تقارير

حر.ب السودان… انتهـ.اكات المؤسسات العسكرية العدلية ضد النساء

ما بين اختـ.طاف واعتـ.قال واعتد.اءات من جميع اطراف الحر.ب واحكام بالإدانة وصلت الى الاعد.ام، هكذا صارت حال النساء في السودان بعد حرب 15 ابريل، ففي الاسبوع الماضي تم اعـ.تقال امرأتين احداهما ناشطة في مجال حقوق الانسان بمدينتي الفاشر عاصمة شمال دارفور بواسطة استخبارات حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، والثانية عضو في الحزب الشيوعي بمدينة شندي بولاية نهر النيل جرى اعتقالها بواسطة الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة، اضافة الى حالات لا حصر لها تمكن برنامج كنداكات وميارم الذي يبثه راديو دبنقا من توثيق بعضها، من بينها ثلاثة فتيات تم اعتقالهن في ولاية نهر النيل بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب، ووجهت لهن تهم بالتعاون مع قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع، وقبل ان يخضعن لمحاكمة توفيت احداهن داخل المعتقل بينما أدينت الثانية وصدر حكم بالإعـ.دام في حقها، وتمت تبرأة الثالثة.
اعتقالات عطبرة
في تفاصيل تلك الاعتقالات وهي التي برزت للعلن فقد اعتقلت الاستخبارات العسكرية في اغسطس من العام الماضي السيدتين “انعام خيري، وسلمى حسن” نزحن من الخرطوم الى مدينة عطبرة هرباً من جـ.حيم الحـ.رب هناك، لكن كانت الاستخبارات لهن بالمرصاد حيث تم القبض عليهن ووضعهن في الحبس الى ان توفيت “انعام” داخل سجن عطبرة في اواخر شهر نوفمبر 2023م اي بعد أكثر من 5 أشهر من الاعتقال دون محاكمة، بينما خضعت كل من “سلمى” للمحاكمة وتمت تبرأتها في مايو الماضي أي بعد اكثر من 8 اشهر من الحبس، وتقول هيئة محامي دارفور ان المتهمة سلمى حسن نالت براءاتها المستحقة بعد ان فشلت النيابة العامة ممثلة الاتهام في تقديم اي بينة ضدها.
وتقول القانونية “افراح الخير” ان عدد البلاغات التي دونت في مواجهة السيدتين كانت تحت المواد 50/ 51 من القانون الجنائي لسنة 1991م المعنية بجرائم تقويض النظام الدستوري، واثارة الحـ.رب ضد الدولة.
وتروى الخير تفاصيل تلك البلاغات بقولها: في البداية كانت سلمى غير متهمة، لكن بعد وفاة والدة زوجها “انعام خيري” داخل السجن تم إلحاقها في البلاغ كمتهمة اساسية، وتم تقديمها لمحاكمة وتمت تبرأتها من التهمة الموجهة إليها تحت المادة 51 من القانون الجنائي “اثارة الحرب ضد الدولة” بعد قضاء أكثر من ثمانية أشهر ما بين سجن عطبرة ومكتب مباحث عطبرة. فيما اشارت الى ان هناك متهمة تدعى آية مصطفى خير الله أدانتها المحكمة واصدرت حكماً بحقها بالإعدام شنقاً حتى المـ.وت، وذكرت أفراح الخير ان هيئة الدفاع عن المدانة استأنفت الحكم ولم يصدر اي قرار من محكمة الاستئناف حتى الآن، لكن راديو دبنقا لم يتمكن من الوصول الى المزيد من المعلومات حول طبيعة التهمة التي وجهت لآية وملابسات اعتقالها.
حكم غريب
تقول المحامية “افراح الخير” ان البلاغ الذي تم تدوينه في مواجهة المتهمة “آية مصطفى” كان بلاغاً كيدياً بواسطة “عمتها” والدة زوجها، وأوضحت ان “آية” كانت نزحت مع عمتها في الاشهر الاولى للحرب الى مدينة عطبرة، وكانت بينهما مشاكل عائلية، فبلغت والدة الزوج الشرطة عن آية، وعندما تم القبض عليها بواسطة شرطة المباحث، وتم تفتيشها في قسم الشرطة تم استرداد صور قديمة من تلفونها تعود الى العام 2019م، كانت ترتدي فيها الزي الرسمي لقوات الدعم السريع و”الكدمول”.
واشارت الى ان شقيقها كان شاهداً واورد في افادته بأنه وآية أخذا زي الدعم السريع والكدمول من ابن جيرانهم وتصورا به في العام 2019م، وأضافت “ومعلوم انه الى 14 ابريل 2023م كان الد.عم السـ.ريع وزيه واي حاجة خاصة به غير مجرمة او محرمة قانوناً”.
وذكرت المحامية افراح الخير بأنه على هذا الاساس صدر حكم بالإعدام بحق “آية مصطفى” واشارت الى انه حسب البينات الموجودة انها لا ترقي للتهمة التي وجهت لها ولا الحكم الذي صدر في مواجهتها واضافت: هذا حكم غريب جداً وغير عادل لجهة ان البينات التي قدمت امام المحكمة وصدر بموجبها الحكم لا ترقى للتهمة، ونبهت الى أنه تم استئناف الحكم ولم يصدر قرار الاستئناف.
بطء التحقيقات
اشارت المحامية افراح الخير الى ان التحقيق مع المتهمات الثلاث كان يتم بواسطة شرطة المباحث، حيث يقضين أكثر من اسبوع او عشرة ايام في مباني شرطة المباحث، ومن ثم يتم اخطار النيابة العامة بوجودهن، وذكرت بهذه الطريقة قضين تلك الأشهر الى ان توفيت المتهمة “انعام بعد خمسة أشهر من الحبس، لكنها أشارت الى أنه لم ترد لهيئة الدفاع عنهن اي معلومات عن تعرضهن للتعذيب اثناء التحقيق.
في انتظار الاعـ.دام
في قضية أخرى ألقت الاجهزة الأمنية على شابتين وشقيقهما عند بوابة مدينة عطبرة التي نزحوا إليها من الخرطوم، وعندهم اخضاعهم للتفتيش تم العثور على رصاصة بندقية “قناصة” داخل شنطة احدى الفتاتين تسمى “الدر” اضافة الى فاتورة باسم الد.عم السـ.ريع.
وبحسب المحامية افراح الخير فإن “الدر” كانت تعمل في مستوصف بمنطقة الحاج يوسف ببحري التي سيطرت عليها قو.ات الدعـ.م السـ.ريع، وكانت القوات تجلب الأدوية الى المستوصف وتأخذ منه، رغم انه مستوصف يمتلكه أحد مواطني الحاج يوسف ليست له علاقة بالد.عم السر..يع، وذلك بحكم التواجد الفعلي للد.عم السـ..ريع في المنطقة، وأي فاتورة تخرج من المستوصف كانت تطلع باسم الدعـ.م السر..يع- على حد افادة المحامية افراح الخير- واشارت الى انه رغم مضي أشهر من اعتقال الدر الا ان بلاغها لا زال قيد المحاكمة وقيد الجلسات في محكمة جنايات عطبرة. لكنها أشارت الى انها لاحظت ان المتهمات في كل هذه البلاغات فتيات تقل اعمارهن عن 25 سنة، وجميعهن ينتمين لقبيلة واحدة، وأضافت: هذا يطرح سؤالاً لماذا المتهمات فتيات في هذه السن ولماذا قبيلة معينة…؟
في الفاشر
بتاريخ 9 يونيو 2024م في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور داهمت قوة من مجهولة قوامها 6 مسلحين يستغلون سيارة مسلحة بالدوشكا قبل مغيب الشمس منزل الناشطة في حقوق الانسان سهام حسن، واقتحم المنزل قائد القوة ومعه أحد الافراد، ولم تكن “سهام” وقتها موجودة في المنزل، لكنهم قالوا لأسرتها ان لم تأت “سهام” فإنهم لن يغادروا المنزل.
فاضطرت الاسرة الى ارسال واحدة من بنات الجيران للبحث عن سهام التي ذهب لتعزية إحدى الأسر في الحي، تقول سهام عندما كانت في بيت العزاء اخبروها بأن هناك قوة تستغل عربة “لاندكروزر” في بيتها، وأن قائدها قال اذا لم تأت فانهم لن يغادروا المنزل.
تقول سهام لبرنامج كنداكات وميارم “خرجت مسرعة الى المنزل وعندما اقتربت عرفت انها قوة جاءت للقبض على لكني لم ادر الى اي جهة ينتمون، وتضيف: وجدت قائدهم يقف بالقرب من السيارة واول ما سلمت عليه، طوالي قال لي اركبي، وعندما سألته من انتم رفض ان يجاوبني، ودفعني للركوب في السيارة، ووضعني في المنتصف، واول ما تحركت السيارة قام بربط وجهي بقماش واقتادوني لجهة مجهولة.
وأضافت: وصلنا الوجهة التي اقتدوني إليها وعندما تم فك القماش عن وجهي وجدت نفسي في المقر السابق لبعثة “يوناميد” وأدخلوني في مكتب استخبارات قضيت فيه اليوم الاول، وفي الصباح اخرجوني للجلوس في ظل الشجر.
وتروي سهام: في اليوم الرابع جاءني قائد الاستخبارات يدعى بخيت واخرج لي ورقة وهو يشير اليها قائلاً “هنا المو.ت، وهنا السجن، وهنا العذاب وما دايرين كذب” وبعدها قال لي انتي عندك تواصل مع “عباس كتر” وهو احد قادة الد..عم السر..يع من قبيلة الزغاوة، وانك اتصلتي عليه يوم السبت في وقت الظهيرة، فضحكت وقلت ليه معليش “عباس كتر” لا صديقي في الفيسبوك لا عندي معه تواصل في الواتساب، ويوم السبت الذي تتحدث عنه انا لم ادخل شبكة اتصال استارلينك بسبب ان كل اجهزة الاتصالات القريبة من منزلي تم اغلاقها في اليوم السابق الجمعة بواسطة القائد “ادم كسوفو”
واضافت: في ذاك اليوم السبت انا كنت في مستشفى السلاح الطبي من الساعة السابعة صباحا حتى الخامسة مساءً برفقة جيراني الجرحى الذين سقطت عليهم دانة في منزلهم، وعندما عدت الى منزلي عند الساعة 5:30 لم اخرج منزلي وليس بيدي اي تلفون، تقول “بعدها أمرني بالخروج لأنه لم يجد أي دليل ولم يسألن مرة أخرى” وتقول سهام تم التحقيق معي بعد ذلك عن عمل لجنة الطوارئ الانسانية بالولاية، التي أعمل فيها مقررة، وتضيف “سألني دفنتوا كم جـ.ثة، والالغام كنتوا يتزيلوهم كيف.؟ وبالتالي خرجوا من موضوعهم اتضح انهم بعتقلوا الناس ساكت فقط عشان يخوفوهم.
اعتقلتني حركة مناوي
قطعت سهام بأن القوة التي اعتقلتها تابعة لحركة تحرير السودان التي يقودها حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي، واشارت الى ان قائد القوة التي اعتقلتها يدعى “ربكوا” تابع لاستخبارات الحركة و”انور” الذي وضع القيود “الكلباش” على يديها تابع لحركة مناوي، والذي مارس عليها عملية الجلد في المعتقل يسمى “اسرائيل” تابع لحركة مناوي، وتابعت “كل الذين انتهكوا حقوقي تابعين لحركة مناوي، لذلك حركة مناوي هي التي اعتقلتني وليست القوة المشتركة، وأضافت: هؤلاء هم الذين سأفتح البلاغ والاجراءات الرسمية ضدهم، كون يقتادوني لمدة 9 ايام ولا احد يعلم مكاني فهذا مر خطير” وكانت حركة مناوي قد نفت صلتها باعتقال سهام حسن وقالت ان الجهة التي اعتقلتها هي القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح.
معتقلات ممتلئة
في الاثناء كشفت إحدى الناشطات بمدينة الفاشر عن وجود اعداد كبيرة من المعتقلين في سجون المدينة، وقالت الناشطة التي حجبنا اسمها لأسباب امنية ان الموجودين في سجونهم في مقر يوناميد وسجن وحراسات الشرطة كثيرون، وأشارت الى انها علمت بوجود معتقلين في “حاويات” وآخرين في حبس انفرادي داخل مقر يوناميد، وذكرت ان هذه المعتقلات مخفية تماماً عن الناس، واضافت: أنا اشك في ان الاستخبارات العسكرية عندها علم بهذه السجون والمعتقلات وأعداد المعتقلين فيها.
ودعت الناشطة الحقوقية المنظمات الدولية والحقوقية والمجتمع المدني السوداني والحكومة السودانية وهيئة محامي دارفور واللجنة التسيرية لنقابة المحاميين بالسودان الى زيارة مواقع الاعتقالات التابعة للحركات في المقر السابق لبعثة “يوناميد” ليقفوا بأنفسهم على أعداد المحبوسين واحوالهم في هذه السجون، وما هي القضايا التي اعتقلوا بموجبها، وقالت ان هناك نساء قضين شهر وشهرين وللأن هن في تلك المعتقلات، لذلك لابد ان يكون هناك تدخل عاجل ولجنة تقصي حقائق حول هذه المعتقلات وما يحدث فيها.
عموماً هذا جانب من الانتهاكات التي يتعرضن لها النساء بواسطة الاجهزة العدلية “النيابة والمحاكم” والعسكرية أطراف الحرب “القوات المسلحة، الشرطة، وحركات الكفاح المسلح، وقـ.وات الدعـ.م السـ.ريع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى