جبل موية الغنية من الذهب وملتقي طرق وراء هجوم الدعم السريع
بعد معارك طاحنة شهدتها منطقة “جبل موية” بولاية “سنار” السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأنباء عن سيطرة الأخيرة عليها تلاها نزوح لمئات الأسر السودانية بسبب تهديد “طريقها الحيوي”.. ما الأهمية الاستراتيجية لمنطقة “جبل مويا” السوداني؟
بحسب محللين عسكريين فإن أهمية منطقة جبل موية تكمن في “تأمين طريق “سنار – ربك” الذي يربط ولاية النيل الأبيض بولاية سنار وبشرق السودان”..
حيث تتميز المنطقة بموقعها الاستراتيجي ضمن سلسلة جبال ولاية سنار، وتُعتبر نقطة تلاقٍ لطرق مهمة نحو النيل الأبيض غربًا والنيل الأزرق جنوبًا وولاية الجزيرة شمالًا، وبالتالي فهي صلة وصل بين ثلاث ولايات رئيسية في وسط وغرب السودان.
وهكذا فإن سقوط المنطقة التي تُعدُّ الحصن الأساسي الغربي لولاية سنار ووسط السودان في أيدي قوات الدعم السريع، يعني فتح الطرق أمامها من شرق السودان وصولاً إلى عاصمتها المؤقتة ” بورتسودان” والميناء الرئيسي للبلاد.
ومن البدهي أن تنتقل دفاعات الدعم السريع الأمامية في مواجهة الجيش إلى جبل موية، ما يرجّح سقوط ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض في المستقبل وإحكام الحصار عليهما
وبالإضافة إلى أهميتها الإستراتيجية، تعدُّ منطقة جبل موية من أشهر المناجم الغنية بالذهب في البلاد..
والتي بدأت عمليات التنقيب فيها لأول مرة عام 1912 م بوساطة اليهودي الأمريكي السير “هنري ويلكم”
حيثُ بلغت حصيلة عمليات التنقيب التي قادها ويلكم “88” طنًا من الذهب الخالص والمشغول، قبل أن تنتهي بمرضه ووفاته عام 1935م..
وحتى اليوم ما يزال سكان المنطقة يجتمعون عند مصبات المياه في سفح الجبل، بعد هطول الأمطار الغزيرة، للعثور على المشغولات الذهبية والأواني الفخارية الأثرية التي ربما تجرفها السيول من باطن الجبل.