الأعمدة

احتكام العقل أو الطوفان !

حان الوقت للاحتكام إلى صوت  العقل واتخاذ خطوات متسارعة لإيقاف الحرب  في السودان وايجاد صيغة سلام  بين الفرقاء بعد أن دخلت الحرب العبثية عامها الثاني وأحدثت من دمار في البنية التحتية وازهقت الارواح  من طرفي الصراع والأبرياء الذين راحوا ضحية حرب الغرض منها كراسي الحكم  الزائل وبعد انتشار رقعة الحرب في 70 بالمئة من مساحة السودان وهجر الملايين قسرا وتفشي الجوع وانعدام الأدوية المنقذة للحياة وخروج المستشفيات من الخدمة وتوقف دولاب الدولة وأضحى اللاجئين في دول الجوار غير مرغوب فيهم بالتذمر والتنمر والتضييق في الاجراءات والرسوم الدولارية الباهظة والترحيل عبر كشات غير مسبوقة في تاريخ اللجوء في العالم  بالإضافة إلى انعدام الأمان والخوف من الموت بالتدوين العشوائي والقصف ألم تكن كل  تلك  سببا للدعوة إلى وقف إيقاف أصوات البنادق  وأرضا سلاح لأنقاذ  السودان من السقوط من  الهاوية بالتشظي والتقسيم إلى دويلات صغيرة .

المسؤولية الوطنية تتطلب من جميع الأطراف نبذ الخلافات وأن تخلع النخب السياسية ثوب الحزبية والتعصب والنظر بعقلانية نحو  مستقبل البلاد لأنه بات في المحك ,  أم الاتفاق بسلام مستدام أو انهيار الدولة السودانية إلى الأبد  والتاريخ لايرحم ولابد من اليقظة والاستفادة من الدرورس والعبر بدلا من التعنت فالمعارك اثبت لافائز والخاسر الاكبر الوطن والمواطنين , لابد من التخلي عن التعنت لمصلحة البلاد والعباد ومازال هناك متسعا من الوقت لتدارك الوضع ومراجعة المواقف  والجلوس لتحقيق  اتفاق سلام قبل فوات الاوان لأنه بعد الانهيار لاقدر الله من الصعب أعادة عقارب الساعة للوراء كفاية ركوب رأس ,  من المبادرات المقبولة من  الطرفين  “منبر جدة”  شريطة تصفية النفوس وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية والمكاسب الضيقة وأن يكون  الاتفاق بمثابة خارطة طريق لحل الأزمة السودانية على  غرار  ما حدث بين الفرقاء اللبانيين في اتفاق الطائف الذي ارسى لوقف الحرب الدائم ووضع اسس توافق لإدارة الحكم في لبنان  .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى