الأخبار

مساعد معتمد اللاجئين في دارفور : طلب نشر بعثة دولية لحماية المدنيين متأخر جدا

وكالة أنباء العالم العربي) – قال الفرشة مجيب الرحمن محمد يعقوب رزق، مساعد معتمد اللاجئين في ولايات دارفور، إن طلب نشر بعثة دولية لحماية المدنيين في السودان “متأخر جدا”، مضيفا أن دور الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ضعيف للغاية في الأحداث الجارية بإقليم دارفور المضطرب.

وأبلغ رزق وكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الخميس “المطالبة بنشر قوات أممية في هذا التوقيت أعتقد أنه متأخر جدا لأن الآن الوضع على الأرض القوات المسلحة والقوات المشتركة بذلوا دورا كبيرا جدا في التصدي للهجوم في مدينة الفاشر، وكبدوا المليشيات (قوات الدعم السريع) خسائر كبيرة جدا”.

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى العمل على سرعة نشر بعثة لحماية المدنيين في السودان.

وقالت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان على منصة إكس إن الأطراف المتحاربة في السودان “قتلت مئات المدنيين وسط هجمات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار”.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان من العام الماضي بسبب خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعا إلى مناطق أخرى.

وتسبب الصراع في أكبر أزمة نزوح في العالم، كما تجدد العنف في إقليم دارفور المضطرب.

وتفرض قوات الدعم السريع حصارا محكما على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور منذ أسابيع في محاولة للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على أربع من أصل خمس ولايات في الإقليم، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع.

وقال المساعد المعتمد للاجئين في دارفور “الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة أيضا دورها ضعيف جدا في الأحداث المتسارعة في دارفور ولا يرتقي لمستوى المؤسسات الأممية في أن تحفظ سيادة الدول وتحفظ حقوق الإنسان وتضطلع بدور كبير جدا في حماية المدنيين وتقديم المساعدات.

“أعتقد أن دور الاتحاد الأفريقي ضعيف جدا وفيه تماهي كبير جدا مع ميليشيات الدعم السريع التي تنتهك حرمات الناس وتحرق المنازل وتضرب المستشفيات في الفاشر كما حدث في مدينة الجنينة سابقا وفي غيرها من المدن، دمرت (قوات الدعم السريع) كل البنية التحتية وبالتحديد المستشفيات التي تقدم خدمات علاجية للمواطنين”.

وأضاف “مفترض أن تقوم (الأمم المتحدة) بدور أكبر في حماية المدنيين، السودان من الأمم المتحدة ولديه إسهامات كبيرة جدا في إيواء اللاجئين من دول الجوار، لكن الوضع بالنسبة للاجئين السودانيين في دول الجوار ضعيف جدا سواء كان في إثيوبيا وتشاد وغيرها.

“أيضا يعيش السودانيون في مصر في ضغوطات كبيرة جدا، رغم أنها (مصر) قدمت خدمات كبيرة جدا للسودانيين، ولكن في الآونة الأخيرة مستوى التدخل الدولي والمساعدات الدولية تكاد تكون ضعيفة جدا، مما جعل السلطات المصرية تضيق الخناق على السودانيين هناك”.

وطالب رزق بإدانة قوات الدعم السريع لارتكابها “انتهاكات”، وقال “لا بد أن تكون هناك إدانات واضحة لميليشيات الدعم السريع وقياداتها، لا بد يكون هناك قيود وإجراءات ضد هذه الميليشيات التي تقتل المواطنين وتغتصب النساء والأطفال في كل مكان، وخير دليل في الفاشر الآن وغيرها من مدن السودان.

“الميليشيات قتلت أكثر من 40 مواطنا من الأبرياء دون أي سبب وتنهب ممتلكات الناس… وتدمير المؤسسات والمستشفيات وسرقة البنوك وغيرها. هؤلاء هم قطاع طرق ولا يرتقون لمستوى المعارضة، فالمعارضة دائما تكون شريفة تعارض النظام ولا تعارض المواطن”.

وقالت هيومان رايتس ووتش الأسبوع الماضي إن صور الأقمار الصناعية “تظهر تفاصيل مروعة في الفاشر”، مضيفة أن تحليلا لصور الأقمار الصناعية أظهر زيادة في عدد القبور في ستة مدافن على الأقل بالفاشر خلال الفترة من التاسع من مايو أيار إلى 12 يونيو حزيران.

وكشف تقرير الأمم المتحدة السنوي حول الأطفال والنزاع المسلح عن مقتل أكثر من 480 طفلا ووقوع ما لا يقل عن 1721 انتهاكا جسيما ضد الأطفال في السودان في العام الماضي، في ارتفاع كبير مقارنة مع 306 انتهاكات مسجلة في عام 2022.

وقال المساعد المعتمد للاجئين في دارفور إن الحل يكمن في فرض الجيش السوداني سيطرته.

ومضى يقول “نحن نعول على القوات المسلحة أن تفرض سيطرتها وتحرر كل مدن السودان، والآن الانتصارات الكبيرة التي نشاهدها في كل المحاور جعلت الاتحاد الأفريقي يطالب بالتدخل حتى يمنح فرصة حياة جديدة للميليشيات، لذلك نعتبر أن دور الاتحاد الأفريقي ضعيف، والقيادات الموجودة في الاتحاد الأفريقي دورهم ضعيف جدا، وتكاد تكون مساندة لميليشيات الدعم السريع”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى