الأعمدة

وداعا على دبلوك الانسان الجميل الخلوق / بقلم : أمير شاهين .

بالامس نعى لنا الناعى وفاة الانسان الجميل و النبيل وابن بحرى الاصيل الكابتن على ابراهيم على احمد ( على دبلوك) حيث جاء فى الخبر انه توفى فى الجريف شرق اثر هبوط حاد فى الدورة الدموية .
تعود معرفتى بالكابتن الراحل الى ايام الطفولة و الصبا فى عمر ال10 سنوات تقريبا , وفى ذلك الزمن كنا قد اسسنا فريق كرة قدم للصبيان فى حلتنا الختمية غرب قرب منزل لاعب التحرير الذائع الصيت وقتها اسماعيل الحاج ( سمعة) وكان فى ذلك الوقت قد اعتزل اللعب منذ فترة طويلة و كان يشجعنا على لعب الكرة قرب منزله وفى بعض المرات كان “يتاوره الضرس ” ويشارك معنا اللعب بتنفيذ عدة ركلات و الحق يقال بانه و بالرغم من تركه الكرة لفترة طويلة الا انه كان يمتاز بقوة الركلات ( شوات جدا) عليه الرحمة فقد كان انسان مهذب و نبيل يمتاز بالتواضع وحسن المعشر . وكان الهدف من تاسيس الفريق هو ان يصبح كاشبال لفريق البحيرة الذى كان وقتها فى قمة الرابطة وكان الجميع يحبونه و يتمنون اللعب فيه , وفى مرة قررنا ان نضم بعض اللاعبين المبرزين معنا فى الفريق من خارج الحى فوقع اختيارنا على عارف عزالدين فى الديوم وعلى دبلوك من الختمية شمال , واذكر اننى قمت باقناع دبلوك باللعب معنا حيث اغريته باننا عندنا فنايل( علم) جديدة و نتناول عصير الليمون و الكركدى البارد بعد كل تمرين او مباراة , بالله شوف !! واستمر على دبلوك معنا فى اللعب وكان ماشاء الله عليه هداف الفريق و صانع العابه و بفضله تمكنا من هزيمة كل الفرق المنافسة وصار ايقونة فى منطقتنا . وبعدها انطلق على دبلوك بموهبته الفذة فلعب فى فريق افريقيا رابطة الديوم وبعده اشبال المريخ ثم انتقل الى نادى الامير الانيق ومن الامير لعب فى حى العرب بورتسودان و عاد ليلعب مع الاملاك البحراوى حيث تم اختياره ليلعب فى الفريق القومى للشباب 1982م و كذلك الفريق القومى العسكرى وبعدها اغترب فى قطر ثم سلطنة عمان و اخيرا فى السعودية ثم عاد اخيرا الى ارض الوطن حيث عمل بالتدريب .
يجمع كل من شاهده وهو يلعب بانه كان فنان وحريف, يمتع المتفرجين بدقة تمريراته و استحواذه على الكرة و كان خير من يلعب فى خانة الوسط وصانع الالعاب , وفى هذا الصدد فقد قال لى الخبير الكروى الكبير صلاح ناجى امد الله فى ايامه ان على دبلوك كان من افضل لاعبى الوسط فى السودان وكان يتمتع بكل صفات اللاعب الدولى و خبير التدريب يوسف مرحوم فى الاداء السلس وضبط ايقاع المباراة و الموهبة الفذة , هذا بلالضافة الى خلقه القويم و احترامه للاخرين !
وفى الفترة الاخيرة كان على دبلوك مداوما على قراءة منشوراتى و التعليق عليها , وفى مرة ذكرته باننا فى عمر واحد تقريبا لاننا لعبنا الكرة سويا عندما كنا صغارا ! فراح يداعبنى ممازحا بالقول باننى اكبر منه سنا وكون اننا لعبنا مع بعض فهذا لا يعنى اننا فى سن واحدة ( قدر بعض يعنى) وضرب مثلا بعدة لاعبين لعبوا معه فى الامير و حى العرب كانوا اكبر منه عمرا , فقلت وانا اجاريه فى دعابته بانه حتى و لو افترضنا باننى الاكبر عمرا فالفرق لن يتعدى بضع سنين ! فارسل لى وجها ضاحا فى الفيس بوك كنايةعن استمتاعه باغاظتى ( يعنى نظام تدويرة و كدة) وهكذا كان على دبلوك مرحا لطيفا بشوشا لا تمل منه و لا تشبع من مؤانسته .
نسال الله له الرحمة والمغفرة وان يتقبله قبولا حسنا وأن يجعل الجنة مثواه وأن يلهم أهله وزملائه ومعارفه وعارفي فضله حسن العزاء والصبر الجميل إنا لله وإنا إليه راجعون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى