أبسراويل شد سروالك فوق حكاية جنيفا تبين عند مخاضة سيل جدة الجارف
من طرائف تنوع معاني مفردات ثقافة الوسط الشعبي السوداني ، كلمة أبسروال تعني المدح وأبسراويل الهجاء ، أبعراقي المدح وأبعريريق القدح ، والشلبة المدح والشلابة الهجاء والقصارية المدح والقصيرة القدح ، وعبارة القاضي الظالم وقاضي الغرام غزل بغطاء قضائي ، وجيشو إحتل قلعة الأفراح غزل بغطاء عسكري ، والعوازل ضللو وأنت ماعارف صليحك من عدوك غزل قتالي ضارب ضرب مؤثر خلف وأمام وفوق ساتر الحقيقة ضد طابور الغرام وشفشافته..
قصدنا عبر مقبلات المقدمة تقديم وجبة سياسية دسمة بصفرتي جدة وجنيفا ، نقدمها بالهناء والشفاء للأكلة والإكيل وللسمح ما أكال ، وهنا لا ندري سر ربط ثقافة الوسط الشعبي لحكاية الإكيل والأكال ( بالشنة ) وعكسه بالسماحة والوجاهة .. وبالرجوع للموضوع نذكر بأننا قد ذكرنا في قراءات سابقة بأن مسألة تفكيك المفاهيم تعتبر من اقصر الطرق لبلوغ المضامين والمحتويات الحقيقية للأشياء ، وقلنا كذلك ولا نمل القول بأن التشخيص الجيد يقود إلى الوصفة العلاجية الجيدة والعكس صحيح ، فأهمية تفكيك المفاهيم في ظل التغيير تكمن في أن ثورة ١٩ ديسمبر المختطفة أو حتى المصنوعة خصيصا وحربها اللعين قد أقحمت المشهد الوطني بجملة من الأفكار والأعمال والأساليب والمفاهيم والسلوكيات المضللة للدولة والمواطن وللشارع العام ، منها على سبيل المثال شعار الحرية والسلام والعدالة الذي حولته وافرغته رداءة وسوء التطبيق الداخلي والتدخل الأجنبي الصريح حول مضمونه المقدس الذي جاء معبرا عن صيغة منتهي جموع أهداف الثورة حوله إلى ادوات خم وإنتقام . وشعار المدنية والديمقراطية مورس تحت ستاره أسوأ أنواع الدكتاتوريات المدنية الإقصائية الفتاكة ، مصحوبة بأسوأ حالات التجويف والتجريف السياسي لمفهوم المدنية السياسية الوطنية الدستورية المقتدرة . هذا على سبيل المثال في مجال المفاهيم وتفكيك المفاهيم ..
أما فيما يلي مسألة التشخيص وتحديدا تشخيص قضية الحرب اللعين التي شنت على الوطن والمواطن والدولة ومؤسساتها تحت قناع إعادة الديمقراطية والمدنية ومكافحة مايسمونه الكيزان وفلول النظام السابق .. للأسف الشديد وللحقيقة والشفافية المطلقة المكافحون أنفسهم وبنفس معاييرهم التي يصنفون بموجبها الآخرين هم أكثر من فلول ، فلول النظام السابق فلول سرقة الثورة فلول عمال وعمالة ومرتزقة المشروع الأجنبي ..
فلذلك قلنا وبالحرف الواحد والدولة تسعي عبر معركة الكرامة حربا وسلما تسعى لمعالجة قضية الحرب الخبيثة اللعين ، مالم يتم تشخص طبيعتها وأهدافها الحقيقية تشخيصا دقيقا ستعاني معاناة حقيقية وربما تطول معاناتها في الوصول إلى الوصفة العلاجية المناسبة ، فمن صور التشخيصات الجيدة لماهي وهوية وطبيعة الحرب الراهنة .. إطارها السياسي الحقيقي فكرة وتخطيط وتمويل وحماية مشروع أجنبي ليس في ذلك أدنى شك حيث يمثل الإتفاق الأطاري في زمان ومكان العمق التشغليلي للمشروع عبر الوكيل المحلي والإقليمي وآخربن من دونهم ، وهي ذات المنظومة التشغيلية التي أطلقنا عليها بمفهوم ثقافة الوسط الشعبي البنا والبناول الطوب والمقاول وصاحب المشروع ..
للمشروع الأجنبي ثلاث أهداف جوهرية على أقل تقدير ، وهي السيطرة الكاملة بالقوة المادية والتضليلية على الوطن والدولة سيطرة مباشرة من خلال أدوات الغزو الأجنبي والخزي الداخلي ، السيطرة على الموارد والوضع الجيوسياسي ، فرض مشروع سياسي ثقافي إجتماعي إستئصالي بديل فرضه عبر وكلاء محليين وإقليميين ، وآخرين ، يضع الدولة عند مرحلة التوضيب السياسي يضعها ضمن منظومة خضراء الدمن حسناء في منبت سوء المقلب والمنقلب ..ثم قلنا ونقولها مرارا وتكرارا ولا نمل القول من أجل سلامة الوطن والمواطن والدولة مهما بلغت من عيوب وعطوب فهي دولة ضحي من أجلها الرعيل الأول من أجدادنا وجداتنا جيل عن جيل .. قلنا بأن الحرب الدائرة مالم تحرر هي وأدواتها أولا من قبضة المشروع الأجنبي عبر الوسائل التي تناسب طبيعتها لن تتحرر وتتخلص منها البلاد وشعبها الصابر والشواهد بالمقاربات والمقارنات والسوابق كثيرة .. وهنا يلاحظ ملاحظة خطيرة للغاية وهي ان منهج إدارة وإنهاء الحرب عند رعاة المشروع الأجنبي تختلف وتتعارض بالمرة مع تدابير المكون الوطني ، مثال رعاة المشروع الأجنبي يعتمدون بشكل أساسي سياسيا وعسكريا ولوجستيا عند عملية إدارة الحرب يعتمدون على الوكلاء المحليين والإقليميين وشبه الإقليميين على تحشيد وتفويج المرتزقة وعلى عمليات الإسترزاق وشراء الأنفس والذمم وغسيل العمليات الإعلامية القذرة من خلال الآلة الإعلامية الضخمة لنافخ كير الفتنة ، وعلى ارهاب المواطنيين المدنيبن العزل عبر عمليات القهر السياسي والإجتماعي المنظم كالضرب والقتل والتشريد والتجويع والإفقار وسد منافذ الأمل والمستقبل مباشرة وعبر محاولات إطالة أمد المعاناة وتنويعها ، بغية الضغط إنسانيا على المواطن وسياسيا على الدولة والمجتمع الدولي .. وبالمقابل تعتمد جبهة المقاومة الوطنية العريضة بقيادة القوات المسلحة على قوة الإيمان والثبات عند الميدان مع تحري النصر العاجل من عند عزيز حكيم ، وكذلك على الإرادة الوطنية الخالصة المخلصة والأصدقاء والأشقاء الخلص لا يخشون من بعد ذلك جمع الناس لهم أو لم يجمعوا …
وعند منهج وقف الحرب وإحلال السلام يعتمد المشروع الأجنبي وادواته المحلية والإقليمية وشبه الإقليمية والدولية الجوالة ، يعتمد تقديم الملف السياسي في كافة الأحوال والمحاولات تقديمه على ما سواه من الملفات ، بمعنى حل المعادلة السياسية مقدم على حل المعادلة العسكرية وحل المعادلة العسكرية وفق الرؤية السياسية أعلاه مقدم على حل المعادلة الإنسانية ..
بالمقابل يضع منهج الحل الوطني موضوعات البيئة العسكرية مدخلا أخلاقيا منطقيا لمعالجة موضوعات القضايا الإنسانية وإفرازات الحرب اللعين ، ثم حل المسألة الإنسانية يفضي للدخول إلى حل قضايا البيئة السياسية ، خطورة هذا المنهج الوطني بالنسبة للمشروع الأجنبي يشكل فوبيا سياسيا نوبة هوائية حقيقية ، لأن حل قضايا البيئة العسكرية أبتداء” يجرد ويحيد المشروع الأجنبي من أهم قواه الرئيسية ، الغطاء السياسي الأجنبي بسقيه الإقليمي والدولي والمرتزقة وعمليات الإسترزاق الممنهج المستغلة لغطاء وكدمول فوضى الحرب وجوطتها …
وعند مرحلة معالجة ملف البيئة السياسية الذي يأتي حسب فلسفة المنهج الوطني يإتي في أعقاب معالجة البيئتين العسكرية والإنسانية تظهر أمام المشروع الأجنبي ورعاته تظهر حقيقتين الأولى ضعف وهزالة وعمالة الحاضنة السياسية الداخلية والإقليمية للمشروع الأجنبي ، ثم حقيقة أخرى وهي ليس للتمرد اي مشروع سياسي كما التمردات التاريخية السودانية المعروفة .. بالعكس التمرد الحالي إذا أراد أن يتبنى معالجة وحل القضية السودانية التاريخية المتعلقة بجدلية المركز والهامش والتهميش عموما فهو قبل حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣ كان جزء من القوات المسلحة ومن المنظومة العسكرية والأمنية التي رعته من المهد حتى إشتد ساعده وهو كذلك صار في وقت وجيز جزء لا يتجزأ من تركيبة الدولة المركزية إن لم يكن المركزية نفسها ، فكان الأقرب والأفضل والأنسب له ، إن كانت له إستشارات إستراتيجية وطنية حقيقية افضل له ان يوظف إمكانياته وقدراته السياسية والأقتصادية والإدارية والدستورية والإعتبارية المكتسبة وتلك التي أهديت له يوظفها سياسيا وإستراتيجيا لحمل ودفع الدولة المركزية وهو جزء أصيل منها يدفعها سلميا وعلميا نحو خيارات الحل الإنتقالي الوطني الموضوعي ، وهو بذلك يكون قد حقق ثلاث أشياء لم تحقق لأحد من قبل ، الشيئ الاول منع التدخل الأجنبي وبتالي منعه لإستغلال مكونات الداخل ، منع وقوع الحرب وكوارثها وفاتورتها الباهظة التي دفعها الوطن والمواطن والدولة ، ثم تحقيقه بعقلانية لشعار الحرية والسلامة والعدالة والديمقراطية ، ثم دخوله للتاريخ الوطني من أوسع أبوابه بموجب حل القضية الوطنية التاريخية التي عجزت وتقاعست عن حلها الحكومات الوطنية المتعاقبة ، حلها سلميا بإحكام المعادلة الموضوعية بين جدلية المركز والهامش والتهميش والضعفاء والمستضعفين عموما من جهة ومن أخرى نيله لوسام الوطنية من الدرجة الأولى ولشرفها الباذخ .
.. كل ذلك كان يمكن تحقيقه ببساطة شديدة بإعمال ثقافة الوعي الإنساني الإحاطي وثقافة أبي والنبي وسماحة قيم الأنبياء … ذلك أن من موروثات اجدادنا في تحري الحكمة ، الفشة غبينو خرب مدينتو ، ويقولون رحمهم الله ثلاث مابدوروا الخراب ، سيد المال وبيت الحكم وأبو العيال الصغار ، وقالوا الطمع ودر ماجمع وفي رواية فحل العيوب . محذربن في كل زمان ومكان وحال من خطورة القندول الشنقل ( الريكة ) والريكة إناء من المشغولات اليدوية يصنع من فروع الشجر الرفيعة يستخدم لنقل خام المحاصيل الزراعية كالذرة ..
وعن حالة إتفاق جدة الموقع في ١١ مايو ٢٠٢٣ بإرادة ورغبة خالصة من الموقعين تحت إشراف الميسران ألسعودية وأمريكا ، مشكلة هذا الإتفاق صمم من حيث المبدأ على أساس منهج الحل الوطني الموضوعي الذي حسم 80 %ةمن قضايا ترتيبات البيئة العسكرية المرتبطة ببيئة الحرب والبيئات المجاورة مثال البيئة الإنسانية .. لم يتبق من باب الشفافية والموضوعية أمام الجميع سوى موضوع البيئة السياسية وملحقاتها الترتيبية ..
الأمر الذي يتعارض ويتقاطع بشدة مع منهج المشروع الأجنبي ، الذي يصر هو الآخر على تقديم الملف السياسي على بقية الملفات ، وهذا بالضبط مربط الفرس والعامل الرئيس لتتقيل ووضع العراقيل أمام إنفاذ بروتكول منبر جدة .. وقد تلاحظ في هذا الصدد بأن الوفد الحكومي التشاوري الأخير الذي ذهب إلى جدة للقاء المبعوث الأمريكي ووفده قبيل إنطلاقة مفاوضات جنيف الجمعة ١٤ أغسطس ٢٠٢٤ ، قد اجلى الموقف والحقيقة تماما ، وذلك من خلال بيانه ونقاطه الموضوعية الاربع التي تفضل بها مشكورا وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي بإسم الحكومة دكتور جرهام عبد القادر .. الأمر الذي حمل الجميع من أصحاب الشأن ومن المراقبين ومن يهمه الأمر بأن ثمة جهة ما قد ظلت منذ التوقيع على الإتفاق وفي كل مناسبة بل تصنع المناسبات خصيصا بغية التنصل والتهرب من دفع إستحقاقات منبر جدة عبر عدة طرق منها الإحتواء ومحاولات الإحتيال والتلاعب بمحتواه أو إحتلاله بالكامل إذا لزم الأمر أوبالعمل على فتح اللعب ، عبر منبر تكتيكي جديد يعتمد منهج المشروع الأجنبي من خلال أساليب وألاعيب التزلج والزحلقة السياسية تارة عصاة اللعبة القذرة وأخرى بجزرة طاقتها البديلة لتصبح النتيجة النهائية حسب رؤية إستراتيجية المشروع الأجنبي الإلتفاف على الوطن ومشروعه الوطني وعلى الدولة ومؤسسات والتشهير بإدارتها عند الممانعة والمقاومة باعتبارها عقبة كآداء أمام فرص السلام ورفع المعاناة عن كاهل المواطنيين .. بمعنى رمتني بداءها وإنسلت وتسللت وتحللت ..
.فإذا قرأنا ذلك بما يجري الآن بمنبر جنيف ومهاتفة وزير الخارجبة الأمريكي أنتوني بليكن للسيد رئيس مجلس السيادة بضرورة المشاركة في محادثات جنيف الجارية التي دعت لها الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية ، نقول للإدارة السودانية .. دون المساس بعمليات وخطة وخط معركة الكرامة في سياقها العسكري والعملياتي فمن المهم جدا تحريك الملف السياسي للمعركة عبر منصة الآلية الوطنية العريضةالمستمدة بشفافية وموضوعية كاملة من مرجعيات مكونات الجبهة الوطنية الداخلية العريضة بشقيها المدني والعسكري ( دون أي دغمسة قديمة متجددة ووصايا داخلية بمثلما ما يجري الآن على المكشوف وفي جنح الظلام وتحت ستار إسناد الوطن والمواطن والدولة ومنظومة جبهة المقاومة الوطنية يجري من هنا وهناك وهنالك ، جبهة وطنية قومية شريفة نزيهة عادلة مغتسلة من أدران البيئة السياسية التراكمية التي اوصلت البلاد والعباد إلى محرقة الحرب اللعين جبهة وطنية قوامها المشروع الوطني من أجل وطن يسع الجميع رؤية وطنية جديدة لنج لارقعة ولا ترقيع والا (جناقير) تسعى للحل الأنتقالي أو التأسيسي وللحل الدستوري المستدام ، ومن ثم الدخول مباشرة في عمليات الدفع والمدافعة والمرافعة أمام جحافل الهجمة الإستعمارية الإجنبية والمؤجنبة الشرسة .. مرافعة الحجة بالحجة ولا يصح إلا الصحيح .. لأن الحكاية قد وضحت تماما بأن المعركة في أبعادها الإستراتيجية معركة سياسية إقليمية دولية بغطاء وأدوات محلية فقوة السياسية الوطنية تناسب بل تتفوق في جوهرها على سياسة الغزو الأجنبي الغاشم ، وقوة السياسية تاريخيا تعد من افضل الوسائل والطرق المجربة لرد وردع وتحييد بل هزيمة سياسية القوة ، فدخول الولايات المتحدة الأمريكية بطولها وعرضها وبصورة صريحة لمعالجة قضية الحرب على السودان ، تختصر الطريق الطويل والطرق ( الملولوة ) أمام فرص الحلول والإتجار فيها فرصة لاينبغي التفريض فيها بأي حال من الأحوال ، شرط التعاطي معها ومبادرتها على النحو التالي :- عدم التفريض في منهج وخطوات منهج الحل الوطني الموضوعي ، ملأ فراغات محور التفاوض ، إخضاع المبادرة الأمريكية للمعايير الفكرية والسياسية الفحصية التي ذكرناها من قبل ونعيدها مجددا ، وهي أي المبادرة إن كانت مكتملة فحتما تتطلب التفكير في طرق التنزيل وإن كانت ناقصة فلا محالة تحتاج للتكميل وإذا ما نافعة خالص تتطلب البديل .. فقط من غير المقبول في عرف المبادرات والمبادآت الفكرية الإستراتيجية الأخلاقية أن يجلس الكل مكتف ومكتوف الأيدي أمام تحديات ومهددات جسام كالتي افرزتها الحرب اللعين على السودان ..وفي تقديرنا الخاص أن موقف الدولة تجاه ماتم في جدة أساس للحل وإحلال السلام ومايجري الآن بجنيف صحيح ١٠٠% ومن هنا نقولها وبالصوت العالي إن كانت المبادرة الأمريكية ومنبر جنيف في حقيقتها وجوهرها مبادرة إستراتيجية إخلاقية مسئولة تهدف لحل قضية الحرب على السودان فعليها أن تضع الآن الذي إتفق ووقع عليه في منبر جدة ١١ مايو ٢٠٢٣ أساس ومقدمة منطقية موضوعية للحل ، وإن كانت المبادرة ومفاوضات جنيفا في جوهرها مبادرة تكتيكية تعلن خلاف ماتبطن تسعى كسابقاتها على إستهداف محتوى إتفاق جدة بأساليب حربائية برمائية متنوعة مجربة ، هذا يعد مضعية للوقت وصب الزيت على نيران ومصادر نيران المعركة ، ونوع من أنواع الإتجار والإستثمار في قضايا الحرب وتفاصيلها الإنسانية ..
قراءة صامتة أخيرة للسيد وزير الخارجية الأمريكية وللمبعوث الخاص توم بيرللو نحن الشعب السوداني لنا خبرة وتجارب طويلة مريرة مع أساليب التدخل والتداخل الأجنبي السالب في شئون البلدان وبلادنا على وجه التحديد ، ولنا كذلك القدرة على معالجة قضايانا لو تركنا لحالنا بل قضايا الآخرين من الشعوب والأمم شركاء الإنسانية والمصير المشترك ، ويكفينا في ذلك فخرا بأننا قد تقدمنا بمشروع مبادرة تاريخية غير مسبوقة على الإطلاق من منطلق إعمال الفكر والتفكير الإبداعي برعاية الأمم المتحدة … مبادرة حول الحل الجذري للقضية الفلسطينية الإسرائيلية ترتكز على ثلاث حوارات متزامنة متكاملة عند مخرجات الحل الإبداعي وهي الحوار الحضاري ، حوار الحضارات ، والحوار السياسي ، لكل حوار من تلك الحوارات دراسة جدوى سياسية إستراتيجية عميقة وسمات عامة تصب في مجملها في حاصل جمع مشروع الحل الجذري النهائى للقضية الفلسطينية الإسرائيلية .. نحن على إستعداد تام لمناظرة ومحاضرة الكونغرس والسنت الأمريكيين بحضور السيد بلنكن حول إطار وإضطراد ومحتوى المبادرة التي تتضمن برأينا حلا إبداعيا افضل من خيارات الحلول التكتيكية الدموية الفاشلة التي ظلت على مدى سبع عقود تمارس بحق القضية التي بلغت اليوم حد الوضعية الإنسانية في طريقها لو تركت على ماهي عليه في طريقها لهزيمة أخلاقيات ووجودية الوجود البشري رغم حضارته المادية المتعاظمة منزوعة القيم والأخلاق المعيار النهائى لسمو وسيادة الحضارات ..
أما فيما يتصل بموضوع حل قضية الحرب على السودان سعادة أنتوني بلنكن فإنها لاتخرج أبدا عن مضمار المسارات التي رسمها منبر جدة وأنت وإدارتك من الميسرين فمالكم كيف تحكمون وتيسرون وتبادرون وتبعثون فخطوات الحل واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ، حزم وحسم موضوعات البيئة العسكرية أولا ومن ثم الإنسانية ثم السياسية ومن قبل ذلك كله إبعاد تطحلب وتدخل المشروع الأجنبي إبعاده عن المشروع الوطني ، مع التأكيد التام على الدور الأخلاقي النزيه للشرفاء من الأشقاء والأصدقاء من دول الجوار والجوار الجنب ومن وراء البحار دورهم في تقديم المساعدة في الحل الموضوعي .. ولسع الكلام ما كمل دي مجرد فكة ريق وتصبيرة سياسية ساي ساكت ..
…