الأخبار

خلافات القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح يدفع ثمنها مواطنو دارفور

تصاعدت الخلافات بين المكونات المؤسسة للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بدارفور بعد إعلان كل حركة تحرير السودان قيادة ” مناوي ” وحركة العدل والمساوة قيادة الدكتور جبريل ابراهيم انحيازهم للجيش السوداني في حربه ضد الدعـ.م السـ.ريع، بينما يتمسك كل من الدكتور الهادي إدريس والطاهر حجر بموقفهم الحيادي في النزاع العسكري. هذه الخلافات أثرت سلباً على عمل القوة المشتركة في نقل المساعدات الإنسانية وتأمين القوافل التجارية بل توقفت عملياتها تماماً. مما أضر بالمواطنين خاصة في دارفور وتسببت في ندرة وشح وارتفاع أسعار المواد الغذائية والإنسانية.
توقف الطوف
يقول الناشط في مجال العمل الطوعي والإنساني كرار عبد الرحيم النور لراديو دبنقا قبل الحرب كان هناك عمل منظم ما بين المنظمات من تنسيق وتنظيم نقل المساعدات الإنسانية وتوزيعها لمستحقيها، ويضيف ثم أصبحت هذه المساعدات تنقص وفقاً لمعايير الأمم المتحدة وذلك مع تباشير السلام، لكن مع نشوب الحرب الحالية فإن المنظمات التي كانت تعتمد على الدعم الخارجي قد توقفت إلا في حالات نادرة جداً، وتأتي لأنشطة مخصصة لتقديم مساعدات إنسانية ذات أولوية عاجلة تتمثل في الأكل والشرب والسكن والجانب الصحي والدعم النفسي. ويشير إلى أن الإمدادات الغذائية التي كانت تأتي من بورتسودان توقفت نسبة لتوقف الطوف قبل سقوط مدني ولا توجد منظمة ولا جهة حكومية تملك الإمكانيات لتقديم مساعدات إنسانية لكل النازحين بالولاية أو الإقليم.
ظهور أمراض سوء التغذية
ويؤكد كرار أن مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور التي تضم آلآف النازحين الذين نزحوا من ولايات دارفور الأخرى إلى الفاشر تحتاج إلى جهود كبيرة من القائمين على أمر الولاية والمنظمات الإنسانية لتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين ومن النازحين وسكان المدينة، ويتابع أهل المدينة لم يتوانوا في تقديم ومساعدة النازحين والمحتاجين والمعروف الكرم السوداني ومساعدة الناس لبعضهم البعض لكن الأزمة فوق طاقة الناس، ويلفت كرار الي أنه ونتيجة لتوقف الطوف توقفت المساعدات والقوافل التجارية التي كانت تمد سكان المدينة بالغذاء والدواء وسكان المعسكرات مما أدى إلى ظهور أمراض سوء التغذية لدى الأطفال وكبار السن في المعسكرات وضعف البنية الجسمانية وأصبح الناس عرضة لكثير من الأمراض. ويقول إن النازحين يعيشون لحظات ما قبل الكارثة، ويشدد على أنه إذا لم تأتي الإغاثة ولم يحدث انفراج في مقبل الأيام فربما يمكن أن تحدث إنفلاتات أمنية فالإنسان المحتاج يمكن أن يسرق ويعتدي على الغير وهذه حالة معروفة في كل الشعوب فهذه المرحلة التي نتخوف منها وعلى المجتمع الدولي أن ينظر على أن الإنسان المحتاج ليس كالإنسان المحارب.
المواطن ضحية الخلافات
ويضيف الناشط في مجال العمل الطوعي والإنساني كرار عبد الرحيم النور أن سكان اقليم دارفور يعتمدون على عدة طرق في نقل السلع مثل طريق الخرطوم – مدني – الأبيض وبعد الحرب أصبح طريق بورتسودان الدبة وغيرها وطريق ليبيا عبر مليط. ويؤكد أن موقف الحياد الذي كانت تتبناه القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح لعب دوراً في تمرير بعض المساعدات للمحتاجين من النازحين وسكان دارفور، وساهم الطوف في نقل البضائع التجارية التي كانت تأتي وكانت تحل المشكلة بتوفير المواد في الأسواق . ويتابع لكن بسبب خروج بعض الحركات عن الحياد توقفت أطواف نقل الإغاثة وتأمين القوافل التجارية ، ويري أن تباين المواقف السياسية والعسكرية فيما بين المكونات العسكرية في دارفور أضرت بالمواطن السوداني وسكان اقليم دارفور بصفة خاصة وتجسدت في ندرة وشح وارتفاع أسعار المواد الغذائية والإنسانية وبما فيها الأدوية.
تكوين قوة جديدة
هذه الخلافات التي عصفت بالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في دارفور دفعت حركة تحرير السودان وتجمع قوى تحرير السودان الي العمل من أجل تشكيل قوة مشتركة جديدة في دارفور لحماية المدنيين بعيداً عن المكونات الأخرى التي دخلت على خط المواجهة بالقتال مع الجيش السوداني ضد قوات الدعم. فهل تفلح القوة المشتركة الجديدة قيد التكوين في تولي مهمة نقل المساعدات الإنسانية وتأمين القوافل التجارية والمدنيين في الإقليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى