مشاورات مصرية – أميركية بشأن الأزمة السودانية
الشرق الاوسط : أحمد إمبابي
التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مع المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريللو، في القاهرة، مساء الأربعاء، وبحث معه في تطورات الأزمة السودانية، والجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب الداخلية.
وقال دبلوماسيون وسياسيون إن «المشاورات المصرية – الأميركية تستهدف حلحلة الأزمة السودانية، ودعم مبادرة الخارجية الأميركية لإجراء محادثات في جنيف بين طرفي الحرب؛ لوقف إطلاق النار». وأكّدوا أهمية «التنسيق بين القاهرة وواشنطن في مسار الحل السياسي الشامل لتلك الأزمة».
وتأتي مباحثات بيريللو، بعد أن بحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع نظيره المصري، تطورات الوضع في السودان، في اتصال هاتفي، الثلاثاء. وأعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تُسفر الجهود الدولية عن «حلحلة الأزمة، ووقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل، وإتاحة الفرصة لنفاذ المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى السودانيين».
ودعت الخارجية الأميركية مؤخراً لمبادرة جديدة تجمع طرفي القتال: الجيش، و«قوات الدعم السريع»، في محادثات بسويسرا، منتصف أغسطس (آب)، بهدف العمل على إنهاء الحرب.
وأعلن قائد «الدعم» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قبوله المشاركة، في حين وافقت الحكومة السودانية على الدعوة (بشروط). وقالت وزارة الخارجية في بورتسودان، الثلاثاء، إن «أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني».
وربط نائب رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، صلاح حليمة، بين زيارة المبعوث الأميركي للقاهرة، ومفاوضات جنيف المرتقبة. وقال إن «واشنطن تسعى لإحداث حلحلة للأزمة السودانية، من خلال التنسيق مع دول الجوار والقوى الإقليمية قبل إجراء المشاورات بين طرفي الحرب». وأوضح حليمة لـ«الشرق الأوسط» أن «الولايات المتحدة الأميركية تستهدف العمل لتنفيذ مخرجات مسار جدة لحل الأزمة السودانية».
واستضافت مدينة جدة بمبادرة سعودية – أميركية محادثات بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع ما عُرف بـ«إعلان جدة الإنساني»، ونص على «حماية المدنيين والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية».
وسبق أن شارك الطرفان في محادثات غير مباشرة، احتضنتها مدينة جنيف السويسرية، بوساطة من الأمم المتحدة لبحث الأوضاع الإنسانية، لكنها «لم تتوصل إلى تقارب في الرؤى حول اتفاق مشترك بشأن إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين».
وقال حليمة إن «الجانب الأميركي بات يتحدث عن إشراك المجتمع السوداني في مسار الحل السياسي»، وأرجع ذلك «إلى مخرجات مبادرة مؤتمر القوى السياسية والمدنية الذي دعت له مصر، بحضور ممثلي الكتل السياسية الرئيسية في السودان».
واستضافت القاهرة مؤخراً فعاليات مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية. وأكّد البيان الختامي للمؤتمر «ضرورة الوقف الفوري للحرب، والالتزام بإعلان جدة، والنظر في آليات تنفيذه».
وقلّل الباحث السياسي في «مركز الأهرام للدراسات السياسية»، صلاح خليل، من تأثير التدخل الأميركي في الأزمة السودانية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الدور الأميركي في وقف الحرب السودانية لا يحظى بثقة الجيش السوداني». وأرجع ذلك إلى «رفض قادة الجيش مساواة واشنطن للمؤسسة العسكرية بـ(الدعم السريع)، في مسارات التفاوض الخاصة بالحرب».
ورأى خليل أنه «لا يوجد أمل في إحداث تقدّم بمفاوضات وقف الحرب خلال اجتماعات جنيف المرتقبة»، بسبب «الشروط التعجيزية التي قدمتها الحكومة السودانية قبل الجلوس إلى مائدة التفاوض، وخصوصاً أن تُخلي عناصر (الدعم السريع) المنازل والمناطق التي تستولي عليها، إلى مناطق خارج الأحياء السكنية».