لاميشا و عقدة المركز الثاني.. و البقالي أمام تحد حفظ ماء الوجه
#عبدالرحيم_محراش
قد تكون الميدالية الفضية نصرا كبيرا بالنسبة للكثير من الرياضيين و لكنها بالنسبة للعداء الأثيوبي لاميشا جيرما تعني الفشل الذريع، فبعد خسارته في أول نهائي كبير له في مسيرته، خلال بطولة العالم لألعاب القوى عام 2019 بالدوحة، في سباق تخصصه 3000 متر موانع، يومها كان عمره 18 سنة ، حيث ضاع منه اللقب بعد ان تم اللجوء إلى الصورة النهائية التي منحت الفوز للكيني كونسيسلوس كيبروتو الذي كان يسيطر بشكل مطلق على السباق، و بعد عامين كان الموعد مع دورة طوكيو الأولمبية التي انتهت خلالها السيطرة الطويلة على الموانع، بعدما تمكن سفيان البقالي من خلع الكينيين من عرشهم على السباق و أصبح أول عداء غير كيني يفوز باللقب منذ دورة موسكو 1980، و في ذلك النهائي الأولمبي اكتفى مرة ثانية لاميشا جيرما بالميدالية الفضية، و بعد سنة، شارك لاميشا في بطولتين عالميتين داخل و خارج الصالة، حيث فاز بفضية 3000م مستوية في مونديال الصالات ببلغراد، و نال نفس المعدن في بطولة العالم بيوجين 2022 خلف سفيان البقالي مرة اخرى، و في بداية الموسم الماضي افتتح موسمه برقم عالمي داخل الصالات في 3000 متر مستوية بزمن مذهل، و أعطى إشارات أنه الملك الجديد لسباق الموانع، و أكد ذلك فيما بعد من خلال لقاء باريس للدوري الماسي بعدما نجح في تحطيم الرقم العالمي لسباق الموانع بزمن قوي جدا، لكن في بطولة العالم التي جرت ببودابيست تكرر نفس السيناريو، فبعد تصدره لأغلب مراحل السباق، و حاول توسيع الفارق بينهم بين أقرب منافسيه لضمان الفوز، لكن البقالي ظل يراقبه عن قرب حثى اللحظات الحاسمة التي تفوق فيها اليقالي بالسرعة النهائية ليكتفي لاميشا للمرة الخامسة بالميدالية الفضية التي لم يتقبلها، فجلس أرضا و الدموع تملأ عينيه مع صدره يحمل ميدالية فضية.
اليوم الكل يترقب نهائي سباق الموانع، خصوصا نحن المغاربة، الذي نعول على هذا السباق و ملكه سفيان البقالي كما في السنوات الأخيرة لاحراز ميدالية ذهبية لإنقاذ ماء وجه المشاركة المغربية بعد توالي الاخفاقات و الاقصاءات في مختلف الرياضات.
لكن كذلك عند العداء الاثيوبي لاميشا جيرما هي فرصة لطرد النحس، الذي لازمه و حال دون حصوله على لقب كبير في مسيرته خلال خمس بطولات عالمية متتالية اكتفى خلالهم بمركز الوصافة. و هذه المرة كذلك سيدخل السباق بأفضل رقم عالمي مسجل هذا العام، إضافة سيكون مؤازرا بعدائين من بلده خصوصا الشاب صامويل فيروي البالغ من العمر 20 عاما الذي قدم أداء رائعا منذ بداية هذا العام وأظهر انه يملك قدرات فنية و بدنية متميزة و التي من الممكن أن تلعب دورا مهما في مساعدة زميله لاميشا الذي يفضل الايقاع السريع، و احتمال جدا أن تضحي اثيوبيا بعداء يرفع الايقاء لانهاك الخصوم و يعطي فرصة اكبر للعداء الاقوى جاهزية و منها قد تتغير عدة أشياء و يتغير معها مركز الزعامة لهاذ السباق الصعب، و قد تكون في صالح لاميشا.
و من المنتظر ان يصبح هذا الاختصاص أثيوبيا في السنوات القادمة فقد أصبح لهذا البلد الذي تترأس جامعته عداءة اولمبية سابقة، كتيبة من أكثر من أربعة عدائين من المستوى الجيد، 3 منهم ضمن اصحاب 5 اسرع ازمنة لهذا الموسم في طليعتهم طبعا لاميشا جيرما حامل الرقم العالمي، إلى جانب الشاب الواعد سامويل فيروي .
في المقابل، بامكان بطلنا سفيان الذي فاز بكل الألقاب الممكنة، أن يبعثر كل الخطط التي سيكون في غنى عنها، و يحتفظ بتاجه الأولمبي رغم ان المهمة جد صعبة في ظل تألق اكثر من عداء، لا ننسى كذلك الكينيين بعداءهم الواعد سيريم الذي ممكن ان يقلب كل التوقعات و يستعيد الهيبة الكينية على هذا السباق.. اكيد فالجميع سيحاول الحد من سيطرة البقالي و خلعه من عرش السباق.. الجواب مساء هذا اليوم الذي نتمنى أن نسمع خلاله النشيد الوطني و نرى العلم المغربي يرفرف… دعواتكم للبقالي.