الأخبار

معلمون السودان ينظمون حملة لإنقاذ الاطفال بالمطالبة بوقف الحرب

نطلق اليوم السبت حملة ينظمها معلمون في السودان للضغط على أطراف الصراع في البلاد من أجل وقف الحرب التي اقتربت من إكمال عام ونصف العام وتسببت في أكبر أزمة نزوح في العالم.

وقالت لجنة المعلمين، التي تنظم حملة (انقذوا أطفالنا من الضياع فهم لا ذنب لهم)، إن الحملة تهدف لإبراز صوت المعلمين الرافض للحرب، والمطالبة بالسلام، مشيرة إلى أن قطاع التعليم من أكثر القطاعات تأثرا بهذه الحرب.

 

 

وأضافت اللجنة “المعلمون هم الأقدر والأجدر بقيادة حراك الشعب الرافض للحرب، ونستهدف توجيه أعين العالم تجاه كارثة التعليم في السودان جراء الصراع الدائر في البلاد”.

واللجنة هي الجهة التي تمثل المعلمين في السودان.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان من العام الماضي بسبب خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعا إلى مناطق أخرى.

وتعرضت معظم المدارس في المدن التي تشهد قتالا في العاصمة الخرطوم والولايات الأخرى في غرب ووسط البلاد إلى التدمير الجزئي أو الكلي بسبب المعارك العسكرية، وتوقفت العملية التعليمية في معظم أنحاء البلاد، ولم تدفع الحكومة أجور المعلمين منذ بدء الحرب.

 

 

وفي سبتمبر أيلول الماضي، تقرر إلغاء امتحانات الشهادات الابتدائية والمتوسطة والثانوية في الولايات التي تشهد نزاعا، وقررت وزارة التربية والتعليم نقل الطلاب للسنة الدراسية التالية دون امتحانات في مسعى لاستئناف الدراسة، لكن المحاولات باءت بالفشل.

واستأنفت ولاية البحر الأحمر في شرق السودان العملية التعليمية في أبريل نيسان الماضي بعد عامل كامل من اندلاع الصراع.

 

 

وقالت لجنة المعلمين إن الحملة ستستمر “حتى بلوغ الغاية”، في إشارة إلى وقف الحرب.

 

 

ويرى عضو المكتب التنفيذي للجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر أن الحملة بمثابة امتداد لما تقوم به اللجنة منذ اندلاع الحرب، وهو المطالبة بحقوق المعلمين وإبراز الآثار السلبية للحرب على قطاع التعليم والمدارس والتلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين.

وأبلغ الباقر وكالة أنباء العالم العربي (AWP) “هذا الحراك بدأ وسط قطاع المعلمين منذ اندلاع الحرب، كان قطاع المعلمين شأنه شأن بقية قطاعات الشعب السوداني التي حدث فيها تباين كبير حول فهم طبيعة الحرب، وظلت لجنة المعلمين ممسكة بهذا الأمر منذ ذلك الوقت وتضغط إعلاميا لإبراز كل المشاكل”.

وأضاف “قدرنا نحن في لجنة المعلمين أن هذا الضغط وصل ذروته… فأصبح جل الذين لديهم علاقة بالعملية التعليمية رافضين للحرب وبالتالي إطلاق الحملة الآن واحد من أدوات الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف الحرب”.

وأشار الباقر إلى أن الضغط يتم عبر تجريد الأطراف المتصارعة من مشروعيتها وسحب بساط تأييد أي من طرفي الحرب والمطالبة بإيقافها.

وتابع قائلا “هذا الموقف بإعلانه والضغط عليه إعلاميا وتنويع الأنشطة في الحملة يقود في النهاية لتجريد الطرفين من مشروعية الحرب والضغط عليهم لإيقافها لعدم مشروعيتها وبيان آثارها على كل القطاعات بما في ذلك قطاع التعليم”.

وكشفت ياسمين، وهي معلمة من أم درمان، أنها ستشارك في الحملة، ودعت المعلمين إلى “الوقوف في خندق واحد من أجل الضغط لإيقاف الحرب مع بقية قطاعات الشعب السوداني”.

وقالت لوكالة أنباء العالم العربي “أنا كمعلمة متضررة ضرر لا يوصف لأن أبنائنا التلاميذ وبناتنا التلميذات خصوصا طلاب الشهادة الثانوية الذين كان من المفترض أن يمتحنوا العام الماضي قبل اندلاع الحرب (أصبح) مصيرهم مجهولا حتى الآن.. لذلك لا بد أن نتكاتف لوقف الحرب مهما بلغ الأمر”.

وأضافت “يجب أن تقف الحرب ويعم السلام حتى يتمكن النازحون في الداخل والمشردون في دول الجوار من العودة الى ديارهم”.

مساندة
ساندت أحزاب سياسية وهيئات نقابية حملة المعلمين، فأعلن قطاع التعليم في حزب المؤتمر السوداني دعمه لأنشطة الحملة ودعا كل الشعب السوداني للمشاركة فيها.

وقال حزب المؤتمر السوداني في بيان إن الحملة تهدف كذلك لإبراز صوت المعلمين الرافض للحرب والمطالبة بإيقافها والتوصل إلى سلام مستدام.

ورحب الحزب الاتحادي الموحد بحملة المعلمين، مشيرا إلى أن “هذه الجهود المقدرة لجمع الرافضين للحرب اللعينة من كل قطاعات الشعب السوداني في جبهة كبيرة مؤثرة وفاعلة، هي جهود تستحق التقدير”.

وأضاف في بيان “قطاع التعليم من أوائل قطاعات الدولة السودانية التي تعرضت للخراب والدمار في عهد (النظام السابق) ومن هذه الحرب العبثية، كما نال المعلم السوداني قدرا كبيرا من الإهمال وعدم الاهتمام به. نضم صوتنا مع المعلمين السودانيين في هذا الحراك الشعبي الكبير الرافض للحرب”.

وأشادت الهيئة النقابية لأساتذة جامعة نيالا في ولاية جنوب دارفور بالحملة، وأعلنت دعمها لأنشطتها، ودعت أعضاءها وكافة الشعب السوداني للمشاركة فيها للضغط على أطرافها للتوجه نحو طاولة التفاوض.

وقالت الهيئة النقابية لأساتذة جامعة نيالا إن توقف صرف أجور أكثر من 350 ألف عامل بالتعليم منذ بداية الحرب “يجعلهم غير قادرين على أداء مهامهم، خصوصا وأن معظمهم إما نازحين داخليا أو لاجئين في دول الجوار، كما أن معينات العملية التعليمية منعدمة وغير مدرجة ضمن اهتمامات وزارة المالية وحكام الولايات”.

وكانت الولايات المتحدة قد دعت يوم الثلاثاء الماضي كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى محادثات لوقف إطلاق النار تستضيفها السعودية وسويسرا الشهر المقبل.

وقال برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع إن السودان يعاني من أكبر أزمة جوع في العالم كما يواجه في الوقت نفسه أكبر أزمة نزوح في العالم، مضيفا أنه تم تشريد 9.1 مليون شخص بينما فر أكثر من مليونين إلى بلدان مجاورة بسبب الصراع في السودان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى