الأعمدة

العلاقات السودانية السعودية واليوم الوطني وخطاب الملك أمام الشورى.

👈تعتبر العلاقات السودانية السعودية من أميز العلاقات الثنائية بين الشعوب والدول الشقيقة ذلك أن سر أسرار التميز هي جملة الروابط الإنسانية والروحية والجوسياسية وغيرها من روابط العلاقات الثنائية المقتدرة ، وفي سياق تأكيد حميمية العلاقة وتميزها المستدام ، ابرق وظل يبرق في كل المناسبات وبصورة متبادلة السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن ، ابرق شقيقة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده محمد بن سلمان ابرقهما والشعب السعودي مهنئا بمناسبة مرور الذكرى السنوية للعيد الوطني السعودي 94 الذي يصادف ٢٠ ربيع اول ١٤٤٦ هجرية الموافق ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ المناسبة التي من خلالها وغيرها ظل يمتن ويعمق عرى العلاقات بين البلدين الشقيقين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان السفير على بن حسن جعفر الذي نال شهادة الوفاء والإحترام والتقدير من قبل معظم إن لم يكن جميع قطاعات ومستويات الشعب السوداني بقدر تواضعه وإحترامه وتفهمه العميق لجذور وفروع وعروش العلاقات الازلية بين البلدين السودان والمملكة العربية السعودية… وفي ذات السياق رصدت الرؤى المتجددة الخطاب الرصين الشامل للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه الذي قدمه أمام مجلس الشورى السعودي ( البرلمان ) قدمه ولي العهد رئيس الوزراء محمد بن سلمان حفظه الله وسدد على درب الخير خطاه والذي جاء مرتكزا على أساسيات الثوابت الحضارية والإنسانية والسياسية للشعب السعودي الشقيق ، والذي ابدع ولي العهد وإدارته منذ توليه العهد ومسئولياته الملكية الدستورية ، أبدع في إحداث نقلة نوعية كبرى مستندة على عقد وعقود الماضي التراكمي المجيد وعلى إنحازات إنفتاح الحاضر المشهود وألوان من طيف المستقبل الحافل بكافة صور الإنحازات وفي كل الإتجاهات ، وخير دليل على ذلك صيغ التواصل الافقي والرأسي النوعي المميز للإدارة السعودية بالداخل وهنا أهل مكة ادرى بشعابها ، وحيث المحيط الإقليمي والشواهد كثيرة ( الملتقي الأفريقي العربي مثالا ) وتواصل دولي عبر فلسفة فن إدارة التواصل مع الدول الكبرى أمريكا الصين روسيا والحلفاء من هنا وهناك وهنالك ، تواصل مع الجميع قاعدته الأخلاقية الذكية تبادل المصالح والمنافع الشريفة دون أن تكون تلك المصالح على حساب أي طرف أو أطراف . وهذا ممكنا في الفكر الإنساني السياسي الحضاري المتقدم ..
في خطابة السنوي الرصين الشامل أمام مجلس الشورى ( البرلمان ) الذي رصدته الرؤى المتجددة قدم ولي العهد كعهده خطابا ضافيا عن جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله والمملكة وشعبها الشقيق… إرتكز على المبادئ والثوابت الأساسية لنشر وتعزيز الفضيلة وتمام مكارم الاخلاق وصون كرامة الإنسان وعزته بالتي هي اقوم وأحسن ، ودور الشعب السعودي والإدارة السعودية في أعمار معاني ومباني الإنسانية عبر فلاحة فعل الخير والخيرات ونبذ ومكافحة الإرهاب والفتن والشرور وإرساء قواعد المحبة والتعايش الإنساني والسلام … ثم مضى الخطاب في تأكيد وتفعيل علاقات حسن الجوار والجوار الجنب ، ثم تمدد أثر مبادرة ولي العهد الإنفتاحية الشاملة نحو المستوى الإقليمي( القمة العربية الافريقية مثالا ) وعلى المستوى الدولي إتبع فخامة ولي العهد بفكر إبداعي متقدم بناء صورة جديدة للعلاقات الدولية التي تتكامل عندها المصالح والمنافع لخير الشعوب ولا تتقاطع وتتصادم وتتصارع كما في صور العلاقات القديمة …

وفيما يلي القضية الفلسطينية التي لم تكن بعد مضي أكثر من سبع عقود من الإحتلال البغيض المطلق العنيد لم تكن قضية العرب والمسلمين وأهل الكتاب الأولى فحسب وإنما من واقع الممارسة الوحشية واللاإنسانية واللا أخلاقية بحق الضعفاء والمستضعفين من فئات مجتمعات القضية صارت قضية إنسانية من الدرجة الاولى ووصمة عار على جبين البشرية… وفي ظل غياب وتغييب مشروع الحل العادل من قبل الأسرة الدولية نجد أنفسنا نحن احرار العالم نقف صفا واحدا كالبنيان المرصوص خلف قرارات الشرعية الدولية التاريخية والظرفية وقرارات القمة العربية ٢٠٠٢ والمبادرة السودانية لمشروع الحل الإبداعي لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية ، وفوق كل ذلك نقف وندعم بقوة كل المقترحات الحضارية البناءة التي تفضل بها ولي العهد رئيس الوزراء محمد بن سلمان وأشقائه بالخليج والمغرب العربي وشعوب القارات الاخرى بشأن مشروع الحل الجذري والعادل للقضية ، الذي تبلور دوليا من زمان والآن للدعوة للعمل بيد واحدة من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية ، ثم نضيف بأننا مع الخطوة الإجرائية الصحيحة الصريحة التي دفع بها سعادة وزير الخارجية السعودي الدكتور فيصل بن فرحان عن الإدارة السعودية والمسنودة محليا وإقليميا ودوليا وشعوبيا وإنسانيا بإنشاء تحالف دولي لدعم قيام الدولة الفلسطينية كحل إستراتيجي تاريخي حتمي يحزم وتحسم من خلاله القضية الفلسطينية …

قيمة هذا الحل يضع حدا نهائيا لظاهرة التسويف والإتجار والمتاجرة والإستغلال السياسي والديني للقضية بواسطة المتطرفين والمتصرفين بإنتهازية في كافة أطرها وإضطراداتها وميادينها المختلفة .
قبل الختام تناشد الرؤى المتجددة السودانية قيادة المبادرة والمبادأة السعودية والقمة العربية البحرينية إدراج مشروع الحل السوداني في إطار مشروع التحالف الدولي لحل القضية ..حيث اننا على إستعداد تام لتقديم السمات العامة في اي زمان ومكان وحال حول مشروع الحل الحضاري الإبداعي للقضية بل المناظرة عليه مع أي جهة إسرائيلية أوروبية أمريكية كانت أو غيرها .. حل يقوم على جملة من المرتكزات ١— الرؤى التحضيرية ٢— فلسفة بناء وإيداع الخطوة الإجرائية للامانة العامة للامم المتحدة ٣— فلسفة رعاية الأمم المتحدة لعمليات وفعاليات الحل وفق تدابير سياسية ميثاقية محددة ٤— إشراف مجلس الأمن الدولي ٥— إنعقاد ثلاث حوارات متتابعة متكاملة حول خيارات الحلول الحضارية الإبداعية الذكية ٦— الحوار السياسي ٧— الحوار الحضاري ٨— حوار الحضارات حول فرص الحلول الإبداعية المتاحة ٩ — التدابير والترتيبات الختامية لمشروع الحل النهائي والأعمال المصاحبة …
ختاما تابعت الرؤى المتجددة كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ( عطية الله بالعبرية ) كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة 79 بنيويورك التي بثتها قناة العربية مشكورة بإحترافية ومهنية ، كلمة بصراحة شديدة تحدث فيها نتنياهو عن كل شيئ عدا الحلول الاخلاقية السياسية الإستراتيجية الحضارية المستدامة ( حل الدولتين.) ثم اخذ في خطابه المطول يوزع رسائل الوعيد والتهديد والتعمية والتضليل السياسيين ورسائل التمكين والكسب والتأييد السياسي المجاني بالداخل الإسرائيلي وحيث تواجد الحلفاء والأصدقاء وآخرين من دونهم .. ثم رسائل محبوكة خاصة بمخاطبة آمال وتطلعات وفتاوي اليمين الإسرائيلي المتطرف تطلعاته وقناعاته الإيمانية والمأيمنة في ورثة الأرض ومن عليها وسيادة البشرية للأبد عبر بوابة شعب الله المختار وبإسناد حسن وخشن من شعب الله المخير ونظرية الجنس الآري وسقطة النقاء العرقي ..
كما تحدث نتنياهو عن كافة أشكال وصور الإرهاب ولكنه لم يتحدث عن إرهاب الإحتلال والإستيطان وارهاب الدولة والإبادات الجماعية والاغتيالات المنظمة تحت مبرر الدفاع عن النفس وعن اي نفس ودفاع يتحدث المحتل خالطا ومغالطا تماما بين المقاومة ضد الإحتلال والإستعمار وغيرها ، وهو يعلم علم اليقين بأن مقاومة الإحتلال حق مشروع بكافة الشرائع الارضية والسماوية لكافة شعوب العالم التي تنشد الحرية والكرامة الإنسانية بموجب كذلك ميثاق ومعاهدات وقوانين الأمم المتحدة.. ..
نتنياهو بالأمس أمام الأمم المتحدة حاخام إسرائيلي عن اليمين المتطرف وإمبرياليا متعطش لدماء الأبرياء والمستضعفين وهاضم لحقوق الآخرين في وضح النهار وبعين قوية .. وليس رئيسا لوزراء من حقه الدفاع عن حقوق شعبه من وجهة نظره الخاصة ، ومن هذا المنطق والمطلق نؤكد لنتنياهو بأنه لا أحد سويا دنيا وإنسانيا واخلاقيا وحضاريا يؤيد قتل وتشريد اليهود والإسرائليين وهم شركاء الوجود والحياة والإنسانية قبل الرسالات نفسها . ندعوه والسادة الحاخامات وعقلاء إسرائيل الإنسانيين للجلوس حول مائدة الحوارات السياسية والحضارية وحوار الحضارات المطروحة الآن وذلك للبحث والتنقيب والإستخلاص الحضاري لأنجع خيارات الحلول التي ترفع من قدر الإنسانية وليس الغدر بها وتدميرها..
إستخلاص بإعمال الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق والحكمة بالحكمة نحو حل وحلول ترفع من قدر الإنسانية التي تحضضت بفعل الممارسات الوحشية والمتوحشة على الأرض وتعزز القيم الدينية والرسالات السماوية والمعاني الارضية التي يمثل الإنسان هدفها الأول وليس مستهدفها الأول في الواقع والموقع والوقائع …..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى