الأخبار

تواصل مباحثات جنيف وامريكا تجدد دعوة البرهان والأخير لايمانع في لقاء المسهلين

استمرت في جنيف، أمس، المفاوضات المتعلقة بوقف الحرب في السودان، بمشاركة وفد “الدعم السريع”، في حين لم يحصل الوسطاء على رد واضح من الجيش بشأن المشاركة. ورغم عدم تسجيل أي تقدم ملحوظ في سير تلك المفاوضات، صرح جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، قائلاً: “ما زلنا نركز على إعادة الطرفين إلى طاولة الحوار…”

تشارك واشنطن بشكل فعّال في الجهود الدبلوماسية المبذولة لهذا الغرض. وقد قام وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن بإجراء اتصال هاتفي في الليلة بين الأربعاء والخميس مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، حيث دعا الأخير مجددًا للمشاركة في المفاوضات. ومع ذلك، فقد أُعلن في بورتسودان أن المسؤول السوداني أعرب عن “عدم ممانعته في الجلوس مع المسهلين في منبر جدة لمناقشة كيفية التنفيذ”. ولكنه في الوقت ذاته جدد تأكيد رفضه “توسيع قائمة المسهلين”.

وقال: «الأمر المؤكد هو الالتزام بتنفيذ إعلان جدة وفقًا للرؤية المعروضة على أطراف منبر جدة».

البرهان لا يعارض الاجتماع مع “المسهلين” في منبر جدة لبحث سبل تنفيذه.

عرض رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، موقفًا جديدًا فيما يتعلق بمفاوضات سويسرا، حيث أبدى عدم ممانعته من الاجتماع مع المسهلين لمنبر جدة لبحث كيفية التنفيذ، لكنه في الوقت ذاته أكد مجددًا رفضه لزيادة عدد المسهلين.

تحدث البرهان بعد تلقيه مكالمة هاتفية ليلة الأربعاء – الخميس من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بشأن تقدم المفاوضات الحالية في سويسرا.

لليوم الثاني على التوالي، استمرت يوم الخميس في جنيف المفاوضات بشأن وقف الحرب وآليات ذلك، بالإضافة إلى حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية، بمشاركة وفد “الدعم السريع”، في حين لم يتلقَ الوسطاء رداً حاسماً من الجيش بشأن مشاركته.

قال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيريلو، على منصة “إكس”: “نستمر في جهودنا المستمرة مع الشركاء الدوليين لإنقاذ الأرواح وضمان تحقيق نتائج ملموسة تشمل تنفيذ مبادئ إعلان جدة”.

بدوره، أوضح البرهان، وفقًا لإعلام مجلس السيادة، أنه أبلغ الوزير الأمريكي بلينكن “أن الموقف الثابت للسودان هو الالتزام بتنفيذ إعلان جدة وفقًا للرؤية التي تم تقديمها لأطراف منبر جدة.”

ليس هناك اعتراض على الجلوس مع المسهلين لمنبر جدة لمناقشة كيفية التنفيذ، مع تأكيد الرفض لتوسيع قائمة المسهلين.

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن الوزير بلينكن شدد للبرهان على “أهمية الانخراط في مفاوضات السلام الجارية في سويسرا بهدف تحقيق التنفيذ الكامل لإعلان جدة لحماية المدنيين”.

قال بلينكن خلال المكالمة الهاتفية: “إن المجتمع الدولي قد توحد لدعم هذه المفاوضات التي تستضيفها سويسرا والمملكة العربية السعودية، وذلك بهدف إنهاء الأعمال العدائية، وضمان الوصول الإنساني، وإنشاء آلية جديدة لمراقبة التنفيذ.”

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن هناك اتصالات وتحركات مكثفة من مسؤولين دوليين وإقليميين لتشجيع قادة الجيش السوداني على المشاركة في المفاوضات، معتبرين ذلك فرصة مهمة لما سيترتب عليه لاحقًا.

في هذا السياق، أفادت مسؤولة أميركية خلال لقاءات جانبية مع مجموعات مختارة من الناشطين السودانيين: “لدينا شركاء يسعون بجد لإقناع قادة الجيش السوداني بالانضمام إلى المحادثات في جنيف”.

فيما يتعلق بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع وفد “الدعم السريع”، أكدت: “هذا الموضوع لا يُناقش حالياً، نحن نركز الآن على القضايا الحيوية المتعلقة بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية”.

وفي هذا السياق، قدم السفير النرويجي، أندريه ستيانسن، خلال لقائه بالبرهان يوم الأربعاء، عرضًا لتوسيع جهود بلاده في تقريب وجهات النظر بين الحكومة في بورتسودان والإدارة الأمريكية بشأن اجتماعات جنيف.

ذكرت وسائل الإعلام أن البرهان أكد خلال لقائه بالسفير الذي انتهت مدة خدمته، على “اهتمام السودان بالحوار مع الجانب الأمريكي”، لكنه أشار إلى “وجود خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها تتعلق بتنفيذ نتائج منبر جدة واختيار المراقبين لأي محادثات”.

وفقًا للمبعوث الأمريكي توم بيرليو، فإن اليوم الأول من المفاوضات شهد مناقشات تركزت على بحث أفكار تتعلق بامتثال الأطراف لإعلان جدة من خلال مجموعات صغيرة مع خبراء فنيين.

تأتي محادثات جنيف بعد تعثر المفاوضات التي جرت بين طرفي النزاع في السودان، وهما الجيش و”قوات الدعم السريع”، خلال جولات سابقة استضافتها المملكة العربية السعودية في جدة ومن ثم في العاصمة البحرينية المنامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى