الأخبار

مبنية على الدروس المستفادة من الحرب،، علاقات السودان الخارجية.. المصالح والندية..

البرهان: لن نتردد في تطوير علاقتنا مع روسيا أو أي بلد في العالم..

العلاقات الثنائية ينبغي أن تقوم على التعاون وحفظ السيادة الوطنية..
السفير نادر: بناء دولة يجب أن يكون بعيداً عن المراهقة السياسية..

عثمان واش: الإنسان السوداني مفطور على الإباء وعدم الركوع إلا لله..
مكي المغربي يحذر من مغبة الاستعانة بالوسطاء للتوسط مع الدول العظمى..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، إن السودان لم يتردد في تطوير علاقته مع روسيا أو أي بلد في العالم، وبيّن أن مثل هذه الأمور قد تأخذ زمناً للتراتبية، وأكد البرهان الذي كان يتحدث أمام جمع من الصحفيين والإعلاميين السودانيين بمدينة بورتسودان أن السودان منفتح على كل من يقف معه ويساعده، وزاد ” وروسيا من الدول التي لديها موقفٌ ثابتٌ تجاه السودان ولم تتغير أبداً، لذلك أي خطوة تقدم منهم تجاهنا فنحن نتقدم 10 خطوات إلى الأمام.
علاقات ثنائية:
ويبدو أن السودان قد حزم أمره وقرر أن يمضي قُدماً في مشوار علاقته الثنائية مع الشرق سواءً روسيا أو الصين تحقيقاً للغايات والمنافع المتبادلة، وقد شهدت الفترة الماضية تقارباً كبيراً بين الخرطوم وموسكو، وحرصاً على تطوير علاقاتهما بما يحقق المصالح المشتركة لشعبي البلدين، وتقوم العلاقات الثنائية على إدارة العلاقات السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية بين الدول ذات السيادة، ذلك عندما تعترف الدول بعضها ببعض كدول ذات سيادة وتوافق على العلاقات الدبلوماسية، فإنها تكون علاقة ثنائية تتبادل بموجبها الدول التي تربطها هذه العلاقة، طواقم العمل الدبلوماسي من السفراء وذلك من أجل تسهيل الحوار والتعاون المشترك.
حضور خارجي:
وشكلت علاقات السودان الخارجية حضوراً كبيراً خلال فترة الحرب، حرصت من خلالها قيادة الدولة على تمليك المجتمع الدولي والإقليمي معلومات بشأن أبعاد الحرب التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع، مسنودة بقوى سياسية داخلية، ومدعومة من محاور إقليمية ودولية، ورغم أن تحركات القيادة السودانية لم تؤتي ثمارها في بواكير الحرب، ولكن الفترة الأخيرة شهدت توجهاً جدياً من السودان لخلق علاقات ثنائية، وعقد تحالفات جديدة مبنية على التعاون وتبادل المصالح المشتركة، وقد ظهر ذلك في انفتاح السودان على عدد من دولٍ لم يكن منفتحاً عليها بشكل كبير في مرحلة ما قبل الحرب، على سبيل المثال روسيا، إيران، الجزائر، ورواندا، وقد حرص السودان على التعامل المباشر مع هذه الدول بإيفاد مبعوثين خاصين من قبل رئيس مجلس السيادة، أو بتكبُّد رئيس مجلس السيادة نفسه، مشقة السفر لمقابلة المسؤولين في الدولة المعنية كما حدث عند زيارة البرهان للجزائر وتركيا.

سيطرة العلاقات الخارجية:
ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأستاذ مكي المغربي أن أقصر الطرق للسيطرة على البلد، هو السيطرة على علاقاته الخارجية وبالذات الثنائي المباشر مع الدول الكبرى، ودعا المغربي في إفادته للكرامة إلى أهمية أن تقوم العلاقات الثنائية المباشرة مع الدولة المعنية بالاستثمار والشراكات وبناء المصانع والشركات وتوفير فرص العمل، بعيداً عن خدعة الوساطة بين السودان وبين الدول الكبرى وشراء الذمم لخداع الرأي العام وصانع القرار بغرض إدخال دول وسماسرة ووكلاء في الملفات السيادية والخارجية، محذراً من خطورة إدخال وساطة تكون ضامناً للعلاقة، ذلك أن معظم الوسطاء والسماسرة يكون لديهم أجندات تنتهي دائماً بضرب ثنائية العلاقة المعنية مع الدولة الكبرى، على شاكلة مع حدث في علاقة السودان بالولايات المتحدة الأمريكية والتي أطلق عليها ” الوساطة الكيدية” وفقاً لما حدث بعد العام 2014 حيث قامت هذه الوساطة الكيدية على تحريض الحاكم في السودان ضد أي مكون وطني استقلالي، وتصويره أنه العقبة في تطوير علاقات السودان الخارجية، ولكنه لم ينفع، وفي ذات الوقت تحريض الطرف الخارجي ضد السودان بالتزامن مع الوساطة، في صورة تعكس حقيقة الخبث والغدر مما انعكس سلباً على ضرب العلاقة الثنائية بين السودان وأي دول كبرى وفرض الطرف الثالث والرابع وغيره كضامن للعلاقة، وبذلك تصبح علاقة ثلاثية أو رباعية أو أكثر، ويتم تصوير السودان على أنه قاصر ودون سن النضج لتحمل مسئولية علاقاته الخارجية.
سودان ما بعد الحرب:
بناء دولة السودان التي يستحقها الشعب السوداني يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن المراهقة السياسية والأفعال اللحظية غير المخططة، هكذا ابتدر السفير نادر فتح العليم، مندوب الاتحاد الأفريقي بجامعة الدول العربية، وقال في إفادته للكرامة إن السمات المميزة لسودان ما بعد الحرب ينبغي أن تكون على أنه دولة تقوم على أسس وركائز قوية يكون الإنسان فيها هو الأساس من حيث جلب المصلحة وبُعد الضرر، دولة تسيطر على مواردها، تقود التنمية ولا تقبل بها، دولة تتعاون مع الدول الأخرى حسب شروطها ومصالحها، وشدد السفير فتح العليم على ضرورة أن ترتكز علاقات السودان الخارجية على مبدأ التعاون مع الجميع والاستفادة من كل المتاح دولياً لصالح السودان سواءً كان عبر العلاقات الثنائية مع الدول والأقطاب، أو عن طريق الدبلوماسية المتعددة من خلال المنظمات والتكتلات الإقليمية والدولية مع تحصين القرار الداخلي للدولة وعدم التساهل في التدخل في الشأن السوداني الداخلي.
موارد وثروات:
ويبدو وزير التعاون الدولي السابق عثمان فضل واش قريباً من هذه الرؤية التي تؤكد على أن السودان بتأريخه الضارب في عمق العراقة والقدم، وبحضارته الراقدة على طول نهر النيل، قد أورث إنسانه قيماً إيمانية راسخة في التوحيد، وعدم الركوع إلا لله الواحد الأحد، مما أكسبه شموخاً وكبرياءً وقدرة على التباهي بتحدي الصعاب، وعدم الانكسار مهما تطاولت المعاناة، وأبان واش في إفادته للكرامة أن السودان بجغرافيته المتسعة، ومناخه المتنوع، وموارده الطبيعية وثرواته الباطنة والظاهرة، مؤهلٌ ليكون دولة رائدة في الإقليم، يخطب ودَّها الجميع، وليست في حاجة إلى وساطة لربطه ووصله بالدول العظمى، ولكنه في حاجة إلى قيادة واعية تعرف قيمة إنسان السودان الأبي الذي لا يرضى الضيم.
استمرار الاستهداف:
وقطع وزير التعاون الدولي السابق عثمان فضل واش بأن استهداف السودان والتآمر عليه سيكون مستمراً طمعاً في خيراته وموارده، مشيراً في هذا الصدد إلى تجربة إشعال الحرب في جنوب السودان، حتى انتهت بانفصال الجنوب الغني بنفطه وموارده، فأخرج السودان مورد الذهب، ليشتد ساعد المؤامرات من جديد عبر إشعال هذه الحرب الجارية حالياً والتي قال إنها ورغم قساوتها ستكون هادية للشعب السوداني ليستفيد من دروسها وعظاتها متدبراً أمره لقيادة المنطقة وريادتها.
تفاوض مباشر:
ودعا السفير نادر فتح العليم مدير مكتب الاتحاد الأفريقي بالقاهرة إلى أهمية أن يتفاوض السودان بشكل مباشر مع أصحاب المصلحة بدون وسطاء يعملون على تعزيز مصالحهم في المنطقة، ويمررون أجندتهم على حساب سيادة السودان وموارده، مبيناً ان ما يمتلكه السودان من موارد قادرة على بناء دولة حديثه توافق المعايير الدولية والطموحات الداخلية للشعب السوداني، مطالباً باستغلال هذه الإمكانيات والموارد التي يحتاجها العالم اليوم ( الأمن الغذائي والطاقة) لصالح بناء علاقات تقوم على الندية والمساواة مع الآخر مهما كان حجمه، وذلك من أجل المصلحة المشتركة دون المساس بالسيادة والثوابت السودانية.
نصيحة غالية:
ويختم الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأستاذ مكي المغربي إفادته للكرامة ناصحاً قيادة الدولة بعدم التسرع والحكم على الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها، بأنها راغبة في الطرف الثالث ولا ترغب في الثنائي المباشر مع السودان، مؤكداً أن الطرف الثالث والرابع والخامس كلهم موجودون في الداخل الأمريكي ويضغطون في هذا الاتجاه، مبيناً أن الحل يكمن في الحضور السوداني الفاعل في الداخل الأمريكي للضغط في اتجاه إقامة علاقة ثنائية مباشرة مع السودان دون وجود وسطاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى