جمعية المطاف للتراث والفنون البحرية براس الخيمة تشارك في الدورة الـ 16 لمهرجان الدولي لأطفال السلام في المغرب
سلا – عبدالرحمن نقي : تشارك جمعية المطاف للتراث والفنون البحرية برأس الخيمة في الدورة الـ 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام وللسنة الالثة على التوالي الذي تنظمه سنويا جمعية أبي رقراق بالمملكة المغربية إلى غاية 30 يوليو الجاري.
وجسدت عروض الجمعية قصة ملهمة عن تاريخ الدولة ورحلة الازدهار والنماء والتطور ورؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عبرت مسيرة الحضارة والتنمية والقيم الإنسانية وبناء الإنسان وتعزيز الثوابت الوطنية وريادة الإمارات ونهجها الفريد في التسامح والتعايش والسلام وحظيت المشاركة المتميزة للأطفال الإماراتيين بالتقدير والإعجاب من الحاضرين .
وقال السيد محمد عبدالله الشحي رئيس مجلس إدارة الجمعية إن المهرجان يعكس الرؤى الداعمة لتعزيز وترسيخ قيم السلام في العالم وقال ان الأطفال أعضاء الجمعية المشاركين رسموا لوحة جميلة عن السلام والتسامح والمحبة النابعة من التراث الإماراتي الأصيل ، وحظيت بالإعجاب من الجميع وعبرت عن القيم المغروسة في نفوسهم والتي تعبر عن النهج الرائد لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة ودورها المخلص في تكريس الجهود الداعمة لتحقيق السلام والاستقرار في العالم.
وتحتضن مدينة سلا المغربية فعاليات الدورة 16 للمهرجان تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لاله مريم بنت الحسن شقيقة ملك المغرب ، وتستضيف هذه الدورة التي تأتي احتفالا بعيد العرش المجيد بالمغرب، والتي تصادف الذكرى الفضية للمهرجان، وفودا من 25 دولة تعزيزا لروح التعايش والتبادل الثقافي بين الأطفال من مختلف أنحاء العالم.
وتميز حفل الافتتاح هذه الدورة التي اختارت دولة كوت ديفوار ضيف شرف لها، وشهد الافتتاح الشيخ خالد بن صقر بن سلطان القاسمي وسعادة محمد أحمد الكيت المستشار في الديوان الأميري براس الخيمة وسعادة العصري سعيد احمد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة المغربية ورجل الأعمال عبدالله محمد الملا الشحي راعي الجمعية ومحمد عبدالله محمد الشحي رئيس الجمعية والإعلامي محمد غانم مدير إذاعة راس الخيمة وعدد كبير من رجال الأعمال الإماراتيين وبحضور عدد من السفراء وأعضاء الهيئات الدبلوماسية وممثلي مؤسسات ثقافية دولية، إلى جانب شخصيات من عالم السياسة والثقافة والإعلام ، وشكل هذا الحفل فرصة للجمهور للاستمتاع بعروض فنية أدتها مجموعة من الفرق المشاركة من عدة دول، شملت الموسيقى والرقص الكوريغرافي، وغيرها.
وقال المدير المؤسس للمهرجان، عبد الرحمن الرويجل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، “إن أنشطة هذه الدورة تركز بشكل خاص على الأحياء العريقة لمدينة سلا”، مبرزا أن “هذا يأتي تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بتأهيل المدن العتيقة، وهو المشروع الذي يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك لتثمين التراث الثقافي والتاريخي للمملكة”.
وأضاف الرويجل أن “هذه الدورة خصصت، ولأول مرة، تطبيقا إلكترونيا مغربيا يعتمد الذكاء الاصطناعي أطلق عليه وسم (سولني) وهو يدعم الدارجة المغربية تم وضعه رهن إشارة جميع مرتادي المهرجان”، مشيرا إلى أن هذا التطبيق سيمكن من الإجابة على تساؤلات المشاركين والتعريف بالحضارة المغربية العريقة ومكوناتها.
من جهته أكد رئيس جمعية أبي رقراق، نور الدين اشماعو، في كلمة بالمناسبة، أن “المهرجان يهدف لتسليط الضوء بشكل أكبر على التراث الثقافي المغربي الغني، وتعريف الوفود الأجنبية المشاركة بمكوناته من خلال برنامج غني ومتنوع”.
وأضاف اشماعو أن “هذه الدورة ستعرف لأول مرة تنظيم مبادرة (المؤتمر الأول لسفراء مهرجان أطفال السلام)”، مشيرا إلى أنه “سيتم تعيين واعتماد الأطفال الذين سيكرسون أنفسهم لنشر قيم السلام والتعايش عبر العالم، وذلك بحضور هام وإسهام فعال لنخبة من الأطفال الفلسطينيين”.
من جانبه، قال المستشار الخاص لرئيس الجمعية الوطنية بدولة كوت ديفوار، يحيى دومبيا، إن مشاركة بلاده بصفتها ضيف شرف في هذه التظاهرة الثقافية الدولية الكبرى، يمثل تجسيدا لعلاقات الصداقة القوية التي تربط البلدين.
وأضاف دومبيا أن “هذا المهرجان الذي يحتفي بالسلام، نجح، بفضل التزام القائمين عليه، في ترسيخ قيم التعايش لدى الأطفال”، مشددا على أن “المشاركة فيه والمساهمة في إنجاحه تعتبر تجسيدا لنبذ العنف والحرب والدعوة إلى لتسامح وتبادل الثقافات”.
وتتوزع احتفالات المهرجان على عدة أنشطة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية يهم أولها “عروضا رفيعة المستوى ولوحات فنية كوريغرافية” تعكس تراث وثقافة الدول المشاركة في هذه الدورة، مما يبرز دور المهرجان في تلاقح الثقافات ونشر المحبة والوئام والتعايش بين أجيال الغد.
ويتعلق المحور الثاني بعقد أول مؤتمر لسفراء المهرجان للسلام في جميع أنحاء العالم بمقر وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط بحضور أطفال مقدسيين، حيث يتم تدارس مختلف مشاريع السلام التي سيتقدم بها أطفال العالم لتبنيها وتطبيقها حين العودة لبلدانهم، وتعيين واعتماد سفراء المهرجان للسلام، مما يعزز دور هذا الحدث في نشر قيم السلام والتفاهم العالمي.
أما المحور الثالث، فيهم دعم المهرجان بالذكاء الاصطناعي من خلال تطبيق “Chatbot” مغربي مائة بالمائة سيتم وضعه رهن إشارة الجميع، بعدة لغات بما في ذلك الدارجة المغربية، لمواكبة أنشطة المهرجان والإجابة على تساؤلات المشاركين، والتعريف بالحضارة المغربية العريقة، مسايرة منه للتقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم.