الأخبار

80% من لاجئو جبال النوبة في جنوب السودان مهددون بفقدان المساعدات الغذائية

كشف لاجئون في معسكرات ايدا، اجوانق طوك وفامير، المخصصة لأكثر من 135 ألف لاجئ من جبال النوبة في محافظة روينج بجنوب السودان، عن نقص حاد في المواد الغذائية بالمخازن داخل المعسكر.

قال لاجئ لراديو دبنقا إنهم لم يحصلوا على حصصهم الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي (WFP) خلال شهر يوليو الماضي، وأن آخر حصة غذائية استلموها في نهاية أغسطس كانت مخفضة بنسبة النصف، حيث تلقى كل فرد نصف ملة من الذرة (25 جرام) بدلاً من ملوتين (50 جرام) كما كان في السابق.

نبه إلى خلو المخازن في المعسكر من أي مواد غذائية، مما يشكل تهديدًا لبقاء اللاجئين في المعسكر. وأشار إلى أنهم تلقوا إخطارًا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تدير المعسكر، بإيقاف توزيع الحصص الغذائية للاجئين اعتبارًا من شهر سبتمبر الحالي، باستثناء بعض الفئات مثل القصر والمسنين والوافدين الجدد.

وبحسب التقارير من دبنقا، فإن حوالي 80% من اللاجئين لن يتلقوا الحصص الغذائية المباشرة.

وأوضحت المصادر أن المفوضية ربطت هذه الإجراءات بقدرة اللاجئين على الاكتفاء الذاتي من خلال الزراعة التقليدية التي يمارسونها.

عبر اللاجئون، أثناء حديثهم مع راديو دبنقا، عن قلقهم من هذه الإجراءات التي اعتبروها خطيرة وتشكل تهديدًا لحياة العديد منهم. كما أشاروا إلى أن أعدادًا كبيرة من اللاجئين غادرت المخيم وعادت إلى السودان.

نهب واعتداء

كشف لاجئون في معسكر اجوانق طوق عن تدهور الوضع الأمني في المعسكرات الثلاثة (اجوانق توك) وأمير وايدا.

أفاد لاجئون لراديو دبنقا أن نسبة النهب والاعتداءات على اللاجئين قد ارتفعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مشيرين إلى أن هذه الاعتداءات أدت إلى سقوط عدد من القتلى، من بينهم نساء.

وفقًا لما ذكره اللاجئون، فإن معظم جرائم القتل التي حدثت كانت من قبل المجتمع المضيف، وقد أرجعوا أسباب هذه الجرائم.

من ناحية أخرى، اشتكى اللاجئون من وجود برك المياه الناتجة عن أعمال إنشاء الردميات والمدرج في المعسكر.

قال لاجئ لراديو دبنقا إن أربعة أشخاص في المعسكر لقوا حتفهم غرقًا في الفترة الأخيرة، وبضمنهم ثلاث فتيات يقل أعمارهن عن تسع سنوات.

ذكر أن هناك شقيقتين بين الفتيات الثلاث، وقد غرقن في بركة ناتجة عن حفريات إنشاء مدرج الطيران في المعسكر، بينما كان الرابع هو رجل مسن يُدعى حسن الذي وُجد متوفى في بركة (توج) في المناطق الزراعية.

الحميات وسوء التغذية

أفاد لاجئون في مخيم اجوانق طوك، الذي يستضيف حوالي (74000) لاجئ، بأن هناك أوضاعاً صحية خطيرة في المخيم.

قال لاجئون لراديو دبنقا إن أمراض سوء التغذية والأمراض الحمية تشهد انتشاراً واسعاً في المخيمات، إذ يستقبل مستشفى المخيم أكثر من 500 مريض يومياً.

أشاروا إلى وجود توجه لنقل إدارة المرافق الصحية في المعسكر إلى الجهات الحكومية بالمحافظة بدلاً من المنظمات، مما يثير قلق اللاجئين.

أشاروا إلى تدهور مستوى الخدمات العلاجية في المنشآت الصحية وارتفاع تكاليفها، حيث يحصل المرضى على الأدوية من الصيدليات الخارجية التي اعتبروها فقيرة ومكلفة.

الأمطار تغمر المحاصيل

تسببت السيول والأمطار الغزيرة التي هطلت في الأسابيع الماضية في غمر جميع الأراضي الزراعية التي قام اللاجئون بزراعتها في معسكرات إيدا.

قال لاجي في معسكر اجوانق بطوك لراديو دبنقا إن جميع محاصيلهم غمرتها مياه الأمطار والسيول، مما يشكل تهديدًا لنجاح الموسم الزراعي الحالي. وأشاروا إلى أنهم شعروا بالإحباط، وقرروا الانتقال إلى الأراضي المرتفعة قليلاً المسماة “القيزان” لحاقًا بالموسم.

لقد قمنا بالتواصل مع ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنوب السودان للحصول على تعليق حول حديث اللاجئين، لكن لم نتلقَ أي رد منهم.

الجوع والمرض

أظهر تقرير نشرته منظمة إنقاذ الطفولة على موقعها الإلكتروني في 11 سبتمبر 2024 أن اللاجئين السودانيين في جنوب السودان يعانون من الجوع والأمراض نتيجة نقص التمويل الإنساني وتخفيض الحصص الغذائية وارتفاع أسعار الغذاء.

أظهر التقرير أن حوالي 794,000 لاجئ وعائد فروا إلى جنوب السودان، بينهم حوالي 476,000 طفل، منذ تفاقم النزاع في أبريل 2023. كما تستضيف دولة جنوب السودان أكثر من 290,000 لاجئ سوداني هربوا من أعمال العنف في السنوات الماضية.

وفقًا للتقرير، يحصل اللاجئون في جنوب السودان على نصف الكمية التي يعتبرها برنامج الأغذية العالمي حصة غذائية كاملة.

ذكر التقرير أن هناك تقليصات إضافية في مخيمات اللاجئين، مما سيؤثر على معظم اللاجئين السودانيين الذين هربوا إلى جنوب السودان قبل أبريل 2023. وستترك هذه الوضعية اللاجئين القدامى دون أي دعم غذائي مباشر، حيث سيتم تقديم المساعدة لهم من خلال وسائل كسب العيش، بينما لن تتأثر اللاجئون الجدد والفئات الأكثر هشاشة بهذه الإجراءات.

أوضح التقرير أن تقليص الحصص الغذائية حدث نتيجة القيود المستمرة على التمويل بالإضافة إلى الضغوط الناتجة عن الزيادة في عدد الوافدين الجدد إلى المخيمات، مما يمثل مصدر قلق كبير منذ بداية النزاع في السودان.

أرسل راديو دبقنا رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى ممثل وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جمهورية جنوب السودان (UNHCR) لطلب تعليق حول الخبر، ولكننا لم نتلقَ أي رد منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى