبر الأزمات الإنسانية التي تسببت بمعاناة كبيرة للشعب السوداني الشقيق.
افتتاحية جريدة الخليج الاماراتية اليوم الخميس 20 يونيو 2024
في كلمته أمام مجلس الأمن يوم أمس الأول، فند السفير محمد أبو شهاب سفير الإمارات الدائم لدى الأمم المتحدة كل الأكاذيب والأباطيل التي تعمد بعض القوى السودانية للنيل من موقف الإمارات تجاه الأزمة السودانية ومعاناة الشعب السوداني من حرب مأساوية مدمرة طالت الملايين قتلاً وتدميراً وجوعاً وتهجيراً، ومساعيها التي لم تنقطع لوقف هذه الحرب، إضافة إلى دورها في دعم الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني لتمكينه من التغلب على محنته.
موقف الإمارات تجاه ما يجري في السودان واضح وضوح الشمس، هو مع الشعب السوداني وحقّه في أن يسترد الحياة والأمن والسلام والحرية والكرامة الإنسانية، من بين أنياب من حوّلوه إلى رهينة للموت والتشريد من أجل تحقيق مصالح فردية أنانية مبتذلة، وهي من أجل ذلك سوف تواصل القيام بدورها في إيجاد حل سياسي عاجل من خلال العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، يحافظ على وحدة السودان واستقلاله وسيادته ويساعد الشعب السوداني على تجاوز محنته.
إن كل المعلومات الزائفة والمضللة والأراجيف التي توجّه ضد الإمارات في مجلس الأمن وفي غيره من المنتديات، أو في التصريحات والمواقف التي تصدر عن بعض الحاقدين، هدفها التهرب من المسؤولية عما ارتكبوه من جرائم وآثام بحق الشعب السوداني، ولن تثني بلادنا عن القيام بدورها القومي والإنساني الذي لن تستطيع كل غرابيل الحقد أن تخفيه، والذي يحظى بتقدير العالم والمنظمات الدولية والإنسانية.
أن يعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسيوس شكره لدولة الإمارات لدعمها السخي للشعب السوداني بتخصيص 70 في المئة من تعهدها البالغ 100 مليون دولار للأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية في السودان، وأن يعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن شكره للإمارات على مساهمتها لدعم الجهود الإنسانية داخل السودان وفي الدول المجاورة، وأن يؤكد وكيل الأمين العام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيت امتنانه للإمارات وشعبها على الدعم السخي للمساعدة في إغاثة الشعب السوداني، وأن تعرب بيث بيكدول نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) عن تقديرها لدولة الإمارات لمساهماتها في جهود الحد من المجاعة في السودان. كل هذه الإشادات بموقف الإمارات تلقم كل الموتورين حجراً ممن يحاولون التطاول عليها أو النيل منها، وهي شهادة حق تؤكد حقيقة دولة الإمارات ومواقفها المشرّفة تجاه شعب السودان وكل شعوب العالم التي تحتاج إلى دعم ومؤازرة في مواجهة الأزمات الإنسانية التي تمر بها.
منذ بداية الصراع في السودان قبل أكثر من عام أعربت دولة الإمارات عن إيمانها الراسخ بأنه لا يوجد حل عسكري، وأن الحل السياسي عبر الحوار والمفاوضات هو الطريق الوحيد لإخراج السودان من محنته، وقد بذلت في ذلك جهوداً، وحاولت رأب الصدع مع غيرها من الجهود العربية والإقليمية والدولية، وذلك انطلاقاً من مبادئها والتزامها بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والامتناع عن التدخل في شؤون الدول الأخرى والالتزام بقرارات مجلس الأمن.
إن تهرب بعض الأطراف السودانية من تحمل مسؤولية الكارثة التي حلّت بالسودان لن يفيدها في تحميل المسؤولية إلى غيرها، وإذا كانت حريصة فعلاً على السودان والشعب السوداني كما تدّعي، فهذه الأبواب مفتوحة للحوار والمفاوضات وصولاً إلى السلام وإنجاز المصالحة وقيام الحكم المدني الديمقراطي.