الأخبار

الهندي عزالدين : البرهان جمد ملف روسيا ويعمل بلا مستشارين !

يبدو أن الفريق أول ‎#البرهان جمّد ملف تطوير العلاقة الاستراتيجية والعسكرية مع ‎#روسيا ، بعد استماعه بإنصات مريب لتحذيرات أمريكية من المضي قدماً في ملف القاعدة البحرية الروسية شمال بورتسودان !!
~ كان من المقرر أن يسافر البرهان إلى موسكو نهاية هذا الشهر ، وكان من المأمول أن تسفر زيارة نائبه عقار عن اتفاقيات مبدئية والتزامات صارمة تمهد لتوقيع البرهان على اتفاقية تعاون استراتيجي مع روسيا.
~ البرهان الآن لا يحارب هجوماً لاسترداد ‎#مدني المغدورة المحتلة وكل نواحي ولاية ‎#الجزيرة، بل يدافع في تخوم ‎#سنار التي كنا نراها هدفاً عصياً ومستحيلاً على الجنجويد !!
~ البرهان لا يقاتل قتال الجيش الذي نعرفه، لاسترداد المدن المغتصبة ، ولا يفاوض تفاوض دولة محترمة يقودها خبراء ومستشارون على درجة عالية من الحكمة والدربة والخبرة السياسية ، لتحقيق ما لم يتحقق بالعمليات العسكرية.
~ البرهان لا يريد أن يعقد حلفاً عسكرياً مع روسيا ليتمكن الجيش السوداني من تحرير المدن والقرى، ولا ينوي التوجه نحو ‎#الصين لإبرام شراكة اقتصادية في الموانئ والمعادن كما كان الحال في مشروع النفط العظيم، لإنقاذ الاقتصاد السوداني من حالة الموت السريري التي دخل فيها ، والمشهد الآن دولة مفلسة وشعب مهدد بالمجاعة.
~ هو رئيس مجلس السيادة وهو رئيس مجلس الوزراء وهو القائد الأعلى وهو القائد العام للجيش ، ويعمل بلا مستشارين، بلا مكتب قيادي، بلا مكتب سياسي، بلا أفق استراتيجي ، والنتيجة دولة ضعيفة مركزها بورتسودان ، يقودها جنرالات عاجزون ، يتحكم فيها رجال أعمال فاسدون يستثمرون في بيئة الحرب ، وشعب مشرّد تطارده الدول ، ولا أمل في تحرير مدني ونيالا والجنينة و ‎#الخرطوم في ظل هذه المعطيات ، ما لم يتغير هذا الواقع الكارثي الذي قد يلغي وجود الدولة السودانية في خريطة العالم.
~ أما الحركة الإسلامية التي يقودها “علي كرتي” ، فإنها جزء من مخطط الاستسلام لهذا الواقع المأساوي والتبرير له والدفاع عنه بحجج واهية، وقد دفنت قيادة الحركة حزباً كبيراً فاعلاً تحت الأرض لخمس سنوات بدعوى الحفاظ على الوطن ، وكانت النتيجة الفوضى التي ضربت البلاد سياسياً وعسكرياً وأمنياً ، فجاءت الحرب مولوداً طبيعياً وشرعياً لبيئة الفوضى وحالة الاستسلام لها ، فضاع الوطن الذي زعموا أنهم تواروا حفاظاً عليه !!
إن الله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى