محبوبتي امدرمان .. بقلم ابتسام جدعة
بعد مرور عام ونصف على حرب لم نرى لها مثيلا في ساير الأزمان. .. ذهبت شوقا لالتقي بحبيبتي ام درمان.. . وقفت طويلا اتامل في ملامحها بنظرة العاشق الولهان..؛ لكنني صدمت لأنني لم أجد معشوقتي أمدرمان… وجدت ان الحرب قد غدرت بحبيبتي وشوهت ذاك الجمال الفتان.. اهذه حبيبتي ام غلطت في العنوان..؛ام أصابني الكبر بمرض الزهمران.. .. ام أصابني العمى فلم أرى العمران… اين اكبر سوق في أفريقيا سوقا اسمه أمدرمان.. تجد فيه مكانا للشاعر والفنان. .. تجد اجود ما انتجته المصانع من الفساتين والقمصان… تجد فيه الأواني بالاشكال والالوان.. تجد كل أنواع الخضروات والفواكه والرمان… تجد اجود انواع الذهب والفضة والمرجان..ولكن لم أرى غير ركام مباني متهالكة قد انهكتها المدافع والدوشكا والنيران…حقيقة قد أصابني الخذلان فقلت اتوغل قليلا في احياء أمدرمان عل أجد بعضا من ملامح حبيبتي أمدرمان.. لكنني وجدت الأحياء فارغة لا يسكنها انس ولا جان….. ولا حتى الفيران والجرذان..لا يوجد غير ركام منازل بدون حيطان… لم افقد الامل فعشقي يدفعني لاري ما حل بمعشوقتي أمدرمان… عطفت على شارع النيل لامتع نظري بجمال النيل الفتان…. لكنني وجدت النيل ذابلا حزينا باكيا على أمدرمان. . لم أجد تلك المباني الشاهقة للإذاعة التي يصدر من استوديوهاتها صوت أنا أمدرمان… ساقني شوقي الي اكبر الأندية بالسودان هلال مريخ لعلى أرى جمهور يرقص بالغلب طربان لكنني أصبت بالخذلان… ويا حليلك يا الأحفاد الواسعة البنيان…. وساحاتك التي تزينها بنات الخرطوم وبحري و أمدرمان… صارت ساكنة لا ضجيج طالبات ولا غناء فنان
… هذه الحرب اللعينة شوهت حبيبتي ام در امان حرمتني من حضنها الدافي الذي يشعرني بالأمان فأصبحت لاجي لا دار لي ولا حبان…. تايه في بلاد لا تفهم لغتي الا بترجمان..