إبراهيم زريبة : الجيش في موقف صعب وأمام خياران لاثالث لهما !
يؤكد خبير قضايا السلام وفض النزاعات، إبراهيم زريبة ، أن الجيش في وضع صعب للغاية، وأمامه خياران، الأول تعم نتائجه الإيجابية لصالح القوات المسلحة كـ”مؤسسة” والشعب السوداني، يتمثل في الذهاب إلى خيار وقف إطلاق النار والدخول في حوار سياسي مع “الدعم السريع” والقوى السياسية المدنية، إنقاذًا للبلاد من “الهلاك”، والذي سيكون بمثابة الخيار الثاني الذي يهدد وحدة السودان والمضي به إلى طريق مظلم.
وأوضح في تصريح لـ”إرم نيوز”أن طريق إنقاذ الشعب والبلاد يتجسد باتخاذ قيادة الجيش قرارًا بالتفاوض، لا سيما مع تردي الأوضاع الميدانية للقوات المسلحة وتكرر الهزائم أمام قوات الدعم السريع؛ ما أثر في الحالة المعنوية والنفسية للجنود، وكلما طال الزمن زادت الخسائر بالنسبة للجيش، وفق ما تؤكده المعطيات على أرض المعركة.
ولفت زريبة إلى ما وصفها بـ”الفرص الكبيرة” التي سنحت للجيش للاستفادة منها بدلًا من الذهاب إلى هذه الوضعية، منها منبر جدة الذي شهد مفاوضات لوقف العدائيات التي انهارت في ديسمبر/كانون الأول عام 2023، وجهود “الإيغاد” في ترتيب لقاء مباشر بين قيادتي الجيش وقوات الدعم السريع في فبراير/شباط عام 2024، التي لم يستجب لها البرهان.
كما لفت إلى مبادرات القوى السياسية المدنية، وفي صدارتها تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، التي نجحت في الجلوس مع قائد قوات الدعم السريع في أديس أبابا، ثم فشلت في عقد لقاء مع البرهان بعد أن رفض طلبها.
ومع كل ذلك، فإن الفرص ما زالت قائمة، بين محاولات القوى السياسية تيسير التفاوض، وصولًا إلى مبادرة الاتحاد الأفريقي لجمع البرهان وحميدتي على طاولة واحدة، لدفع عملية التفاوض وبناء الثقة بين طرفي الصراع، وفق زريبة.
وشدد على ضرورة توصل الجيش وقياداته العسكرية إلى حل لمعضلة اتخاذ القرار، الذي بات في يد المتحالفين معه، وهم ذاتهم الراغبون في استمرار الحرب، ومنهم كتائب “البراء بن مالك”، وجهاز الأمن “المنحل”، و”المستنفرون” الذين يعقّدون المشهد، لافتًا إلى أن عدم اتخاذ القرار الصحيح قد يؤدي إلى تدخل المجتمع الدولي عبر لعب دور في هذا الصراع، لا سيما أن من يستمر في إشعال هذه الحرب هم الجماعات الإسلامية المتشددة، التي لا تهدد السودان فقط، ولكن الأمن الإقليمي والعالمي.
وطالب زريبة بضرورة أن تنظر قيادات الجيش إلى وحدة السودان وأمن شعبه عبر التحرر من قرار الإسلاميين، حتى يتم حل الجزء الأكبر من المشكلة، مما سيذهب بالسودانيين إلى طاولة تفاوض لحل أزماتهم من دون أي تدخل دولي، وهذا سيكون أفضل لوحدة البلاد، بدلًا من ضياع الدولة نهائيًا وانهيارها، كما ذهبت أوطان عدة إلى “الذاكرة” بسبب التطرف والإرهاب.