دراسة مقاربة لرواية” الجمالية ١٧٩٨م.” للكاتبة : فايزة شرف الدين
بقلم الناقدة
: وفاء عبد الحفيظ حسن
■العتبة الأولى اسم الرواية
▪︎-اتخذت الكاتبة هذا الاسم( حي الجمالية ١٧٩٨م) نظرا لما له من شهرة تاريخية وعالمية واسعة
▪︎- يعتبر مجمع تراث القاهرة منذ بنائها ، فيه الأزهر الشريف وجامع الحاكم بأمر الله والجامع الأقمر وغيرها.
■الكاتبة ورؤيتها ، أرادت في روايتها بشكل فني وموضوعي، مواجهة العالم، نحو قضايا مهمة ، خلق الفكر من خلال تأريخ وحقبة زمنية عاشتها الشعوب، لنشر المبادئ ليضيء الطريق من خلال تحرير الفكر، فتح أبواب مغلقة من خلال المشاركة، ومايشعر به الفرد،
▪︎- لكل كاتب رؤيته التي صاغها، وفق مطروحه الأدبي ، والمنتج الفكري حيث تعتبر الرواية وثيقة اجتماعية وتأريخية، تلاقي أهتماما مؤثرا في حركة المجتمع وتحولاته، حيث أرخت الأحداث ، تفاصيل الحياة الإنسانية،
▪︎- كان لحي الجمالية واختياره، لماتموج فيه من الحركة،و الذي يمثل تأريخا واسع النطاق، ولما يتمتع به من شهرة غطت الآفاق.
▪︎- جعلته الكاتبة مسرحا للأحداث التي جرت عليه وما حوله في وسط القاهرة .
▪︎-جاءت الأحداث بشكلها في تسلسل رائع ، تنقلنا من خلاله إلى مايحدث على أرض مصر بكل محافظاتها،
▪︎- حيث نقلت لنا الفكر البشري للمغتصب الذي جاء ساعيا لينهل من مصر حضارتها وثروتها (بونابرتة)
▪︎- كيف كانت نظرته، برسم هوية المصريين الضعيفة التي تؤول إليه أمرها إلى القدر ، والذي سيخرجهم من هذا البلاء الدعاء هو مخلصهم من الاحتلال.
■الكاتبة ومنظور الشخصيات والأحداث: ألقت بظلالها من منظور الزمان والمكان، حيث جعلتنا نشاهد الأجواء المصرية آن ذاك، ابرز دور التجار ورئيسهم ( الحج رضوان) الذين كانوا يجتمعون ليقررون ماذا يفعلون إيذاء الأحداث الدامية ووقف الخال؟!
وتضافر رجال الازهر من مشايخ وبعض العلماء،
كأننا نقرأ ما هو مصورا أمامنا،
▪︎- ساقت لنا من خلال النظرة الكلية للأحداث، ما رأيناه أثناء السرد، ثم عرجت إلى الأحداث الجسام، التي أشعلت نار الوطنية، من خلال المذابح والوحشة التي ذاقها شعبنا من مآسي، على أيدي الظباط الفرنسيس .
▪︎- تمثلت الحضارة الإسلامية من خلال المكانة التاريخية، على جدران القصور والمساجد ،والأبنية مما جعل فرقة المهندسين التي احتوتها الحملة، يأخذون في رسم اللوحات، والرسومات الفنية بإنبهار عجيب من روعة وجمال، لديهم وأعتكفوا على ذلك.
▪︎- وكان على رأس هؤلاء المهندس( جوزيف) الذي وقع في غرام ( خديجة) من أول رؤيتها، فوق السطح وهام بعشقها، وكانت بمثابة شرارة الحب، الذي توغل في القلبين.
▪︎- كان جوزيف المهندس الضابط الفرنسي يهيم بروعة وجمال تلك المباني، وما تمثلته من حضارة شاهدة على العصر.
▪︎- شعور بالحزن يسيطر عليه أثناء تلقيه لأمر هدم المساجد والقصور من روعة وعظمة مظاهر الحضارة والفن.
■ لغة السرد: تميزت بالجمال والروعة والصور الجمالية، وقد طعمتها ببعض الألفاظ العثمانية،
حيث يجد القارئ المتعة ولم يصيبه الملل رغم إنها تعدت المائة الثالثة من الصفحات.
■الأسماء ودلالتها:-
جاءت الأسماء تتوائم مع رسم الشخصية( الحج رضوان) كبير التجار ورئيسهم، وصاحب الأمر ذو حس ديني، يتسم بالعقل والحكمة ،وبيته الكبير المميز الذي كان، يشغل حيزا كبيرا في السرد، وكام نقطة ارتكاز ،وولده الذي تربى على علوم الأزهر من ورع والتزام،
وابنته (خديجة) رغم وقوعها في العشق لكنها كانت في صراع من تأنيب النفس والضمير لكنها لم ترتكب أية جريرة، لتحزم أمرها بعدم التفكير فيه.
▪︎- جوزيف العاشق تمثلت شخصيته في ابتعاده عن الوحشية وسوء الخلق حتى أنه كلما اقترب من الإسلام بدأ يقتدي بهم.
■ الحوار والوصف:- كانا يشكلان نسيج الرواية ،حيث ينقل لناالصورة التي نكاد أن نجزم أنها مرئية من عادات و تقاليد هذا الزمان، والكيفية التي كان عليها البيت المصري. من الفاظ كالحرملك وصحن البيت وما يحدث فيه، ومواقف ربط البغال حيث كانت وسيلة النقل آن ذاك،
▪︎- لاشك أن الرواية ألقت بظلال ذلك العصر بكل معطياته وزمانه ، فلا نستيطع أن نغفل تلك الحقبة الزمنية، التي منيت فيها مصر بتلك المأساةوخسارة الأرواح والشهداء.
▪︎- رغم أن الرواية أظهرت وحشية العدو الفرنسي وما انطوت عليه سريرته، إلا أنها، تضمنت قصة عاطفية بصبغة عشق بين المهندس الفرنسي( جوزيف)
و( خديجة ابنة الحج رضوان)كانت بمثابة اللحن الحزين وسط الأحداث والكر والفر، ودوي المدافع ،معلنة الدمار والقتل.
▪︎- كانت لقصة العشق التي فاقت قصة( رميو وجوليت) مما جعلنا نسأل هل الحب يفعل المعجزات؟!من خلال القصة الحالمة الرومانسية، جعلت جوزيف المهندس الفرنسي الذي أتى مع سائر جلدته ،محملا بالآمال العريضة من احتلاله لمصر؟!!
▪︎- عند القراءة سنجد أنها فعلا أحدثت ذلك، برسم شخصية جوزيف المهندس العاشق لخديجةو لمصر وكنوزها التاريخية، وتوجت ذلك الحب في النهاية بالزواج بعد أن قرأ كثيرا عن الإسلام وأعتنقه ، مماجعل الزيجة في صورتها المثلى.
▪︎- في النهاية الكاتبة أرادت، أن تعمل مزيجا تأريخيا بأن ليس كل الأعداء، وما انطويت عليه انتماءاتهم سواء، من حيث التغيير الذي طرأ على جوزيف وكلل ذلك بدخوله الإسلام، وبذلك تكون مصرجعلت من الفرنسي أن يعلم ما كان خافيا عليه عندما جاء غازيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتبة : وفاءعبدالحفيظ حسن