” محطة قطار كريمة الاثرية التاريخية التي شكلت وجدان ابناء الشمال تتحول بقدرة قادر الي محلات لبيع العدة .. ودونكم التفاصيل الموجعة

سلسلة من نخيل بلادنا سلاااام : اعداد احمد الامين بخيت

” من كان ليصدق ان تتحول محطة قطار كريمة التاريخية والتي ا تبط بها اهل الشنال عاطفيا ووجدانيا الي مجرد سوق لبيع العدة والادوات المنزلية
“,هكذا تحدث لي الموظف المسؤول من داخل احد مكاتب الحجز عن تحويل مباني المحطة التاريخية الي محلات تجارية لدواعي الاستثمار الرخيص حيث تحولت البوابة الرئيسية للمحطة الي محل لبيع العدة وادوات البتاء وكانما ارادوا السخرية والسير بالاقدام في مخاولة لطنس ذلك التاريخ ولكانهم ارادوا ارسال رسالة مفادها ان لاسكة حديد بعد اليوم ولااعادة بعث لحياة تلك المحطة الرمزية التي بناها الانجليز ودمرتها الايادي العابثة علي نحو هيئة النقل النهري والنقل الميكانيكي والمخاز
ن والمهمات تلك المؤسسات التي طالما كانت تسهم في دفع عجلة الانتاج بالبلاد وتعمل علي استقطاب الالاف من الايدي العاملة التي شردتها تلك القرارات الجائرة لاسباب لم تكن منطقية ولا مدروسة ادت في نهاية المطاف الي تلك الحقبة الاقتصادبة السوداء التي مازالت تعاني منها البلاد وستظل مالم يتم استيعاب ابناء الوطن العباقرة مكان التمكين الذي اصبح سبة في جبين الخدمة العامة وادي الي انهيارها تباعا علي ننحو انهيار اكبر المؤسسات التي شيدها الانجليز عدا ان جميع الحكومات التي تعاقبت علي حكم البلاد قابلتها بالاهمال واللامبالاة وكان مصيرها الدمار بالرغم من القروض والهبات الخارجية التي تم تخصيصها لهذه المؤسسات لكن لااحد يعلم اين كانت تذهب واين يتم صرفها
” اصبت بالخزي وبالحزن الشديد لمجرد رؤيتي لمحطة قطار كريمة لدي زيارتي لها منتصف نهار امس الاربعاء واسترجعت شريطا طويلا من الذكريات رأيت ان اقصه عليكم علي سبيل الذكري والمشاركة
” قطار كريمة الشعير الذي خلده الفنان الراحل النعام ادم في اغنيته ياحليلا بلد .. قالوا شالا قطار الاخد وفي اغنية اخري يقول مطلعها … ياسايق للقطار قوم بينا علي ارض الشنال وديتا كان يتحرك من مخطة الخرطوم العمومية لسكك حديد السودان الي ندينة كريمة ايام الاخد والاربعاء من كل اسبوع
” كنا صغارا انا وشقيقي الاكبر حسن الامين حيث كنا نتسلل ليلا الي الورشة العمومية الممنوع دخولها لضمان حجز مقاعد للاسرة التي كانت تنتظرنا بالمحطة الي حين تحرك القطار من الورشة الي المحطة حيث يتم التدافع بعنف مفرط دون مراعاة لاي نتائج قد تنجم ومن بينها العديد نن الاصابات والكسور سيما وان معظم المسافرين كانوا يستخدمون الشنط الحديدية الضخمة لدواعي تخزين الملابس والزوادة المصنعة اغلب الاحيان من قراصة البلح التي لاتبلي ولاتتلف مهما طال مسير القطار بالاضافة الي الطحنية والنرية وعلب العسل الخضراء الانحليزية الصنع ذات المذاق الشهي
“” اثناء التدافع لضمان مقعد بالقطار عادة ماتنجم الكثي ر من المشكلات التي قد تصل احيانا الي خد الاشتباكات وفي الاثناء تتدخل شرطة السكة خديد لاحتواء الموقف دونما بلاغات وهناك مشاكل غالبا ماتنتهي بالصلح لمجرد تحرك القطار ووصوله الي محطة الجيلي حين يحين موعد الافطار ويتشارك جميع الخصوم تناول وجبة الافطار وفي تلك اللحظة تتحول عربة القطار الي ساحة للتعارف ومعلوم ان عدة زيجات ماكان لها ان تكون لولا تلك المعارك التي دارت في بداية الرحلة وسرعان ماتحولت الي علاقات اجتماعية ممتدة مازالت تعشعش في الذاكرة
“” وللسفر عبر قطار كريمة شؤون وشجون من بينها تنوع المعروض من المنتجات في محطات القطار النسافر الي الشمالية ومن بينها محطة ودبانقا التي يباع فيها الروب والبيض المسلوق فضلا عن الصبية الذين كانوا يطاردون القطار مهرولين طلبا لقطعة من الخبز
“” محطة شندي اشتهرت ببيع المناديل المطرزة بخيوط الكورشيه الاصفر والاحمر كما تشتهر ببيع الطعمية والهبابات والطواقي وتياب النقادة المعروفة بالفردة
“” محطة الجيلي التي تسبق محاطات بانقا وشندي كانت تشتهر ببيع الفواكه مثل الموز والبرتقال والجوافة السلعة الابرز والاكثر اقبالا من ركاب القطار
” محطة عطبرة الرئيسة التي يتم فيها تغيير الوابور ويضطر المسافر للي قضاء مالايقل عن 3 ساعات اشتهرت بتقديم اشهي والذ طبق فول تذوقته في حياتي فضلا عن شهرتها بتقديم اطباق الحلويات كالباسطة والبسبوسة بالسمن البلدي حين برع احد ابناء مدينة الحديد في تقديم هذه الاطباق عبر قولته المعروفة .. ( ما بالسمنة وكدا ) ولو ان الاهبار التي تواترت من هناك بان سلطات المدينة كانت قد تعسفت مع هذا البائع المشهور ومنعته من الاعلان عن سلعته خلال النداء المعروف
” قطار كريمة كان عالبا مايدخل الي مدينة ابوحمد فحرا حيث تسنح الفرصة لركاب القطار بتناول اللقيمات الشهي مع كوب كبير من الشاي قبل ان يتزودا بعحوة المدينة الاحلي مذاقا وهكذا تمضي الرححلة الي الصحراء حيث محطة نمرة عشرة التي يفارق فيها قطار كريمة السكة التي يسلكها اكسيريس حلفا وهو في طريقه الي مدينة كريمة حيث يمر علي بعض المحطات والسندات الصغيرة التي تقع علي شريط النيل قبل ان يطبق صافرته بدخول منطقة الكاسنحر حيث يستعد الركاب لجمع اغراضهم استعداد لدخول مدينة كريمة كوجهة نهائية تليها رحلة البواخر النيلية مثل كربكان والثريا التي كانت تتابع مسيرة رحلة القطار وهي تمضي الي العديد من مدن مدينة دنقلا
“,ولمزيد من المعلومات حول المحطات التي يتوقف فيها قطار كريمة من بداية رحلته من الخرطوم راينا ان. نوثقها لكم علي سبيل المعرفة وهي !!
1: محطات القطار من كريمة إلى الخرطوم وهي / كريمة، الكاسنجر، أم رهو، أم غربان، أبو جراز، الدغفيلي، الكاب، كحيلة، محيسة، نمرة عشرة، أبو حمد، سنده الكرو، دقــــش، سندة أمن، سندة كرقس، أبو هــشيم، أبو ديــس، الشــريك، سندة الزويرة، نــــــــــدي، الكــــربة، مبيريكــة، العبيديــة، بـــربــــر، دار مــالي، سندة كنور، سندة خليوة، عطبرة، الدامر، العالياب، الزيداب، المحمية، أم علي، كبوشية، التراجمة، شندي، القوز، بانقا، جبل جاري، الرويان، الجيلي، الكدرو، الخرطوم بحري، الخرطوم.
2: محطات البواخر النيلية. كربكان والثريا .. من مدينة كريمة إلى كرمة وهي / كريمة، مروي، تنقاسي، القرير، المقل، مساوي، أسلي، جلاس، كورتي، جواري، أمبكول، مورا، كوري، الحتاني، الكد (منصوركتي)، قنتي، العفاض، قوشابي، جرا، الدبة، الجابرية، تنقسي، الغابة، الباجا، الغدار، المقاودة، الخليوة، أمنتجو، فرجي، القولد ، الخندق، اورس، تبني، شيخ شريف، دنقلا، الترعة، كودي، ارقو، البرقيق، مشو، الحفير ، كرمة.
وفي الختام اخشي ان دعوة الشاعر الذي قال في محبوبته … القطار الشالك انشاء يتكسر حتة حتة قد لقيت استحابة حين شهدنا التمسير الندنر الذيـطال واحدة من اكبر واعرق مؤسسات بلادنا