ساسة سودانيون يسخرون من تصريحات البرهان عن انتصارات للجيش

سَخِرَ ساسة سودانيون، يوم السبت، من تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان التي ادعى فيها تحقيق انتصارات “غير مرئية”، مؤكدين أنها لا تعكس الواقع، وتعبر عن أمنيات البرهان في تحقيق انتصارات على قوات الدعم السريع، التي تسيطر الآن على مناطق واسعة من البلاد.

وكان القائد عبد الفتاح البرهان قد ذكر في مقابلة تلفزيونية أن الجيش يحقق انتصارات يومية قد تكون “غير مرئية للبعض”.

ورأى البرهان أن تقدم قوات الدعم السريع في بعض الولايات لا يعد هزيمة للجيش، وأن فقدان بعض المدن أو المواقع لا يعني الهزيمة لأن “المعارك جولات”، مؤكداً أن الجيش لن يُهزم وسينتصر.

ردًا على هذه التصريحات، دعا مسؤول سياسي بارز في قوات الدعم السريع البرهان لتوضيح معنى “الانتصارات غير المرئية” وأن يعطي مثالًا واحدًا عليها، بدلًا من إطلاق عبارات تحتوي على مصطلحات تثير “السخرية”، وفقًا لوصفه.

قال المسؤول، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، في تصريح لـموقع “إرم نيوز”، إن “الانتصارات ‘غير المرئية’” التي يحققها البرهان تتصل برغباته في تحقيق تفوق على قوات الدعم السريع”.

وأشار إلى أن الهزائم المتكررة لقوات الجيش جعلت البرهان يعيش في “أحلام يقظة”، مما دفعه لتصور فرار جنوده من المواقع كأنها انتصارات “غير مرئية”.

من ناحيته، صرّح مسعود بلة، عضو المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، أن الكل في حالة دهشة واستغراب من تصريحات البرهان. فهو المسؤول الأول عن هذه المؤسسة التي تتعرض لهزائم متكررة وسريعة بين حين وآخر، وكأنه منفصل عن واقع السودان ويعيش في “عالم آخر”.

ويعتقد بلة، في تصريح خاص لـ”إرم نيوز”، أن المشكلة تكمن في كون تصريحات البرهان بعيدة عن الواقع.

وقال: “الجميع يعلم ويرى الهزائم التي يُمنى بها ‘جيش البرهان’، لا سيما في الأسابيع الأخيرة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، فقدانه مواقعه في الميرم بولاية غرب كردفان، من خلال انسحاب مذل، وقبل ذلك، تكبد هزائم لا مبرر لها في مواقع بولاية سنار، مروراً بما حدث في مدينة سنجة، ووصولاً إلى مواقع حيوية وإستراتيجية، في الوقت الذي يستعد فيه لاجتياح ولاية النيل الأزرق”.

وأضاف بلة أن “البرهان يتحدث في الظروف الحالية بنفس اللغة واللهجة القائمة على تقديرات خاطئة تسببت في اندلاع الحرب، حيث أعلن هزيمة وسحق “الدعم السريع” في غضون 72 ساعة، ثم رفع المدة إلى أسابيع، وغيرها من التصريحات غير الواقعية التي كان يطلقها هو ومساعده ياسر العطا وقيادات في الجيش بهدف رفع الروح المعنوية للمقاتلين التي باتت تحته الصفر”.

أوضح بلة أن “هذا يتجلى بوضوح في انسحاب قوات الجيش من المواقع التي كانت تحت سيطرتها، قبل تحرك قوات ‘الدعم السريع’، الذي أجبر الجيش على الفرار من تلك المواقع تاركًا وراءه معداته كغنيمة.”