الرياضة

خضر التوني والزائدة الدودية إهداء لــ «بتوع الملوخية» المتشدقين بالوطنية !/ بقلم الاستاذ جمال عبد الحميد

الرباع «خضر التوني» هو واحد من أعظم أبطال الرياضة في تاريخ مصر الأوليمبي المُعاصر، والذي رفع إسم «أم الدنيا» عالياً بــ العديد من المحافل الدولية والعالمية، وأشهر الإنجازات التي حققها التوني في عالم رفع الأثقال كانت أثناء مشاركته بـ دورة برلين الأوليمبية عام ١٩٣٦ وقتها كان «هرقل» أو «جبار الحديد» كما أطلقت عليه الصحافة العالمية على موعد مع التألق عندما حقق الميدالية الذهبية في وزن المُتوسط مُحققـاً مجموعة ٣٨٧،٥ كجم مُتفوقـاً على ونش الربع الألماني «إيز ماير» .
خضر التوني بطل مصر الأوليمبي صاحب الإنجازات التاريخية في عالم رفع الأثقال، والذي يزين اسمه لوحة الخالدين في إستاد برلين، وهناك شارع باسمه في القرية الأوليمبية ببرلين وفي مصر شوارع باسم التوني، شارع بمدينة العبور، وشارع في مدينة نصر متفرع من شارع الطيران، وميدان في حلوان وشارع في حي كليوباترا، بالإسكندرية ومسجد في مدينة الشروق، له قصة مُثيرة في دورة الألعاب الأولمبية 1948 التي أقيمت بمدينة لندن الإنجليزية تدل على الوطنية والحب والإنتماء وعشق تراب مصر نهديها إلى «بتوع الملوخية» المتشدقين بالوطنية.
ذهب خضر التوني نجم دورة برلين 1936 وصاحب الإنجاز والإعجاز الكبير في عالم الربع إلى ألعاب لندن الأولمبية مدافعاً عن اسم وطنه وبلده يريد رفع علم «أم الدنيا» عالياً خفاقاً وعزف نشيدها الوطني «بلادي بلادي ..لكِ حبي وفؤادي .. مصر يا ام البلاد .. أنتِ غايتي والمراد» ومحاولاً تكرار إعجازه البشري، ولسوء حظ «جبار وقاهر الحديد» أصيب بالتهابات في الزائدة الدودية في بلاد الضباب، حيث ساءت وتدهورت حالة خضر التوني الصحية، وعلى الفور تم إدخاله المستشفي من أجل تلقي العلاج.
عاني التوني معنوياً ونفسياً بسبب إبتعاده عن تمثيل مصر في عروس الدورات الرياضية، وبكى ابن حي شبرا كما لم يبكي من قبل بسبب حرمانه من اللعب باسم وطنه وحاول الأطباء علاجه بالحقن والمسكنات الدوائية خصوصا عقب إصابته بإرتفاع حاد في درجة الحرارة، وعقب تحسن حالته الصحية نسبياً خرج من المستشفي، وانضم إلى البعثة مع تحذيرات طبية بعدم المشاركة في المسابقات لخطورة ذلك على حياته.
وعندما حان موعد المسابقة فوجئ الجميع في البعثة المصرية بالبطل الوطني الشجاع يقف على الميزان لإجراء عملية الوزن تمهيداً للمشاركة في وزنه، وحاول الاداريون منعه والعرق يتصبب منه نتيجة الوعكة الصحية وإرتفاع درجة حرارته ولكن محاولاتهم باءت بالفشل الذريع نتيجة عشقه وحبه وانتمائه لوطنه وتصميمه على خوض المنافسات.
وصعد التوني الى المنصة وسط الدعوات له بالتوفيق والخوف عليه لأن رفع الثقل الحديدي كان سيعرضه للخطر وربما انفجار في الزائدة الدودية، مما قد يودي بحياته وأمام القوة والعزيمة والإصرار والإيمان بالله، ثم حب مصر رفع خضر التوني المحاولة الأولى في رفعة الضغط وكانت ناجحة كما نجحت محاولة الخطف الأولى ومحاولة رفعة النطر الاولى ايضا.
ووسط تصفيق منقطع النظير للبطل المصري الجسور الذي كانت عينيه تملأها الدموع سقط خضر التوني على الأرض مغشياً عليه ونقل فوراً إلى المستشفى، حيث تم إجراء عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية لـ «هرقل الحديد» الذي حصل وقتها على المركز الرابع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى