العربي اللندنية : فيضانات والكوليرا كوارث تضاعف مأساة السودانيين
أعلنت السلطات السودانية، مساء الإثنين، ارتفاع عدد الوفيات جراء وباء الكوليرا من 252 إلى 315 شخصًا، تزامنًا مع ارتفاع حصيلة الوفيات بسبب السيول والأمطار من 212 إلى 225 ضحية.
وأشارت وزارة الصحة السودانية في بيان إلى “تسجيل 266 إصابة جديدة بالكوليرا، لترتفع جملة الإصابات إلى 9 آلاف و 533 إصابة، بينها 315 حالة وفاة، في 8 ولايات من أصل 18 منذ أغسطس/ آب الماضي”.
وسبق أن أعلنت الوزارة الخميس، تسجيل 10 وفيات جديدة جراء وباء الكوليرا لترتفع الحصيلة إلى 252 منذ أن أعلنت الكوليرا وباء في البلاد في 12 أغسطس الماضي.
وبشأن الخسائر المادية والبشرية جراء الفيضانات، قالت وزارة الصحة في البيان ذاته: “تضرر 345 ألفًا و 204 أشخاص (73 ألفًا و229 أسرة) جراء الفيضانات”.
وأضاف البيان: “انهار 35 ألفًا و794 منزلًا كليًا، وتضرر 40 ألفًا و781 منزلًا جزئيًا، وبلغت الإصابات جراء السيول والأمطار 889 مصابًا، بينهم 225 حالة وفاة منذ يونيو/ حزيران الماضي”.
وكانت وزارة الصحة أعلنت الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا السيول إلى 212 منذ يونيو/ حزيران الماضي. والأحد، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح نحو 6 آلاف سوداني خلال أسبوع، ليرتفع إجمالي النازحين جراء السيول والأمطار إلى أكثر من 178 ألف شخص.
وأدت مياه الفيضانات الناجمة عن أمطار غزيرة، بدأت في الهطول في وقت سابق من الشهر، إلى إحداث دمار في جميع أنحاء البلاد التي يمزقها بالفعل قتال عنيف مستمر منذ أكثر 500 يوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتسببت الكارثة الطبيعية في دمار طال حتى مساحات لم يصل إليها القتال إلى حد كبير.
وسنويًا، تهطل الأمطار في السودان مع بداية يونيو/ حزيران، حتى أكتوبر/ تشرين الأول، فيما قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 300 ألف شخص إجمالًا تأثروا بالفيضانات التي أدت إلى تفشي مرض الكوليرا للعام الثاني على التوالي
وحتى قبل اندلاع الحرب السودانية في نيسان/أبريل 2023، كانت تسجل إصابات بالكوليرا الناجمة عن تلوث المياه أو الطعام، خصوصًا خلال فترة الأمطار الموسمية، إلا ان استمرار الحرب منذ أكثر من 16 شهرًا أدى إلى تدمر البنى التحتية والمرافق الطبية وإلى نقص المياه النظيفة، معرضًا السودانيين البالغ عددهم 48 مليونًا لاحتمال الإصابة بهذا المرض، الذي قد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم تلقي العلاج المناسب.
والكوليرا هي عدوى إسهالية حادة تنتج من تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. ويتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج.