غلاء طاحن للأسعار في أبي زبد و(140) ألف جنيهاً سعر جوال السُكر
نُدرة مفاجئة في معروض المنتجات الإستهلاكية وأرقام فلكية شهدتها أسعار السلع التموينية بصورةٍ عامة بأسواق مدينة أبوزبد بولاية غرب كردفان بعد أن شهدت المدينة في الأيام الفائتة وفرة مقدرة في كمية المنتجات الغذائية واستقراراً نسبياً في أسعارها، نسبةً لتدفق كميات البضائع الواردة للمنطقة من ثلاثة إتجاهات مختلفة (الدبة، النعام، النهود) تمثل مراكز إستراتيجية واقتصادية مهمة تساهم في توفير الأمن الغذائي للمواطن خاصةً بعد استقرار الأوضاع الأمنية بشكل لافت في الطرق والمعابر الرئيسية لقنوات التوزيع .
*زيادة صادمة*
وكشفت جولة أجرتها (منصة الناطق الرسمي) بالسوق الشعبي أبوزبد عن زيادة صادمة و غير معهود في أسعار السلع التموينية والبضائع (المتقلات) القادمة للمنطقة من مدينة (الخوي) وارد محلية (الدبة) بالولاية الشمالية تفاجأ بها الجميع حيث سجل سعر جوال السكر المستورد رقاماً قياسياً لأول مرة يصل إلى (140) ألف جنيهاً في هذه المنطقة منذ بداية الحرب التي دخلت في عامها الثاني، بينما وصل سعر جوال الأرز الأبيض زنة (25) كيلو ما بين (80) إلى (85) ألف جنيهاً، في الحين صعد سعر جوال دقيق الخباز زنة (25) كيلو إلى (55) ألف جنيهاً فيما أرتفع سعر جوال العدس الأحمر ل(80) ألف جنيهاً، وتراوح سعر جوال البصل ما بين (110) إلى (115) ألف جنيه، وتجاوز سعر قنطار البن المليار جنيه بواقع (50) ألف جنيه للكيس الواحد زنة (5) أرطال وعلى ذلك قس في أسعار المعلبات والتوابل، ذلك الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً عند المواطنين.
*أزمة جديدة*
بالمقابل أرتفعت أسعار المنتجات الغذائية القادمة للمنطقة من «سوق النعام» الحدودي بمنطقة شمال أبيي التي أشتهرت ببضاعة الجنوب أرتفعت إرتفاعاً جنونياً حيث وصل سعر جوال شاي الجزيرة إلى (600) ألف جنيهاً، فيما قفز سعر كرتونة الصابون اليوغندي الذي يُعرف محلياً بـ(صابون الجنوب) إلى (55) ألف جنيهاً مقارنةً بـ(43) ألف جنيه سعر الأسبوع الماضي، وأستقر سعر كرتونة لبن البودرة المدهش عبوة (60) ظرف عند الـ(40) ألف جنيه. وفي الأثناء أشتكى تُجار التجزئة بالسوق الشعبي أبوزبد من ندرة جديدة و أزمة فريدة في معروض بعض السلع الضرورية والثانوية منها خاصةً البسكويتات (البسكويت المحشي) الهندي الذي أشتهر محلياً ببسكوين الجنوب نظراً لدخوله عبر دولة جنوب السودان حيث صعد سعر كرتونة البسكويت نمرة واحد الأكثر طلباً واستهلاكاً إلى (11) ألف جنيهاً بدلاً عن (8) ألف جنيه سعر الأسبوع الماضي، أما البسكويت نمرة اثنين قفز سعره إلى (10) ألف جنيه للكرتونة الواحدة.
*الدولار فرض الحصار وولع نار*
وعزا عدد من التجار موردي البضائع من سوق النعام بمنطقة شمال أبيي الزيادة المطردة في الأسعار إلى إرتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني في هذه الأيام واوضح عدد منهم خلال حديثهم لـ(منصة الناطق الرسمي) أن الزيادة المتصاعدة في سعر الدولار أدت إلى مخاوف التجار واصحاب الوكالات الدولية بسوق النعام وإغلاق بعض المحال التجارية وترك مهنة التجارة تجنباً للوقوع في الخسائر المادية، بينما برَّر آخرون شُح البضائع بالسوق نتيجة لزيادة الطلب عليها من قِبل تجار بمدينة أبوزبد يقومون بشراء واحتجاز كمية من البضائع قبل دخولها الأسواق خاصةً الأخف وزناً كالبسكويتات وزيت الطعام وتصديرها عبر رحلات عكسية إلى مدينة «أم درمان» المنكوبة نسبةً لإنعدام هذه الأصناف هناك بعد أن تعطلت عمليات الإنتاج الصناعي بالعاصمة السودانية الخرطوم .
*صعوبة الحصول على السلع*
هذا وأضاف آخرون موردي البضائع من النعام -أيضاً- أن هذه الأزمة الضاغطة في غلاء الأسعار جاءت نتيجة لعدة عوامل أهمها طول مسافة الطريق الترابي (الردمية ) خاصة بعد هطول الأمطار مما ادى إلى وحل الشاحنات التي تقل البضائع، مشيرين إلى معاناة التجار في رحلات الذهاب والإياب في سبيل الحصول على السلع فضلاً عن التكاليف العالية التي يدفع ثمنها التجار في الحصول على المطلوبات في دفع الفروقات لتغيير العملة المحلية بالعملات الصعبة بالسوق الدولي.. وشكا مواطنو محلية أبوزبد من غلاء المعيشة والزيادة الفاحشة والمتصاعدة يوماً بعد الآخر في غلاء أسعار السلع الضرورية مطالبين في الوقت ذاته الأطراف المتصارعة في العاصمة الخرطوم بوقف الحرب العبثية التي أنعكست آثارها سلباً على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها المواطن البسيط الذي راح ضحية.
لم يكن الغلاء الذي ضرب المنطقة وليد الصُدفة ولهذه المنطقة وحدها بل معظم أطراف السودان تعاني من هذه الأزمة التي جاءت نتيجة لإفرازات الحرب التي ألقت بظلالها السالبة على المواطن المغلوب على أمره.
إلا أن مدينة أبوزبد تعتبر من أكثر المناطق بغرب كردفان بها شرائح ضعيفة وأسر متعففة من ذوي الدخل المحدود بالإضافة إلى أنهم أستقبلوا المئات من النازحين والفارين من الحرب ذلك الأكتظاظ الغير عادي شكل ضغطاً وعبئاً ثقيلاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن دون تقديم أدنى الخدمات والمساعدات الإنسانية لهم الأمر الذي أصبح هاجس أرق مضاجع الجميع، ونشير إلى أن غياب الرقابة على الحركة التجارية وانعدام الضوابط الشرعية كان له الأثر الواضح في انتشار الفوضى وتلاعب التجار في سياسة تحرير الأسعار.. لذلك من هذه المنصة نطالب المنظمات الدولية والوطنية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني بتقديم الدعم والمساعدة للمواطن الضعيف الذي ظل يلهث وراء لقمة العيش.