خبير عسكري: حشود قوات الدعم السريع والهجوم من أربعة محاور يؤكد رغبتها السيطرة على اقليم دارفور
بينما تتزايد الجهود الدولية والإقليمية، إلى جانب القوى المدنية الساعية لإنهاء النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بهدف إنجاح مفاوضات جنيف المقررة في 14 أغسطس الجاري، شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يوم أمس السبت، معارك عنيفة وصفت بأنها الأكثر شدة منذ بداية القتال في المدينة قبل خمسة أشهر.
وأعلنت مصادر محلية أن الاشتباكات العنيفة بدأت منذ الساعة الخامسة صباحاً، شمال شرق المدينة، حيث استخدم الطرفان كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، بما في ذلك سلاح الطيران.
ذكرت المصادر أن الطيران الحربي للجيش نفذ مجموعة من الغارات الجوية القوية على مواقع قوات الدعم السريع في جنوب شرق مدينة الفاشر، كما حدثت اشتباكات قوية مباشرة بين الجانبين في الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة.
وفقاً لنفس المصادر، نفذت قوات الدعم السريع قصفاً مدفعياً كثيفاً حول منطقة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، إضافة إلى عدة أحياء في وسط وجنوب وغرب المدينة، كما استهدفت أيضاً بعض المواقع في معسكر أبوشوك للنازحين شمال المدينة.
أفاد العميد نبيل عبدالله، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، بأن الجيش تمكن يوم أمس السبت من إحباط هجوم كبير شنته ميليشيات آل دقلو الإرهابية على مدينة الفاشر، مما أدى إلى تكبدهم خسائر فادحة.
في المقابل، ذكر مستشار قائد قوات الدعم السريع عمران عبدالله أنه بناءً على معلومات ميدانية، حققت قواتهم تقدمًا ملحوظًا في العمليات العسكرية، وأن مدينة الفاشر قريبة من التحرير الكامل، وأن الساعات القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت، حسب تعبيره.
من جانبه، أشار حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، في منشور على صفحته في “فيسبوك”، إلى أن “الفاشر تتصدى لجرائم المدنيين، والهزائم تتوالى على ميليشيات الدعم السريع، قاتلي الأطفال والنساء. يجب علينا التمييز بين الحرب والانتهاكات”.
وأشارت إلى أنها “تتقدم بشكل مطرد في مواجهة العدو من ميليشيات الجنجويد، وأنها تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة به”.
يعتقد المراقب العسكري إسماعيل يوسف في تصريح لجريدة اندبندنت البريطانية أنه مع قرب جولة مفاوضات جنيف، يسعى كل طرف لتقوية موقفه العسكري على الأرض. ومن الواضح أن قوات الدعم السريع كانت تخطط وما زالت تسعى للاستيلاء على مدينة الفاشر لتكون ورقة ضغط قبل بدء المفاوضات المرتقبة.
قال يوسف إن الهجوم العنيف الذي شنته قوات الدعم السريع على الفاشر، حيث حشدت قوات كبيرة واستهدفت عمق المدينة من أربعة محاور، يدل على إصرارها القوي على فرض سيطرتها الكاملة على إقليم دارفور. ونتوقع أن تواصل تصعيد هجماتها على العديد من مواقع الجيش والمرافق المدنية خلال الفترة القريبة القادمة مع قرب موعد المفاوضات.
يُعتقد أن الضغوط والتحركات الدولية والإقليمية والمحلية الرامية إلى إنهاء الحرب ستساهم في نجاح مفاوضات جنيف، والتي ينتظرها الشعب السوداني بشغف كبير، من أجل وضع حد لمأساة النزوح والتشرد والموت والجوع التي يعاني منها من جميع الجهات.