الأعمدة

عبد الحفيظ حامد يكتب أمريكا من الرؤية الإماراتية إلى الرؤية المصرية

 

بعد مضى عام ونصف على الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع على بلادنا وجيشنا وشعبنا مارست فيه كل أنواع الانتهاكات والتعدي على الحقوق العامة والخاصة والتنكيل بالمواطنين العزل في القرى والفرقان تطلع علينا المليشيا بتصريحات حول إنشاء قوات حماية المدنيين وفي اليوم الذي أعلن فيه الهالك ذلك تم تدوين أحياء المواطنين في أم درمان وظل قصف المواطنين مستمرا وهذا دليل على أن مثل هذه التصريحات ماهي إلا ذر للرماد في العيون وهي ليست ببعيدة عن تصريحات المليشيا وترحيبها بمفاوضات جنيف وحديثها واستعدادها عن الذهاب للسلام لرفع المعاناة عن المواطنين.. والسؤال من الذي جعل المواطنين يعانون ومن الذي هاجم القرى الآمنة الوادعة التي لايوجد بها حتى مركز للشرطة ومن الذي قتل الأبرياء بلا ذنب ومن الذي قصف المستشفيات والأسواق ومن الذي سرق أموال المواطنين الخاصة وسرق سياراتهم ومدخراتهم ومن الذي قصف الأحياء بغرض تهجيرهم.. من فعل ذلك تخيلوا معي هو من يدعي أنه يريد رفع المعاناة عن الشعب وتنشط في مثل هذه الدعاية الساذجة غرف قحط ومن على شاكلتها.
مافعلته مليشيا الجنجويد بالشعب لايمكن غفرانه ولن يستطيع الشعب السوداني أن يتعايش مع هذه المليشيا من جديد.. لقد فارقت هذه المليشيا الإرهابية درب الحكم الذي تعجلت له فراق الطريفي لي جمله.. مافي اي مواطن سوداني ممكن يقبل بوجود جديد لقوات الدعم السريع مرة اخرى عبر اتفاق سلام ولايوجد من يريد إسقاط كل هذه الجرائم التي ارتكبت في كل ربوع وطننا العزيز فأي سلام مع الجنجويد لابد أن ينطلق من مبدأ تطبيق العدالة ومحاسبة المجرمين ورد الحقوق المنهوبة والتعويض وحل وتسريح الجنجويد وخروجهم من الحياة السياسية والاقتصادية تماما.

الآن الجنجويد يحاربون كل أهل السودان لقد قتلوا وسلحوا المساليت وارتكبوارأكبر الفظائع في الفاشر واستهدفوا مناطق الزغاوة بغرض استئصالهم ولم ينج منهم البرتي في شمال دارفور وعانت قبائل الحمر ودار حامد والكبابيش من ويلاتهم فعلوا بأهل العاصمة مالم يفعله التتر بأهل بغداد ثم تمددوا في الجزيرة قتلا وترويعا ونهبا وتوجوا ذلك بمذبحة ود النورة واستهدفوا الفولانيين في جلقني وقتلوا منهم مايربو على مئة شخص وهجروا سنجة وأهلها واستباحوا الدندر والسوكي ويتوعدون الهدندوه في الشرق والأمير ترك وعشرات الفيديوهات يوميا باجتياح الشمال وقتلهم والتنكيل بالمواطنين هناك ماذا يريد هؤلاء المجرمين؟
هل يريدون ان يقتلوا كل أهل السودان ليحكموا السودان؟
هل رأيتم طريقا للحكم بهذه الطريقة؟

من دفع المليشيا لتفعل ذلك وماهدفه؟
إن الجهات التي دفعت الجنجويد للتمرد على الدولة واستلام السلطة عبر انقلاب دموي هي من طالبته بمواصلة الحرب ظنا منهم أن الدولة ستنهار سريعا في يد الجنجويد خاصة بعد الإمداد المستمر بالأسلحة والذخائر ولما بان لها استحالة ذلك اتجهوا للسلام لإنقاذ هذه المليشيا من الوحل الذي سقطت فيه فكان منبر جدة الذي ألزم المليشيا بالقانون الدولي الإنساني والذي رأت فيها المليشيا بعد ذلك أنه سيجعلها بلاكروت تفاوضية
خاصة وان كل ماتمتلكه هو انتشار قواتها داخل الأحياء وعمارات المواطنين والمرافق المدنية مثل المستشفيات والمدارس والجامعات واستخدامها لتخزين الذخيرة وأيواء الملايش فكان أقصر طريق للتنصل من اتفاق جدة هو الذهاب لمنبر جديد يلغي ماتم الاتفاق عليه في جدة وكانت فكرة مؤتمر جنيف وهو فكرة إماراتية خالصة الهدف منها التنصل عن ماتم الاتفاق حوله في جدة وإنقاذ المليشيا عبر اتفاق جديد يعيدها للحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية والكل يعلم فوائد الإمارات من ذهب السودان المهرب عبر المليشيا للإمارات ويدخل خزائن آل دقلو ولا ترى منه وزارة المالية مليما واحدا.. لهذا السبب تستميت الإمارات في محاولة إعادة المليشيا من جديد عبر اتفاق سياسي يضمن مواصلة نهبها لموارد البلد. ضغطت الإمارات على أمريكا لتحقيق سلام ينقذ المليشيا فاستجابت أمريكا رغم أن كل دوائر القرار الأمريكي هم ضد الجنجويد كذلك الرأي العام الأمريكي ضد الجنجويد وضد انتهاكاتهم ضد السكان المحليين في دارفور وغيرها من بقاع السودان.. ويبدو أن قرارا فوقيا اتخذ إرضاء للإمارات بسبب الانتخابات الأمريكية الوشيكة وحوجتهم للوقفةالإماراتية.
رفض الحكومة لمنبر جنيف جعل أمريكا تستعين بمصر لإقناعها والحاقها بالمنبر ولكن يبدو أن وجهة النظر المصرية كانت هي دعم المؤسسة العسكرية للحفاظ على الدولة السودانية والابتعاد عن تقنين وضع الملايش عبر اتفاق سلام وخطورة إعادة الجنجويد للواجه من جديد عبر اتفاق ترعاه دولة عظمي مثل أمريكا خاصة وان المليشيا متهمة بالإرهاب والإبادة الجماعية للمساليت في الجنينة وبعض قرى الفور حتى من أمريكا نفسها مما يعرض الإدراة الأمريكية لضغوط كبيرة داخلية وخارجية.. يبدو أن الولايات المتحدة اقتنعت بالرؤية المصرية.. وستركز على إدخال الإغاثة فقط.. وستشهد الفترة لقادمة عمليات حسم واسعة للتمرد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى