الأعمدة

جاسم الظاهرى …. العملاق الصامت

كان جاسم الظاهرى حارس مرمى نادى العين الاماراتى ومنتخب الامارات فى سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين والذى كان اصم وابكم منذ ولادته موهبة غير عادية حيث تحدى الاعاقة وقهرها قبل ان تقهره فبكل اصرار و مثابرة و عزيمة تجاوز كل ما يعيق تحقيق احلامه و طموحاته فاصبح واحدا من افضل حراس المرمى فى تاريخ كرة القدم الاماراتية وبعد اعتزاله اللعب لم تفتر عزيمة الظاهرى فاصبح مدربا لحراس المرمى فى نادى العين ليؤكد ان الاصرار و العزيمة اقوى من اى اعاقة….

ولد العملاق الصامت جاسم على جاسم الظاهرى فى مدينة العين الاماراتية عام 1956وعشق كرة القدم منذ صغره حيث كان يتمتع بالذكاء الحاد على الرغم من إعاقته التي حرمته السمع والكلام منذ الولادة .. فقد كان يشاهد المباريات فى الملاعب المختلفة ولانه مولود معجون بالإرادة والتحدي قرر خوض المغامرة ولعب الكرة خاصة ان الساحرة المستديرة ستكون وسيلة تواصل مع الناس .. فكان يشارك اصدقائه فى لعب كرة القدم وفى بداية الامر كان للاعاقة دورا .. حيث ان جاسم لم يستطيع التاقلم مع مركزه فى الدفاع فقد شعر انه تائه .. ضائع لانه لا يستطيع التواصل بشكل جيد مع زملائه من اللاعبين لكنه وجد ان مركز حارس المرمى المكان الامثل فتبادل المركز مع حارس مرمى فريقه فى احدى اللقاءات.. فابدع وتالق ولحسن حظه كان الشيخ حمدان بن مبارك ال نهيان يشاهد هذه المباراة والتى اقيمت بالقرب من قصر الشيخ مبارك بن محمد ال نهيان التى تالق فيها بشدة جاسم الظاهرى فاشاد بمستواة الشيخ حمدان حيث وجد فيه كل مواصفات حارس المرمى وتعجب كثيرا عندما علم ان جاسم لا يسمع ولا يتكلم ورغم ذلك قال له وهو واثق من تالقه فى عالم كرة القدم ( من الغد اذهب الى نادى العين ) كان ذلك عام 1968.

اعتقد الجميع أنه من المحال أن يوفق الظاهري في حراسة مرمى فريق كبير مثل نادى العين أو أنه لن يستمر بسبب إعاقته منذ الولادة التي حرمته من النطق، لكن إصراره وتصميمه وموهبته وثقته بنفسه وعشقه الكبير للزعيم تفوقت على إعاقته، فاستطاع إبهار المسؤولين وزملائه اللاعبين والمدربين بعطائه وأدائه الفريد، فكسب ثقة الجميع من أول حصة تدريبية .

ولعب جاسم الظاهرى بالوان الزعيم الاماراتى نادى العين منذ عام 1973 إلى أن اعتزل كرة القدم في العام 1992 وعمره 37 عاماً و كان الظاهري ضمن الكوكبة التي فازت مع فريق العين بأول دوري إماراتي موسم 1977/1976،وكانت حصيلته مع الزعيم الفوز بثلاث مسابقات في الدوري مواسم 1977/ 1976و 1981/1980 و 1984/1983، والدوري المشترك موسم 1982 /1983، و كأس الاتحاد موسم 1989/1988، وقضى الظاهري 19 عاماً حارساً لعرين الزعيم العيناوى إضافة إلى دفاعه عن عرين الأبيض الإماراتي بين 1974 و1979.

وطوال مسيرتة الكروية لم يشعر احد بان جاسم الظاهرى والذى كان يتمتع بذكاء نادر انه مصاب باعاقة حيث كان زملائه اللاعبين ولاعبى الاندية المنافسة يشعرون بانه انسان سوى لا يعانى اى شيئ فلم يتاثر الظاهرى بظروف اعاقته وكان جادا فى التدريبات والمباريات وكان ايضا سريع البديهة يتلقى الملاحظات والتعليمات وينفذها بسرعة غريبة ودون ابطاء وكان مهاجمى الفرق المنافسة يخشون الاشتراك معه من فرط قوته وحماسة الشديد فى الذدود عن مرماه حيث كان يتميز بالقوة البدنيةالعالية والالتحامات القوية .

لم تكن اعاقة جاسم الظاهري حائلا دون انسجامه مع زملائه لذكائه الشديد وروحه وقلبه الطيب ولم يواجه زملاءه أو الأجهزة الفنية التي عملت في نادى العين و المنتخب الاماراتى أي صعوبة في التفاهم معه حيث كانوا يتعاملون معة من خلال لغة الاشارة فلم يجدوا صعوبة فى فهم توجيهاته و نصائحه، فكان أفضل حارس مرمى في الإمارات لمواسم عدة.
عشق جاسم الظاهري لنادي البنفسج كان سببه كما يؤكد دائماً أن الزعيم يمتاز عن غيره بالتماسك والتآلف وروح الأسرة الواحدة لهذا لم يبارح جاسم الظاهري بعد اعتزاله كرة القدم القلعة العيناوية التي أحبها فدخل في ميدان آخر من ميادين العطاء للزعيم العيناوى مدرباً لحراس مرمى فريق الناشئين بالنادي، ومن ثم حراس الفريق الأول، وعمل ايضا في تدريب حراس مرمى أكاديمية العين لكرة القدم.
يعتز الظاهري بأنه درب حراس مرمى كانت لهم بصمتهم في الكرة الإماراتية مثل زكريا أحمد ، سعيد جمعة ، محمود موسى، كما يفخر بأنه كان أول من اكتشف حراس مرمى تالقوا فى عالم كرة القدم الاماراتية كعلي راشد و وليد سالم وعبدالله سلطان ويعترف بالفضل لمن دربوه خصوصاً المغربي أحمد نجاح الذي كان لاعباً في الفريق ثم أصبح مدرباً، والمدرب السوري أحمد سعيد حجير والمدرب البرازيلى نيلسون والذى كان اول مدرب تدرب على يدية فى نادى البنفسج .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى