الأخبار

اعتقال إمام مسجد الأنصار العتيق في مدينة كنانة

أثار قرار اعتقال السلطات بولاية النيل الأبيض، إمام مسجد الأنصار العتيق بالهجرة في مدينة  كنانة، ردود فعل واسعة وسط أنصار المهدي بعد أن رأوا أن السلطات تعمل على إقصائهم من المساجد واستبدالهم بمشايخ يتبعون للنظام البائد وبعض أنصار السنة الموالين لهم.

وبحسب مواطنين من مدينة كنانة اعتقلت السلطات المحلية الجمعة، إمام مسجد الأنصار، وأرسلت قوات عسكرية لفرض سيطرتها على المسجد، وتم فرض الإمام الجديد بالقوة، مما أعطى انطباعًا بأن المسجد قد تم احتلاله.

وقال عضو حزب الأمة عروة الصادق لـ”التغيير”، إن السلطات بولاية النيل الأبيض بقيادة الوالي عمر الخليفة هيمنت على بيوت الله، وحولت المساجد لسوق للنخاسة السياسية، والاتجار بالدين وترويع المواطنين وارغامهم على سماع استفزازات طائفية وتحرشات أمنية ليس مكانها المسجد.

وشهد مسجد الأنصار العتيق بالهجرة (السوق الكبير) في كنانة في الأيام الماضية، توترا كبيرا، بسبب تدخل السلطات بولاية النيل الأبيض لمنع الأنصار من الدعوة فيه وتبصير الناس بضرورة إيقاف الحرب التي تزيد معاناة المواطنين في الولاية.

وعزا  عروة، مرد إختلاق الأزمة إلى قرار السلطات المحلية بتكوين لجنة جديدة للمسجد دون اتباع الأعراف المتبعة في تكوين لجان المساجد.

ولفت إلى أن القرار أثار “غضب الأحباب الذين قاموا بمخاطبة المحلية والأوقاف لتوضيح الملابسات والاعتراض على القرار”، ومع تصاعد التوترات، تهرب المدير الإداري من مقابلة الأحباب، الأمر الذي زاد من حدة الأزمة.

وأوضح عروة، أن السلطات اعتدت على المنبر وإمامه الراتب الذي ظل يؤمه لما يزيد عن العقدين من الزمان، وكونت لجنة جديدة للمسجد من عناصر التنظيم المحلول وبعض المتماهين من جماعة أنصار السنة، دون حل اللجنة الحالية أو إخطارهم بانتهاء فترة التكوين، ودون تسبيب للأمر مع أن المسجد يؤمه حفظه وعلماء وفقهاء.

ووصف عروة التصرفات بالمتخلفة والخطرة على المجتمع وإن ألبست لباس الدين، وتعكس هذه الأحداث التوترات العميقة بين السلطات المحلية والمجتمع المحلي، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والدينية التي يشهدها المجتمع الذي فيه (الأنصاري، والصوفي، والسلفي، وغيرهم).

إسكات أصوات

وقال إن تدخل السلطات المحلية والولائية والأجهزة العسكرية وعناصر الحزب المحاول في شؤون المسجد محاولة لفرض السيطرة وإسكات الأصوات الرافضة للحرب، وسيزيد الأمر من حدة التوترات ليس في كنانة وحدها بل هو استفزاز سيؤلب الأنصار في كل الولاية وكافة بقاع السودان.

وتوقع عضو حزب الأمة  أن تؤدي هذه الأحداث إلى ردود فعل قوية لا تحمد عقباها، خاصة من الأحباب الذين يشعرون بأنهم أضحوا مستهدفين لمجرد انتمائهم التاريخي وبسبب مواقفهم السياسية الرافضة للحرب والداعية لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

وطالب عروة السلطات في النيل الأبيض بضرورة إعادة النظر في القرار  الناجم عن استعجال قبل انفراط العقد وقبل أن يبلغ الأمر مبلغ الاستفحال، وتكوين لجان جديدة للمسجد بطريقة تتوافق مع الأعراف المتبعة والموروثة، لتجنب مزيد من التوترات ستخلف فتنا الجميع في غنى عنها.

وحاولت (التغيير) التواصل مع مسؤولين بولاية النيل الأبيض لمعرفة ما  يجرى في الولاية والأسباب التي أدت إلى  التضييق على  مشايخ الأنصار إلا أننا لم نفلح في ذلك.

فيما تواصل السلطات السودانية في عدد من ولايات السودان حملاتها ضد مساجد الأنصار، وقد عملت على إيقاف مشايخ  في النهود بغرب كردفان، وبربر وسنجة، بالإضافة إلى مسجد الأنصار بـزقلونا أم درمان.

إلى ذلك أدانت هيئة شؤون الأنصار بولاية نهر النيل ما حدث لأمين الشباب بالهيئة مجذوب الحاج من ضرب وإهانة من قبل إرتكاز المستنفرين بقرية المناصير وهو قادم من مزرعته.

وطالبت مرشد الهيئة مسعود العوض حسن بمعاقبة كل المشاركين في هذه الحادثة المؤسفة والمخالفة الصريحة والإنتهاك للقانون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى