الأعمدة

ثرثرة حول ظلال الراحلين علي المك وابو داؤد_ الجزء الثالث والأخير

بعد الترحم علي روح الفقيدين وارواح كل من رحل من مبدعي زمن الكلمة والقصة الثريا والقصيد والشجن الخرافي واندياح الإبداع حيث لا حالة موبايل ولا إنترنت
لا اسافير .. ولا تدني في الكلمة والتعبير ويبقي الأصيل اصيل والكبير كبير ولو كثرت المعايير
بعيدا عن الدولية وفتحية جلكوز ونيجيري وطاسو وتباشبي وريان وقبيلة الشلب ووجع القلب .. وايقاع الكلبين والكلب وهالة عمر تقعد تربي عيالها !!!
ونهرب من هذا السرطان الي دنيتنا الجميلة ..
بوديانها وصحاريها ونخيلها
بأنهارها وباشجارها الظليلة
بالمك والطيب صالح والحسين الحسن وابو داؤد والعبادي وعتيق والمساح وابراهيم عوض وبازرعة والكاشف.
لكم الرحمة جموع آل الخليل وصحبه ..
ويكتب علي المك ونقراء في رائعته حمي الدريس :
دقوا لسالم الزار .. قالوا ليشفي من مرضه الكعب.. لن ينفع الطب ولا الزار
لون سالم اسود ، وقالوا نسبه غير نظيف .. !! (( حبوبته يعني )). !!
اري من الأفضل أن نبقي مع حمي التطريب والسواد الأعظم ابو داؤد والسواد الأجمل عبد المنعم عبد الحي وتوهج اوتار الثريا برعي محمد دفع الله وعذوبة انامل محمدية لكم جل المغفرة والرحمة آمين
لحن هو للعذاري وما أكثرهم هذه الايام
يصدح ابو داؤد:
يانديمي طافت الأحلام بالفكر حياري
وسرت تتبعها الأنغام في طهر العذاري ونديمي اول الأطياف في الفجر تواري .
وتواريتم عنا ولكن لم يغب ابداعكم ابدا عنا ولن يغيب
و يتواري ابو داؤد مع آذان الفجر ويصعد بروفسور علي المك الي أسفل المدينة وهي من تراب وكلنا من تراب والي تراب ..
يصعد المك الي أسفل المدينة ويرحل بنا من شعر الحقيبة الي شعر الأندلس وغرناطة واشبلية وأدب روبرت فوكس وقارثيا لوركا وموسيقي الفلامنقو الاسبانية وقصص قرطبة وحنجرة ابوداؤد وشعر الخليل وعشق امدرمان والمريخ وروعة كرومه ودخول النيم للسودان وشعر الطبيعة وشعر لم اسمع به من قبل ولكنني عشقته كما عشقت ذلك المك الشامخ حضورا وغيابا..عشقا لما جاد به قلمه ولباقة إلقائه ومتعة الإستماع الية حتي الشبع .. متعة ممتعة الي ان تصيبك حمي الدريس ونقراء :
انهم يرقصون ، يرقصون ولا يرقصون .. جمعوا حول نعشك ماقد تبقي في بساتينهم من زهور الربيع ومضوا يصعدون .
هنا يهبط ابو داؤد بعد أن حركت وجدانه بساتين زهور ربيع المك .. يهبط الي أسفل المدينة بشارع النيل الامدرماني بمصاحبة عمر البنا وكرومة لهم جل المغفرة ويصدح
ابو داؤد :
دايما انوح واقول حليل
صفي القلب القدره جليل
زاد وجدي
نوم عيني أصبح قليل
مناي في الدنيا قبل الرحيل
اري شخصك لكن مستحيل
يا زهرة طيبك جاني ليل
أقلق راحتي وحار بي الدليل
امتي اراك مع الخليل
واجلس امامكم خاضع ذليل .
وتصيبنا مرة ومرات حالة شجن إبداع الخرافة والاستكانة حتي الثمالة المفرطة من إبداع رحل وهو باق ما بقينا.
ثرثرة اوتار قيثارة برعي علي ظلال درر ود البنا .. ونرحل في بحث مع بروفسور علي المك عن طوب الارض !
نعم يبحث البروفسر عن طوب الأرض ليشكو له سؤ حالته المتردية ..
سبحان الله
كم أنتم محظوظون والله ايها المك وابو داؤد وجل عمالقة جيل الخليل،
بالله ماذا لو عشتم وواكبتم معنا هذا الزمن القابر .. زمن انتهي فيه كل جميل تركتموه واندثرت فيه كل القيم والمثل والمبادئ وهربت من المدائن البركة وقتلت فيه الكلمة وانتحرت الاخلاق.
“وان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا”
يبحث بروفسور علي المك عن طوب الأرض ليشكو له سؤ حالته المتردية ويكتب :
أردت أن أشكو لطوب الارض بلوتي وسؤ حالتي .. وحينما وصلت سالت أهل الدار :
اين طوب الأرض !
قالوا :
ذهب ليشكو سؤ حالته المتردية لطوب السماء !!
واترك أم درمان لبحري الدناقلة شمال ونلتقي ابو داؤد يعيش نفس حالة البروفسر المتردية لكنه لا يبحث عن طوب الارض ليشكو له حاله البائس والسبب عدم درايته بالمشتكي اليه !!
ونعيش لحظة شجن ألم الاستمحان
سيبوني بس علي بلوتي
لمين اقدم شكوتي !!
( لي مين اقدم شكوتي ) !!
ثم يرحل الي ديار مبارك المغربي في رائعته نسمات الشمال وهو ما زال في حيرة من أمره يشتكي ام لا يشتكي !!
وهل تفيد الشكوي ام يفيد البكاء !!
ويترنم:
هل يفيد الاسي والنواح
ما بيفيد الاسي والنواح
من فراقة انا صبري راح
وغبت عني
امتي الوصال !
لم تغب ابو داؤد ولم تغب علي المك وانت باق يا برعي محمد دفع الله وانت باق ايها الطيب صالح انت حضور ايها النور عثمان ابكر لم تغب أيها الخليل وانت شامخ ايها الكابلي لم تغب ايها الثريا محمد وردي والهرم احمد المصطفي كما انت باق ايها العبد الله الطيب والطيب محمد الطيب لم تغب عبد المنعم عبد الحي والوطن العطبراوي وعون الشريف والحجاز مدثر و السحاب الحسين الحسن وابن البادية انت باق ايها الاسماعيل الحسن والعبادي واولاد البنا واولاد شمبات واولاد المودرة وخضر بشير وسيد عبد العزيز وعبد الرحمن الريح وود المقرن والهاوي ومحمدية انتم باقوت ياود سلفاب وحسين شريف وحميد
و احمد عبد الكريم وفراج الطيب وادريس جماع المحجوب وكرومة وزنقار وتاج السر الحسن وابو آمنة حامد والفيتوري و و و وتطول هذه اللسته ولن تسع لشوامخ تركونا وهم حضور نعم والله أنتم باقون ما بقيت هذه الدرر حاضرة وما بقينا علي ظهر هذه الفانية .
رحلتم اجسادا ولكن تبقي الثرثرة حاضرة لا تموت وكيف تموت وهي راقدة علي مدينة التراب وحولها طوب الارض يري ظلالكم صاعدة الي اسفل المدينة لكم جل الرحمة وحسن الثواب .
أخيرا وليس اخرا يكتب بروفسر علي المك في نعي رفيق دربة وحبيبه ابو داؤد :
(دخلت الخرطوم بحري بيت الحبس)
اقول لك أيها الغائب الحاضر المك بعد رحيلكم دخل كل السودان بيت الحبس نعم والله
حمدوك دخل الحبس وجدي صالح الآن في الحبس وود الفكي وسلك وبروف بابكر فيصل ومعاذ ابو مؤيد والطيب عثمان وحمزة فاروق ومصعب الشريف و .. و.. وتطول اللسته ويطول الحبس
ويعصرنا الألم وياله من الم ويالها من حسرة وغضب فيما آلت إليه أمور سوداننا المكلوم.
اهديكم ابو داؤد والمك وكل من غاب من عمالقة ذلك الزمن الخرافي الاندياح بعد الترحم إبتسامة
ولم لا وكنتم ملوك الفرح والابتسامة التي مازالت لنا وشاح نتلحفه في غيابكم الحاضر.
استودعكم الذي لا تضيع ودائعه
رغم الغضب نقراء لكم ونسمع ونبتسم ويذهب الالم ولو الي حين. عبد الحميد يوسف وحميد ابو عشر
غضبك جميل زي بسمتك.

علي كل حال
غضبك جميل زي بسمتك
الابتسام والانسجام والحزن لك
الاشتياق والاحتراق والوعد لي
عجبا تكون قاسي ووديع
شكلك بديع
غضبك جميل زي بسمتك
اراك قريب لكن بعيد عن رؤيتي
من بعد ما اوقعتني في فتنتك.

اوقعتمونا في فتنتكم ورحلتم
لنا بكم فخر وعزة وشرف ما بقينا
ولكم جل الرحمة والمغفرة وعلا الجنان .

قل ادعوني استجب لكم .
اسألوا الله اللطف بالبلاد والعباد
الرحمة لشهداء الثورة السودانية
آمين يا آلله يا آلله يا الله.
احترامي والتجلة.
داؤد ع داؤد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى