احتدام الاشتباكات في الخرطوم والفاشر غداه دعوة الاتحاد الأفريقي للبرهان وحميدتي
غداة دعوة أفريقية للقاء “دون تأخير” بين فرقاء السودان احتدمت المعارك في العاصمة الخرطوم ومدينة الفاشر غربي البلاد.
وفي محاولة للحل السياسي دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في اجتماع عُقد الجمعة، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبدالفتاح البرهان وقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إلى الاجتماع تحت رعاية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) دون تأخير.
وجاء الرد السبت بتصاعد في وتيرة المعارك بالخرطوم، ومدينة الفاشر أهم المدن الاستراتيجية في إقليم دارفور.
وقالت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية” إن مواجهات عسكرية محتدمة اندلعت، السبت، بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري.
ووفق شهود عيان، استخدمت الأسلحة الثقيلة والخفيفة في المعارك، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
وأشار شهود العيان إلى أن قوات الدعم السريع كثفت من هجماتها على معسكري “سلاح المدرعات” و”سلاح الذخيرة”، جنوبي العاصمة الخرطوم، وقصفوا أحياء مدينة كرري شمالي العاصمة.
وأكدت المصادر أن القذائف تساقطت على الأحياء السكنية في المنطقة، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية.
محور مدينة الفاشر
ومع تصاعد وتيرة المعارك أبلغت مصادر عسكرية “العين الإخبارية” أن قوات “الدعم السريع” قصفت مدينة الفاشر بالدانات والراجمات في محاولة الاقتحام والسيطرة.
وطبقا للمصادر العسكرية فإن قوات الجيش السوداني تعمل على وقف الهجوم العنيف لقوات “الدعم السريع”، من محاور عديدة.
واجتاحت قوات “الدعم السريع” 4 عواصم ولايات أخرى في دارفور العام الماضي، ما زاد من تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية، في ظل شح الغذاء والدواء والماء.
وفي 21 مايو/أيار الماضي، قالت وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور إن عدد القتلى في الفاشر بلغ 345 قتيلا، إضافة إلى 2626 مصابا منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في أبريل/نيسان 2023.
وتقع مدينة الفاشر في غرب السودان على ارتفاع 700 متر فوق سطح البحر على مسافة نحو 800 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، و195 كيلومترا عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي.
وأكد الاجتماع التزام الاتحاد الأفريقي المستمر باحترام سيادة السودان وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية واستقلاله، وجدَّد تضامنه مع شعب السودان في تطلعاته المشروعة لاستعادة النظام الدستوري من خلال حكومة ديمقراطية شاملة بقيادة مدنية.
وأدان الاجتماع الحرب الجارية في السودان وتأثيرها السلبي على الشعب السوداني والمنطقة، والانتهاكات المصاحبة لحقوق الإنسان، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي.
وأعرب مجلس السلم والأمن عن قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي غير المسبوق، والقتل العشوائي للمدنيين الأبرياء، والتدمير العشوائي للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومحطات تنقية المياه وتوليد الكهرباء، وكذلك منشآت البعثات الدبلوماسية، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
كما عبر عن قلقه العميق إزاء استمرار العنف في مناطق مختلفة من السودان، لا سيما في الخرطوم وأم درمان وفي دارفور، خاصة في الفاشر، وولاية الجزيرة وولايات كردفان، وحذر من العواقب العرقية والمجتمعية الخطيرة المحتملة للصراع، وشدد على أهمية حماية الدولة السودانية ومؤسساتها وشعبها.
ووجه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي إلى إنشاء لجنة رئاسية خاصة بمجلس السلم والأمن تضم رئيس دولة وحكومة من كل منطقة من مناطق القارة برئاسة يوري موسيفيني، رئيس أوغندا، ورئيس مجلس السلم والأمن لشهر يونيو/حزيران 2024، لتسهيل التواصل المباشر بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في أقرب وقت ممكن.
أسوأ أزمات النزوح
وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، نقصا حادا في الغذاء.
وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.
وانهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان، وتقدّر الخرطوم الخسائر في هذا القطاع بقرابة 11 مليار دولار.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.