الغارات الجوية للفرقة السادسة مشاة في الفاشر تشويشاً أم تحييداً؟
أدى قصف طائرات الجيش لمقر قيادته في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، إلى جدل واسع، مع ظهور روايات مختلفة حول أسباب هذه الحادثة الغريبة.
أشار بيان صادر عن القوات المشتركة التابعة للجيش إلى أن الطائرة التي نفذت الغارة تعرضت لـ”تشويش” أدى إلى قصف المقر عن طريق الخطأ، بينما ذهبت بعض الروايات الأخرى إلى اتهام الجيش بقصف المقر بشكل متعمد بهدف “تحييد” مخازن الأسلحة التي كانت مستهدفة من قبل قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى إحباط محاولة كان يقوم بها الضباط والجنود للفرار من المدينة.
نسب بيان صادر عن قيادة القوات المشتركة، التي تشمل الجيش والفصائل المسلحة المتحالفة معه، على منصة “إكس”، الحادثة إلى “تداخل” تعرضت له إحدى الطائرات التي نفذت عدة غارات جوية على مدينة الفاشر.
ووفقًا للتصريح، تعرضت قيادة الفرقة لعملية قصف جوي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا، وذلك بعد “الخطأ الذي وقع أثناء تنفيذ الطائرات ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع”.
ذكر البيان أن “القصف غير المقصود أسفر عن مقتل 5 أفراد من قيادة الفرقة السادسة وإصابة 9 آخرين”، بينما أشارت تقارير مستقلة إلى أن عدد القتلى والمصابين يقدر بحوالي 170، بما في ذلك ضباط كبار.
لكن من ناحية أخرى، وعلى خلفية الجدل الواسع الذي نشأ بعد مقتل المئات من المدنيين جراء الغارات الجوية المكثفة خلال الأشهر الماضية، واصل الجيش السوداني نفي استهدافه العشوائي، مشددًا على دقة ومهنية قصفه الجوي، مؤكدًا أن هذه الضربات تستهدف فقط مواقع الدعم السريع.
هل هي “محاولة تحييد”؟
على الجانب الآخر، يواجه الجيش اتهامات بأنه يستمع لأصوات بعض المجموعات السياسية والمغردين الذين يؤيدونه، والذين طالبوه بقصف مخازن الأسلحة لمنع قوات الدعم السريع من الاستفادة منها.
بعد اشتداد القتال في الفاشر بوقت قصير، ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات تطالب الجيش بضرب مخازن الأسلحة الموجودة في مقر قيادته بالمدينة.
كتب أحد المستخدمين على صفحته في “فيسبوك”: “يجب على ألا يتكرر الخطأ الذي وقع في مدينتي نيالا (عاصمة جنوب دارفور) وزالنجي (عاصمة وسط دارفور).”
إذا شعر الجيش بقرب سقوط الفرقة، يجب عليه التعامل مع مقر الفرقة دون أي اعتبارات أخرى.
يجب أن لا يصل الذخيرة أو الأسلحة إلى أيدي الدعم السريع.
بعد تقدم قوات الدعم السريع نحو قيادة الفرقة يوم السبت، وجهت تغريدات أخرى تحذيرات للجيش من خطر استيلاء هذه القوات على المخزون الكبير من الأسلحة الموجود في المقر.
ماذا يحدث في الفاشر؟
زادت قوات الجيش من غاراتها الجوية على مدينة الفاشر بالتزامن مع الأحداث التي شهدتها المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وسط عدم وضوح حول الوضع الميداني.
بينما نفذت قوات الدعم السريع هجومًا واسعًا أسفر عن تقدمها في عدة محاور، قامت طائرات الجيش بقصف مواقع في المدينة، بما في ذلك مقر قيادته، كما تعرضت مناطق سكنية للقصف، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المواطنين.
أفاد “المرصد الوطني لحقوق الإنسان” أن القصف الجوي والمدفعي الذي نفذته الأطراف المتقاتلة أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى دمار واسع في منازل المواطنين وأضرار أخرى لحقت بالمؤسسات الصحية والخدمية.
اتهم المرصد الطيران الحربي بقصف مناطق وسط مدينة الفاشر ومعسكري نيفاشا وزمزم للنازحين، مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 مدنياً وإصابة العشرات بجروح خطيرة.
كما اتُهمت قوات الدعم السريع بقتل وإصابة العشرات نتيجة للقصف المدفعي الذي شنته في تلك المناطق.
المصدر : سكاي نيوز