ردة فعل الاحزاب وبعض الحركات المسلحة حول مكالمة البرهان وبن زايد
أعلنت قوى سياسية وحركات مسلحة في السودان، الجمعة، ترحيبها بالمباحثات الهاتفية التي جمعت رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مع رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد وأبدت أملها في أن تسهم الخطوة في إيقاف الحرب.
والخميس، قالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام” إن بن زايد تلقى اتصالا هاتفيا من البرهان ناقشا خلاله العلاقات بين البلدين والتطورات الأخيرة في السودان، كما أعلن بن زايد دعم بلاده لأي جهود ترمي إلى وقف الحرب في السودان.
وفي وقت سابق من اليوم، الجمعة، قال إعلام مجلس السيادة السوداني أن البرهان أبلغ بن زايد أن بلاده تتهم من قبل السودانيين بدعم قوات الدعم السريع.
وقال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل لـ”سودان تربيون” أن الاتصال بين قائد الجيش ورئيس دولة الإمارات يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، وتمنى أن تذهب الخطوة إلى نهاياتها بالتنسيق مع الدول المؤثرة الأخرى في الإقليم من بينها مصر والدول التي تقع عليها عملية تسهيل التفاوض وهي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية علاوة على الاتحاد الافريقي.
وزاد “نأمل دخول دولة الإمارات في خط يساعد على تسهيل استئناف عملية التفاوض في منبر جدة”.
وقال فيصل “إنه من الواضح أن هناك تباينات حول الخطوة داخل معسكر الداعمين لاستمرار الحرب ونتمنى الا تحدث ضغوط تؤدي للتراجع عن ما جرى وهي خطوة من شأنها تسهيل وقف الحرب كما نتمنى عدم حدوث تطورات داخل هذا المعسكر تؤدي لمزيد من التعقيد في المشهد السياسي والحرب في السودان”.
من جانبه قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني شريف محمد عثمان لـ”سودان تربيون” إن التواصل بين القائد العام للقوات المسلحة ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، يعد نقطة تحول مهمة في مسار الحرب بعد خطابات تصعيدية من قبل قادة القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية.
وأوضح أن هذا الاتصال سيدعم المحاولات الحثيثة التي بذلت من قبل الإمارات ومصر في وقت سابق في العاصمة البحرينية المنامة وذلك بتيسير المباحثات بين الجيش والدعم السريع التي قال إنها قطعت مراحل متقدمة حول الاتفاق على مبادئ الحل السياسي.
وأضاف “الإتصال بين البرهان وبن زايد سيكون له ما بعده”.
وتحدث عثمان عن جود ضغوط تمارس على قادة الجيش من قبل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول وهو ما يدفعهم الى إخفاء كثير من الحقائق فيما يتعلق بالجهود المبذولة لوقف الحرب، ودلل عثمان بتصريحات ادلى بها وزير الإعلام استنكر فيها إعلان الأمم المتحدة التفاوض بين طرفا النزاع في جنيف حول الأوضاع الإنسانية.
وأوضح أن قيادة القوات المسلحة تعاني من حالة انقسام وتنافس على القيادة وتتباين مواقفهم تجاه قضية السلام، وتابع “لكن المؤكد سواء كان سرا أو جهرا سيستمر البرهان في إجراء الاتصالات”.
الى ذلك قال رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل في تغريدة على منصة “إكس” “أرحب بالاتصال الهاتفي الذي تم بين الفريق البرهان والشيخ محمد بن زايد”. وأبدى أمله في أن تكون المباحثات الهاتفية فاتحة خير لإنهاء معاناة الشعب السوداني.
وأوضح الفاضل وهو أحد قادة القوى السياسية المؤيدة للجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع إن الاتصال بين البرهان وبن زايد لم يأتي من فراغ لكون أن الخطوة تزامنت مع تحولات إقليمية ودولية كثيرة منها الوضع في البحر الأحمر والقرن الافريقي، قائلا إن ذلك فرض ضرورة إنهاء الصراع في السودان.
وأشار الفاضل إلى أن الحرب في السودان وصلت نهاياتها بعد أن فشلت في أهدافها وتحولت المليشيا إلى مجموعات إرهابية تروع وتقتل المواطنين وتدفعهم للنزوح تماما كمسلسل داعش في الموصل – طبقا لقوله.
بدوره قال المتحدث باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد في تعميم صحفي، أن اتصال قائد الجيش برئيس الإمارات، خطوة مهمة تحظى بكل الدعم والترحيب منهم.
وطالب بإتباع ثلاث خطوات أخرى من بينها فك الإرتباط بالحركة الإسلامية وتطهير الجيش من عناصرها، علاوة على الثبات على هذا النهج وعدم الرجوع عنه والدخول في المفاوضات المباشرة مع الدعم السريع بنية الوصول إلى اتفاق سلام.
في الأثناء قال المتحدث باسم التحالف السوداني محمد السماني أن الاتصال بين البرهان وبن زايد أتى لكسر الجمود بين السودان والإمارات التي قال إنها تستخدم الدعم السريع في قتل السودانيين وتدمير الدولة السودانية.
وأضاف “أخيرا أدركت الإمارات أن دعمها لهذه المليشيا لن يحقق أهدافها في المنطقة. أرادت أن تأتي بالباب مع العلم ان كل الأدلة والبراهين ضدها”.
ويتهم السودان الإمارات بتمويل قوات الدعم السريع ودعمها بالأسلحة والعتاد الحربي عبر تشاد وأفريقيا الوسطى، حيث شكل هذا الدعم فارقا في المعارك العسكرية التي تُخاض منذ 15 أبريل 2023، طبقا لتقارير.
وتوترت العلاقات بين البلدين جراء هذه الاتهامات التي تصاعدت حدتها مع توجيه القادة العسكريين في السودان نقدا لاذعا للقيادة الإماراتية، كما تراشق مندوبا البلدين في الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الشهر الماضي في تصعيد غير مسبوق استبقه البلدان بتبادل طرد دبلوماسيين.