لا تلصص ولالصوصية عدا في المواد الاغاثية : في الولاية الشمالية الابواب مشرعة ومفتوحة علي مصراعيها 24 ساعة
سلسلة من نخيل بلادنا سلااام : اعداد احمد الامين بخيت
”
سلسلة من نخيل بلادنا سلااام : اعداد احمد الامين بخيت
” في قريتنا الوادعة الحجير بريفي مروي كما هو حال معظم القري بشماال السودان مازالت ابواب الشوارع مشرعة ومفتوحة علي مصراعيها ليل نهار
” عدا ان الابواب التي بدأ الناس في استخدامها اخيرا لاتعدو ان تكون احد مظاهر المنظرة ولو انها كذلك تظل مشرعة ومفتوحة اناء الليل واثناء النهار كما يبدو من الصور المرفقة
” دخول الابواب والشبابيك الي المنازل بالولاية الشمالية ربما يكون حديث عهد بالمنطقة عدا ان الغاية مختلفة تماما عطفا علي مايسود في مدن السودان الاخري حيث يتم تركيب الشبابيك والابواب لمنع التلصص وكدرع واقي من اللصوص وضعاف النفوس
” يجدر القول ان ابواب المنازل الخارجية بالولاية الشمالية كانت تصنع من خش اشجار السنط المتينة التي يتوسطها قفل مصنوع من ذات المادة وبه مفتاح خشبي كبير يسمي الكشر الذي لايمكن باي حال لصاحب المنزل وضعه في جيبه نسبة لكبر حجمه ولذلك تظل بعض المنازل ذات الابواب مشرعة ايضا ومفتوحة طوال النهار بحيث يمكن للشخص الزار التنبيه بقدومه من خلال ( تصفيق اليدين )
” حكي لي جدي لوالدتي علي طه الحنشوري عليه رحمة الله الذي كان يعد من امهر البناة في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي ان المنازل لم تكن تحوي شبابيك وابواب وكان يستعاض عن الشبابيك بما يسمي الطاقة وهي فتحة اعلي الجدار واقرب الي عرش المنزل تظل مفتوحة علي الدوام لادخال الضؤ وتجديد الهواء بحيث توجد في الغرفة الواحدة اكثر من طاقة بيد ان ابواب الغرف الداخلية والمطبخ تظل بلا ابواب ومفتوحة علي مصراعيها فيما بدأت حديثا والرواية لجدي ظاهرة تركيب ابواب السنط الكبيرة علي المداخل الرئيسة في الشوارع كنوع من مجاراة الموضة او ربما اضافة شكل اجتماعي لصاحب المنزل
” الي هذه اللحظة مازالت تقف معظم المنازل التي بناها جدي في انحاء متفرقة من ديار الشايقية كمعالم بارزة وشامخة بالرغم من. الظروف المناخية المضطربة وبالرغم من فيضانات العام 46 وعام 88 التي ضربت الولاية ادت لتدمير معظم منازل الولاية نسبة لمتانة وسماكة البناء
” اهلنا الشايقية كانوا ومازالو يطلقون لقب طياني علي من يمتنهون مهنة البناء بالطين اللبن
” وبالعودة لذكريات جدي الراحل ( الاسطي الطياني علي طه وخلال زيارتي لتلك المعالم التي شيدها من عشرات السنين مازلت مندهشا من كيفية مقاومة معظم المنازل التي شيدها لقوي الطبيعة الخارقة ومدي قدرتها علي الصمود لعدة اجيال قادمة
” كل مايخشاه صاحب منزل بالولاية الشمالية من ظاهرة الابواب المشرعة هو تسلل الدواب من حمير واغنام سائبة عدا ذلك فان الدار امان وبلا لصوص او تلصص اولصوصية عدا لصوص الاغاثات
حبابكم مفتاح كشر بلاعشر