حكاوي التهريب : الموت عطشاً على حدود مصر
منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل الماضي (2023)، نزح آلاف السودانيين إلى دول مجاورة.
كما لجأ العديد من هؤلاء إلى دخول الأراضي المصرية بطرق شرعية وغير شرعية أيضا، حيث نشطت بعض الشبكات من أجل استغلال الأسر الباحثة عن ملجأ.
لكن الموت يغلف أحيانا طرق النزوح، وهي حال السوداني الأمين أحمد.
أرادوا الالتحاق بالجامعات
فقد خسر هذا الأب المكلوم 3 من أولاده تحت الشمس الحارقة خلال توجهه إلى مصر، وفق ما روى في مقابلة مع العربية/الحدث.
بدأت مأساة هذا الرجل الذي كان يعمل في أحد المصارف قبل اندلاع الحرب، بعدما ضغط عليه أبناؤه الثلاثة من أجل ترك داره في السودان والتوجه إلى مصر، مع استعار المواجهات بين الجيش والدعم السريع.
فلم يجد الوالد إلا الرضوخ، لاسيما أن أولاده أرادوا الالتحاق بالجامعات المصرية بعد أن مر عام على الحرب مع تضاؤل فرص الهدوء والسلام.
حر وعطش
لكن مسار الرحلة لم يرحمهم، فقد أصيب أولاده بضربة شمس، وقضوا من الحر الشديد والعطش في رحلة التهريب القاتلة هذه على الحدود المصرية.
وكانت أزمة اللجوء والنزوح السوداني شكلت أحدث وأكبر أزمة إنسانية منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل العام الماضي.
إذ نزح أكثر من تسعة ملايين داخل السودان أو عبروا إلى البلدان المجاورة.
أما في مصر التي فتحت سابقاً أبوابها لدخول السودانيين بطرق رسمية وشرعية لحاملي جوازات السفر والوثائق المطلوبة، فتجرى عمليات تفتيش بشكل متكرر بحثاً عمن دخلوا بطرق غير قانونية، سواء في العاصمة القاهرة أو محافظة الجيزة، حيث تستقر أعداد كبيرة من السودانيين، وكذلك في مدينة أسوان جنوب البلاد حيث يتوقف العديد من اللاجئين السودانيين في طريقهم إلى الشمال