تفشي الأمراض ونقص الأدوية في الخرطوم بحري
قالت شبكة أطباء السودان، اليوم الأحد، إن مئات المواطنين في أجزاء من مدينة بحري يعانون من سوء التغذية الحاد وتفشي الأمراض بسبب شح الدواء والغذاء، جراء نهب المرافق الطبية والمطابخ الجماعية المعروفة شعبيًا بـ “التكايا” التي تساهم في توفير الغذاء للمواطنين بالمدينة.
وتقع مدينة بحري من الناحية الشمالية لمدينة الخرطوم، وهي ضمن المثلث الذي يكون العاصمة المثلثة في السودان، والذي تشكله ثلاث مدن تتضمن أيضًا الخرطوم وأمدرمان، وللمدينة أهمية صناعية كبيرة في السودان بحيث تتركز معظم مصانع السودان في المدينة التي أضرت بها الحرب بشكل كبير.
وطالبت شبكة أطباء السودان في تصريحات على منصتها في “فيسبوك” المنظمات الدولية والإقليمية التدخل العاجل لإيصال المساعدات الطبية وتوفير الغذاء للمدنيين، وضمان عدم المساس بهم من قبل القوات التي تحاصر المنطقة وتمنع إيصال المساعدات، أو حرية التنقل للمدنيين الذين لم يغادرو منازلهم لأكثر من عام.
وفي سياق متصل أفادت غرفة طوارئ بحري أن المدينة تواجه كارثة صحية، وذلك في ظل غياب المؤسسات الصحية التابعة للدولة عن العمل في المناطق المحاصرة. فيما أشارت إلى أن المدينة تشهد انقطاعاً كاملاً في سلاسل الإمداد الدوائي منذ ما يقارب العام والنصف.
وقالت الغرفة في بيان لها اطلع عليه “الترا سودان” إن مدينة بحري تشهد انتشاراً واسعاً للأمراض مثل الإسهال المائي الحاد والكوليرا، بالإضافة إلى حالات متزايدة من التيفوئيد والملاريا، وأمراض أخرى لم يتم التعرف عليها نتيجة غياب أدوات الفحص وتوقف المستشفيات.
وذكر البيان أن النساء في بحري يعانين بشكل خاص جراء غياب الإمدادات الأساسية مثل الفوط الصحية ، فيما تعاني النساء الحوامل من انعدام الرعاية الصحية الكافية، حيث تزايدت حالات وفاة الأجنة نتيجة لغياب المتابعات الطبية، وعدم معرفة الأمهات بموت الجنين، الأمر الذي يعرضهن إلى حالات تسمم خطيرة قد تكون مميتة، فيما أشار البيان إلى أن الظروف المحيطة بمضاعفات الولاية تفاقمت بشكل كبير في ظل غياب المستشفيات.
وقال البيان إن التقارير الصادرة عن غرفة الطوارئ تشير إلى ارتفاع حاد في عدد الوفيات نتيجة للأوضاع الصحية الكارثية. فيما أعلنت طوارئ بحري عجزها التام عن الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في ظل غياب التمويل الكافي المخصص للقطاع الصحي من الجهات المانحة المتعاونة مع الغرفة.
وأشار البيان إلى غياب التطعيمات الأساسية للأطفال، فيما أفاد أن الأطفال الرضع يعانون من غياب التغذية المناسبة نتيجة عدم قدرة الأمهات المرضعات على الحصول على المواد الغذائية الأساسية، الأمر الذي يزيد من احتمالات وفاة الرضع نتيجة سوء التغذية.
وناشد البيان كافة المنظمات الدولية العاملة في القطاع الصحي، والمتخصصة في المجالات الإنسانية الأخرى، بالتدخل العاجل والفوري. فيما ناشد مدير منظمة الصحة العالمية الموجود حالياً في السودان، والأمم المتحدة وهياكلها المختلفة، بالتدخل العاجل والتواصل المباشر مع غرفة طوارئ بحري للحد من تفاقم الكارثة.