استخبارات الدعم السريع تجري حملة اعتقالات واسعة في مدن نيالا والضعين وزالنجي ومليط
نقلت مصادر موثوقة لصحيفة (عاين) أن استخبارات الدعم السريع قامت باعتقال العديد من المواطنين بتهم تتعلق بالتعاون والتنسيق مع الجيش، بالإضافة إلى تزويده بإحداثيات مواقع تجمع عناصره. وقد شملت هذه الاعتقالات مدن نيالا والضعين وزالنجي ومليط.
أشار محمد أزرق، أحد المعتقلين الأسبوع الماضي، إلى أن مجموعة من استخبارات الدعم السريع قامت باقتياده من شارع الجنقو في نيالا شمال إلى مقر قوات الدعم السريع في حي “المطار” في نفس المدينة، وظل محتجزًا لأكثر من 72 ساعة قبل أن يتم الإفراج عنه.
قال أزرق في حديثه لـ(عاين) إنه “اضطر لمغادرة المدينة بعد يوم واحد من إطلاق سراحه”، موضحاً أن إطلاق سراحه جاء بعد توقيع تعهد بعدم مغادرة المدينة، مشيراً إلى أنهم هددوه بأنه في حال تم اتهامه مرة أخرى، سيتحمل المسؤولية كاملة.
وكشف أزرق أنه خلال فترة اعتقاله، التقى بحوالي 18 شخصًا من أمثاله تم اعتقالهم خلال الغارات الجوية، ويواجه معظمهم التهم ذاتها، وهي الانتماء إلى وحدات الجيش السوداني.
الخميس الماضي، قامت قوة مسلحة ترتدي زي قوات الدعم السريع باعتقال “إسماعيل يعقوب عامر” من متجره في سوق موقف الجنينة شمال غرب مدينة نيالا.
قال أحد التجار لـ(عاين) إن “زميلهم إسماعيل تم اعتقاله أمام متجره بواسطة قوة مكونة من 18 شخصاً مسلحاً، وتم اقتياده إلى مكان غير معروف”، مشيراً إلى أن تجار السوق طالبوا قوات الدعم السريع بالكشف عن مكان اعتقاله والسماح لعائلته بالتواصل معه.
شهدت مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، عملية اعتقال مشابهة طالت (8) مواطنين بعد سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت وسط المدينة، بما في ذلك مستشفى الضعين التعليمي، مما أسفر عن مقتل (16) مدنياً وفقاً لما ذكرته غرفة طوارئ المدينة.
في مدينة “مليط” بولاية شمال دارفور، التي شهدت غارات جوية مكثفة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، قام قوات الدعم السريع بحملة اعتقالات وصفت بأنها الأشد، استهدفت تجار ومواطنين، وتم إخضاعهم للاستجواب والتحقيق.
كشف مسؤول محلي في المدينة – فضل عدم الكشف عن اسمه – لـ(عاين) عن اعتقال (9) مدنيين خلال الأسابيع الأخيرة، وأن الجهود المحلية للإفراج عنهم لم تنجح.
تخضع مدينة مليط، التي تقع على بعد حوالي 60 كيلومترًا شمال مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، لسيطرة قوات الدعم السريع عقب اشتباكات مسلحة مع القوات المشتركة من الحركات المسلحة.
أشار المسؤول المحلي إلى أنه على مدار أكثر من شهرين، قامت قوات الدعم السريع باحتجاز القيادي المحلي محي الدين أحمد، رئيس اللجنة العليا للطوارئ في محلية مليط، بالإضافة إلى أربعة أشخاص آخرين من سكان المنطقة بتهمة انتمائهم إلى الحركات المسلحة، قبل أن يتم الإفراج عنه يوم أمس.
ذكر أحمد حسين محمد، عضو تجمع المحاميين الديمقراطيين في ولاية جنوب دارفور، أن رد فعل قوات الدعم السريع على الغارات الجوية التي استهدفت مناطق تحت سيطرتها تجلى في حملة اعتقالات غير مبررة واحتجاز تعسفي للمدنيين بتهم تتعلق بإرشاد الطيران الحربي.
قال المحامي أحمد في حديثه لـ(عاين): إن “منظمات حقوقية حصلت على معلومات موثوقة تؤكد أن قوات الدعم السريع قامت بحملة اعتقالات واسعة بينهم العشرين من أغسطس والخامس من سبتمبر الحالي