ظاهرة فلكية نادرة في الوطن العربي .. ترقبوا السماء
تشهد سماء الوطن العربي غدًا الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 القمر البدر لشهر ربيع الأول وسيزين السماء طوال الليل مقترنًا بكوكب زحل وسيمثل ثاني بدر عملاق من أربعة على التوالي هذا العام وهو الأقرب إلى الإعتدال الخريفي ولذا يسمى قمر الحصاد.
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة خلال منشور لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك»، سيشرق قمر الحصاد العملاق من الأفق الشرقي مع غروب الشمس وسيلاحظ بأن الحجم الظاهري للقمر كبير عندما يكون قريب من الأفق ومن الممكن أن يكون لونه أحمر أو برتقالي ولكن بعد ارتفاعه في السماء يعود حجمه الصغير، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري.
وبعد حلول الليل سيكون قمر الحصاد العملاق مقترناً بكوكب زحل الذي سيبدو كنقطة ذهبية للعين المجردة ومن خلال تلسكوب متوسط الحجم لن يشاهد المنظر الجميل لحلقات الكوكب لانها حالياً مائلة فقط بمقدار 3.7 درجة بالنسبة لنا مما يجعلها تبدو نحيلة للغاية بعكس السنوات السابقة عندما يتم كانت بزاوية ميل أوسع.
قمر الحصاد:
أستخدم مصطلح قمر الحصاد لعدة سنوات وهي تسمية «شعبية» تطلق على الأقمار البدر التي تحدث في شهري سبتمبر وأكتوبر وهي الأشهر القريبة من الاعتدال الخريفي، إضافة أنه في سبتمبر وأكتوبر يكون وقت شروق القمر قريب إلى وقت غروب الشمس لعدة ليالي على التوالي في نصف الأرض الشمالي.
وتعتبر الأقمار البدر القريبة من الإعتدال الخريفي مميزة نظراً لأن المسار لظاهري للشمس والقمر والكواكب يصنع زاوية ضيقة مع الأفق عند غروب الشمس .
وبحسب الجمعية الفلكية، كل قمر بدر يشرق مع وقت غروب الشمس وفي المتوسط يشرق القمر في اليوم التالي متأخرا بحوالي 50 دقيقة وهذا يحدث كل يوم ولكن في شهري سبتمبر وأكتوبر فإن الزاوية الضيقة لدائرة فلك البروج مع الأفق تجعل القمر يشرق مبكراً عن المتوسط في خطوط العرض الشمالية .
ففي خطوط العرض الوسطى الشمالية بدلاً من شروق القمر متأخراً 50 دقيقة في الأيام بعد البدر المكتمل فإن القمر الأحدب المتناقص سيشرق متأخراً بحوالي 35 دقيقة فقط لعدة أيام على التوالي، في حين أن المناطق الأبعد القريبة من الدائرة القطبية الشمالية فإن القمر يشرق متأخراً بحوالي 15 دقيقة لعدة أيام.
وفى السياق ذاته، لقد كان هذا الأمر يعتبر هاماً في أوقات قديمة بالنسبة للمزارعين الذين يحصدون محاصيلهم قبل عصر التراكتورات المزودة بمصابيح الإضاءة، حيث لم يكن هناك فترة طويلة من الظلمة بين غروب الشمس وشروق القمر لعدة أيام بعد البدر المكتمل ما يعني بأن المزارعين كانوا يعملون في الحقول وجني المحاصيل تحت ضوء القمر ومن هنا جاءت تسمية قمر الحصاد.
قمر الحصاد العملاق:
ويطلق وصف «العملاق» عندما تكون المسافة بين القمر والأرض ضمن 362.146 كيلومتر وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية «قمر الحضيض» ويقصد به وجود القمر في أقرب نقطة من الأرض وفي حالة هذا القمر البدر سيكون على مسافة 357،485 كيلومتر وهو أقرب إلينا نسبياً من البدر العملاق الأول في أغسطس الماضي.
وسيكون قمر الحصاد العملاق أكثر إشراقاً بنسبة 15٪ وحجمه الظاهري أكبر بنسبة 6.7٪ عن المتوسط لذلك لن يلاحظ بالعين المجردة فرق في حجمه الظاهري مقارنة بأقمار البدر المعتادة، ولن يكون له تأثير على كوكبنا باستثناء على ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي نظراً لأنه أقرب من المعتاد، فإنه سيسحب أيضاً بقوة أكبر، عن طريق الجاذبية على محيطات الأرض.
وسيصل قمر الحصاد العملاق إلى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي مائل نحو الجنوب وسيغرب بالأفق الغربي وهو داخل ظل الأرض (خسوف جزئي) مع شروق شمس الأربعاء محليا.
وبشكل عام يمكن القول بأن القمر بدراً طوال الليل ولكن علميا نطلق تسمية البدر المكتمل عند اللحظة التي يكون القمر بزاوية 180 درجة من الشمس وسيحدث ذلك عند الساعة 05:34 صباح الأربعاء بتوقيت السعودية (02:34 صباحا بتوقيت غرينتش) ويكون أكمل نصف مدارة حول الأرض خلال هذا الشهر.
من ناحية أخرى، يعتبر هذا التوقيت من الشهر القمري مثالياً لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوجود كامل القمر في نور الشمس، تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين .
وخلال الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخراً بحوالي الساعة كل يوم، وبعد بضعة أيام سيكون مشاهداً فقط في سماء الفجر والصباح الباكر وفي ذلك الوقت يصل مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من اكتماله.
وكالات