الأخبار

شد وجذب بين الحكومة ومنظمات الشؤون الإنسانية حول المعابر

كشف نائب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية “أوشا” توبي هارورد عن تحديات لوجستية جديدة تواجه إيصال المساعدات، حيث تهدد الأمطار الغزيرة بإغلاق معبر الطينة الحدودي. وأكد الحاجة الماسة إلى طرق وصول بديلة لتنفيذ عمليات تسليم منتظمة للأشخاص الأشد ضعفا.

وقال توبي هارورد، خلال مخاطبته اجتماعاً لقيادات النازحين في نيرتتي بولاية وسط دارفور يوم الأحد الماضي، إنهم يحتاجون للوصول الكامل عبر كافة المعابر مثل الطينة، وأدري، وكلبس، وفوربرنقا مع تشاد، وبحر الغزال والرنك وأويل مع جنوب السودان، وأكد حاجتهم لاستخدام المطارات في دارفور مبيناً إنهم في تفاوض مستمر مع السلطات في بورتسودان والدعم السريع لتسهيل وصول المساعدات.

وفي الأثناء طالب الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلاحدود، الدكتور كرستوس كريستو، السلطات، خلال لقائه مالك عقار يوم الاثنين، في أول زيارة رسمية للبلاد منذ اندلاع الحرب، بفتح معبر أدري في الحدود التشادية وذلك بغرض تسهيل إيصال المساعدات.

من جهته قال مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة في صفحته على منصة إكس رداً، على الطلب (توجهت بسؤال له حول سبب الاصرار على معبر ادري من دولة تشاد في حين أنه يوجد معابر حدودية اخرآ وافقت عليها حكومة السودان) وقال إن المعابر التي وافقت عليها الحكومة من جنوب السودان عبر الرنك والتي بها معبرين بحري و بري، ومن تشاد عبر الطينة، ومن مصر عبر ارقين بالإضافة الي اربعة مطارات داخل السودان وهي الفاشر والابيض وكادقلي وبورتسودان، وقال إنه أكد له ان دور المنظمات هو تقديم الدعم والمساندة للمجتمعات والحكومات وليس إملاء شروط عليها وشدد على أن الحكومة تعمل على الموازنة بين العمل الانساني والامن القومي.

زيارات من وكالات أممية

ويزور وفد من وكالات الأمم المتحدة برئاسة نائب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية توبي هارود خلال السبوع مدينتي زالنجي ونيرتتي يرافقه ممثلون لبرنامج الغذاء العالمي واليونسيف بهدف تقييم الاحتياجات، وفهم الوضع الإنساني. وأكد هارورد إن الوفد سيزور أيضا مناطق قولو، وروكرو بجبل للوقوف على أوضاع النازحين الجدد، واكد ضرورة توفر المعلومات.

وتسيطر حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد على نيرتتي منذ اندلاع الحرب في ابريل 2023، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على زالنجي وأجزاء أخرى من ولاية وسط دارفور

وأوضح هارورد، في حسابه على منصة إكس، إنهم التقوا عدداً من منظمات المجتمع المدني في زالنجي مثل منظمة عوافي ومجلس اللاجئين النرويجي وأطباء بلا حدود كما وقفوا على توزيع مواد غير غذائية بواسطة منظمة “الناس للناس” على 600 أسرة في نيرتتي بوسط دارفور.

وقال إنه أجرى مناقشات جيدة حول القضايا الإنسانية الرئيسية مع غيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية العاملة في زالنجي، وسط دارفور. وقال إن مثل هذه المنظمات قادت الاستجابة الإنسانية في المناطق التي يصعب الوصول إليها في جميع أنحاء السودان خلال الأشهر الـ 16 الماضية، وإنها تحتاج إلى مزيد من الدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

أزمة في الغذاء والدواء والإيواء

من جانبه قال آدم رجال الناطق باسم المنسقية العام لمعسكرات النازحين واللاجئين في دارفور خلال الاجتماع مع ممثلي الوكالات الأممية يوم الأحد الماضي بنيرتتي إن الحرب التي اندلعت في ابريل الماضي وما صاحبها من حرق مخازن برنامج الغذاء العالمي وسحب الموظفين والعقبات التي تواجه وصول المساعدات بجانب فشل الموسم الزراعي ،ـ أدى لحدوث أزمة وندرة في المواد الغذائية. ووصف الوضع في المعسكرات بالمزري مبيناً إنها تعاني من مجاعة وأغلبية الأسر لا تتحصل على وجبات.

وأشار إلى وجود 115 ألف من النازحين القدامى والجدد في نيرتتي بجانب 60 الف من المجتمعات المضيفة، ونبه إلى نفاد المخزون الغذائي للمواطنين والنازحين القدامى بعد اقتسامها مع النازحين الجدد، ولفت إلى توقف تطعيم الأطفال حديثي الولادة مما أدى لانتشار السعال الديكي وغيره من الأمراض.
وأكد رجال إن النازحين يحتاجون إلى الغذاء والدواء مواد الإيواء ومياه الشرب النقية بجانب التعليم ومراكز للعلاج والدعم النفسي لضحايا الحرب.

جوع ومرض

من جانبه قال آدم اوكرو القيادي في معسكرات النازحين في نيرتتي إن النازحين يعانون جراء توقف صرف المساعدات الغذائية من اندلاع الحرب مما أدى إلى الانتشار الواسع للجوع وتفشي سوء التغذية وسط الأطفال والحوامل والمسنين، وحدث وفيات في أوساطهم بسبب الجوع.

وقال عدد كبير من النازحين لا يتناولون أي وجبات غذائية لمدة يومين، وبعضهم لا يتناولون سوى البليلة وأوراق الشجر، وأوضح
إن النازحين يضطرون لشرب المياه الملوثة في الوديان خارج نيرتتي ، وهي ذات موارد المياه التي تشرب منها الماشية وقال إن ذلك أدى لانتشار أمراض الدسنتاريا والاسهالات، والأمراض الأخرى ، مشيراً إلى عدم توفر الأدوية.

أزمة في الإيواء

من جانبه، شكا أحد قيادات النازحين الجدد القادمين من نيالا إلى نيرتتي من عدم توفر الغذاء وشح في الإيواء، وإنه ثلاث أسر تضطر للإقامة في غرفة واحدة مما فاقم المعاناة خاصة في فصل الخريف، مشيراً إلى عدم توفر مشمعات تقيهم أمطار الخريف بجانب البرد القارس ليلاً.

وقال إن بعض الأسر تقيم مع أقاربها في المعسكر القديم والأحياء السكنية مما أدى لتفاقم معاناة النازحين القدامي والأحياء، وأشار إلى أن انعدام الـأدوية جعل بعض الأسر تتعالج بالأعشاب. مشيراً إلى تفشي الملاريا والاسهالات. ودعا لتوفير الغذاء والدواء ومواد الإيواء.

جهود أممية

وقال توبي هارورد نائب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية بالسودان رداً على تساؤلات قيادات النازحين إن الأمم المتحدة تبذل الجهود مع كافة الأطراف وأنها تعمل على تأسيس مركز للأمم المتحدة في زالنجي ، كما أكد أهمية تأسيس مركز في نيرتتي.

وأوضح هارود إنه ملم بتفاصيل معاناة المواطنين بسبب الحرب العبثية، مبيناً إن الأمم المتحدة كانت تسعى قبل الحرب للانتقال من مساعدات الطوارئ إلى الحلول المستدامة وذلك عبر تشجيع التعايش والعودة الطوعية والتماسك الاجتماعي. وقال إن الأوضاع ازدادت سوءاً بعد اندلاع الحرب.

اعتذار
وتقدم باعتذار عن غياب الأمم المتحدة من المعسكرات منذ اندلاع الحرب واكد التزامهم بالعودة وتقديم المساعدات للأشخاص الأكثر ضعفاً.
وقال إن اهتمام العالم بالأوضاع في أوكرانيا وغزة والمشكلات سياسية في دول الغرب أدت لتقليص الميزانيات المخصصة للعمل الإنساني.
وأضاف لا أريد رفع سقف التوقعات حيث لا مخازن كبيرة في تشاد لا مخازن كبيرة في تشاد أو بورتسودان.

جهود محلية
وأكد إن المنظمات غير الحكومية المحلية وغرف الاستجابة للطوارئ تقوم بعمل استثنائي في المناطق التي يصعب الوصول إليها في السودان، مبيناً إنهم مزيد من الدعم.
وأشاد بزيادة وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية التي تعبر من تشاد إلى السودان من قبل الأمم المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة .
وأشاد هارورد بجهود منظمة الصحة العالمية على مهمتها في شرق تشاد وخططها لتوسيع نطاق العمليات عبر الحدود إلى لسودان. وأكد إن التركيز ينصب على توصيل الغذاء للأشخاص الأشد ضعفاً في دارفور، مع الحاجة الملحة للإمدادات الطبية لوقف انتشار المرض، خاصة خلال موسم الأمطار.

وأشار في حسابه على منصة اكس إلى تحسن إمكانية الوصول إلى كلبس وسربا بولاية غرب دارفور وهما محليتان تعانيان من انعدام الأمن الغذائي الطارئ، وقال إن الشاحنات التابعة للأمم المتحدة وشركاؤها تعمل على توزيع المساعدات عبر المحليات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الوصول والمزيد من المساعدات الإنسانيّة للتخفيف من أزمة الجوع.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى