حسين الخوالد: المرأة الكويتية قطعت أشواطاً كبيرة في كافة المجالات
في ضوء تحضيرات تأرجحت بين فترتين نظراً للظروف الانتخابات الرئايبة التي تمرّ بها ايران عقد مهرجان كوثر السينمائي الدولي في إيران العزم على إقامة فعالياته والإنسجام مع هذه الشدائد، وذلك تحت شعار رواية المرأة المضحّية في السينما الإيرانية ومجال المقاومة، وتهدف الدورة الجديدة من المهرجان إلى التعريف بقدرات ومواهب المرأة في المجالين الثقافي والفني.
في هذا السياق، كان لنا حوارا مع السيد حسين الخوالد رئيس مجلس إدارة نادي الكويت للسينما، تحدّث خلاله بإسهاب عن عدة قضايا سينمائية، لا سيما تلك التي تتناول قضايا المرأة في الكويت خاصةً والعالم الإسلامي عامةً، المواضيع التي يتمحور حولها مهرجان كوثر.
لم يغفل الخوالد الذي تغصّ سيرته بالأعمال الدرامية والفنّية والاعلامية وإدارة الفعاليات الثقافية الأخرى، عن تناول دور المرأة في كافة المجالات في بلده، مؤكداً أن المرأة الكويتية قطعت أشواطاً كبيرة وملحوظة في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والفنية، حيث كسرت الحواجز في مختلف القطاعات، لتعكس التقدّم ومجاراة العصر، علاوة على قبول المجتمع لتولّي المرأة أدواراً كانت حكراً على الرجال فحسب.
*دور المرأة في سينما الكويت
وعن آخر أعماله ومستجدات السينما الكويتية، ودور المرأة في سينما الكويت، قال الخوالد: الحراك السينمائي بالكويت بدأ في الإنتعاش وبدأت تظهر أعمال متميّزة تتناغم مع القضايا العامة في الكويت وخارجها، فهناك أعمال كويتية شاركت في أهم وأقوى المهرجانات الدولية ، وحصدت العديد والعديد من الجوائز المهمة ، بل وصلت إلى المنافسة مع أفلام لمخرجين نجوم في مجال الأفلام الروائية والوثائقية والتحريك بأقسامهم الطويلة والقصيرة.
وأردف: أولت القيادة السياسة في دولة الكويت أهمية لدور المرأة في المجتمع، فخصصت لها يوم يحتفي بالمرأة الكويتية وهو (يوم المرأة الكويتية)، والذي يقام في 16 مايو من كل عام تكريماً لدورها، حيث قطعت المرأة الكويتية خطوات ملحوظة وبارزة في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والفنية، وكسرت الحواجز في مختلف القطاعات، لتعكس التقدم وقبول المجتمع لتولي المرأة أدواراً كانت حكراً على الرجال، فكان للسينما دوراً مهم في تسليط الضوء على أبرز الإنجازات التي قامت بها السيدة الكويتية، حتى دخلت المرأة الكويتية بالمجال السينمائي من خلال الإخراج والتمثيل والتصوير والتأليف والمونتاج وهندسة الصوت والمكياج والمكساج، وحتى أنها وصلت إلى إنتاج بعض الأفلام، فعلى سبيل المثال لا للحصر، نذكر الفنانة القديرة / حياة الفهد، والمنتجة الشيخة / إنتصار الصباح، والمنتجة / زين الحميضي، والمخرجة / سناء القملاس، وغيرهن كثير برزن وأبدعن في المجال السينمائي.
*مهرجان كوثر السينمائي الدولي
وعن أهمية مهرجان كوثر السينمائي الدولي في طهران، المهرجان يسلط الضوء على قضايا المرأة في إيران والعالم لاسيما العالم الإسلامي، أوضح الخوالد: السينما الإيرانية زاخرة بنجوم كثيرين حفروا أسمائهم بحروف من الذهب داخل وخارج إيران، فاليوم نقف على مشارف إقامة مهرجان كوثر السينمائي الدولي والذي حمل رسالة جميلةً جداً، وهي قضايا وهموم المرأة بصفة عامة، أرى من وجهة نظري المتواضعة أن التركيز على المرأة في مجتمعاتنا هي رسالة يجب أن تتبناها جميع المهرجانات وليس مهرجانكم الموقّر فقط، فالمرأة هي جزء أساسي من مكون أي مجتمع، عليها تتقدم وتنضج الأجيال، فهي الجدة والأم والأخت والعمة والخالة، وهي المعلمة والدكتورة والمهندسة والمحامية والمحاربة، فدورها مهم في نهضة المجتمع، ومن هذا المنطلق أوجه باقة ورد للقائمين والعاملين والمشاركين في مهرجان كوثر السينمائي متمنياً لهم التوفيق والنجاح في مساعيهم.
* تأثير السينما على صورة المرأة المسلمة
وقال: أرى أن المرأة المسلمة تختلف صورتها بالسينما مقارنةً مع المرأة الأجنبية، فهناك قيم وأعراف دينية متأصلة في المرأة المسلمة لاتخرج عنها مهما كانت المغريات، وبالطبع أن للسينما تأثير كبير على صورة المرأة المسلمة وبالأخص في الأفلام الغربية، ففي بعض الأفلام الأجنبية نرى أن صورة المرأة المسلمة هي تعبير عن التخلف والرجعية وأنها متقيدة بالحجاب واللباس المستور، وهذا مايعكس صورة نمطية عن تحكم الأسرة والمجتمع في حريتها، وذلك لجهلهم بتعاليم ديننا الحنيف، فرسالتي هي تكثيف الأفلام التي تبرز وتبين دور المرأة المسلمة، وما هي إسهاماتها في مجتمعها والمجتمعات الأخرى، ونقل الصورة الحقيقية والدفاع عنها لإيصال رسالة جادة للغرب.
*السينما الإيرانية تاريخ كبير
وإستطرد قائلاً: السينما الإيرانية تاريخ كبير وصرح عظيم لايمكنني وصفه في عدة سطور، فالسينما الإيرانية متميزة وذلك لإعتمادها بالتصوير في مواقع مفتوحة تعكس سمة الواقعية، ولما تمتاز به إيران من طبيعية خلابة تجعل الكادر السينمائي رائع، ومايميزها أيضاً بتمازج بين المخرجين المخضرمين والمخرجين الشباب وإحترافية عناصر الإنتاج السينمائي، فالسينما الإيرانية كانت ولازالت في مقدمة الأعمال العالمية، فكل التوفيق لهم.
واختتم بالقول: التعاون يساهم في مناقشة الأفكار العلمية والمعارف الثقافية بين أي طرفين من أجل الحصول على نتيجة مشتركة وفعالة وإيجابية، فالكويت حرصت ولا زالت تحرص على مد جسور التعاون بينها وبين كافة دول العالم، ومن رؤية متبصرة من القيادة السياسية وإمتداداً إلى هذه الرؤية، فإن نادي الكويت للسينما يحرص على التبادل الثقافي والفني بينه وبين أقرانه في المجال، فنأمل بالقادم من الأيام أن يكون هناك تعاون مشترك بين نادي الكويت للسينما وبين الجهات المسؤولة عن السينما في الجمهورية الإيرانية الإسلامية لتطوير الحركة السينمائية بين البلدين ويكون هذا التعاون مثمرا للطرفين.