الأخبار

الخرطوم : سقوط عشرات الضحايا اثر تدوين جديد على أحياء أمدرمان القديمة

شهدت أحياء وسط أمدرمان تصعيدًا في القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع، التي تسيطر على منطقة الصالحة جنوب المدينة. حيث أفاد شهود عيان بأن القوات أطلقت صباح الأحد العديد من القذائف على مناطق مثل بانت وأبوكدوك والعباسية، مما أدى إلى وقوع إصابات عديدة بين المواطنين.

تم نقل عدد من المصابين إلى مستشفى السلاح الطبي لتلقي العلاج، حيث تشير التقارير إلى أن القصف أسفر عن إصابات خطيرة. وتستهدف قوات الدعم السريع من خلال قصفها المدفعي مواقع الجيش السوداني المتواجدة في المنطقة العسكرية بأمدرمان، إلا أن القذائف تسقط بشكل عشوائي على الأحياء السكنية.

هذا التصعيد في القصف المدفعي قد أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة ويعكس الوضع الأمني المتدهور في السودان. تتواصل الأوضاع في البلاد في ظل تصاعد النزاع بين القوات المختلفة، مما يثير القلق بشأن سلامة المدنيين.

وشهدت أحياء محلية أمدرمان صباح يوم الأحد أصوات انفجارات قوية، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان المدنيين. وقد أثار هذا الوضع قلقاً كبيراً في صفوف المواطنين، الذين عبروا عن مخاوفهم من تزايد العنف في المنطقة.

وأكد مصدر من مستشفى السلاح الطبي أن المستشفى استقبل خلال الأيام الثلاثة الماضية عشرات الإصابات نتيجة القصف العشوائي الذي استهدف عدة أحياء في محلية أمدرمان. وأشار إلى أن الوضع الصحي في المستشفى بات متأزماً بسبب تزايد أعداد المصابين.

في سياق متصل، تم تحويل بعض الحالات الحرجة إلى مستشفى النو في محلية كرري، وذلك في إطار الاحتياطات المتخذة لتفادي أي استهداف محتمل من قبل قوات الدعم السريع لمستشفى السلاح الطبي. هذه التطورات تثير القلق حول الأوضاع الأمنية والصحية في المنطقة.

فيما أكدت مصادر طبية من مستشفى النو أن العشرات من المصابين قد وصلوا إلى المستشفى من منطقة وسط أمدرمان نتيجة القصف المتواصل الذي تنفذه قوات الدعم السريع. وأوضحت المصادر أن المستشفى استقبل يوم الخميس الماضي مجموعة من المصابين الذين يتلقون العلاج بشكل جيد، مما يعكس حجم الأضرار التي لحقت بالمدنيين في تلك المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن من بين المصابين شاباً من منطقة بانت يعاني من إصابات بليغة في اليد والرجل، مما يبرز خطورة الوضع الصحي في المنطقة. وقد تعرضت مستشفى السلاح الطبي التابع للجيش السوداني لعدة هجمات من قبل قوات الدعم السريع، حيث تم استهدافها بمئات القذائف، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة لفترة طويلة.

كما أكدت المصادر أن مستشفى السلاح الطبي يستقبل يومياً العديد من الإصابات نتيجة القصف العشوائي الذي يستهدف محلية أمدرمان. ووصف الوضع داخل المستشفى بأنه حرج، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لتلبية احتياجات المصابين وتقديم الرعاية اللازمة لهم.

ودعت المصادر الأطراف المتنازعة إلى الالتزام بقواعد الاشتباك وفقاً للقانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة الابتعاد عن المناطق التي يتواجد فيها المدنيون. يأتي هذا في ظل تصاعد حدة النزاع الذي يشهده السودان، مما يثير القلق بشأن سلامة المواطنين.

في سياق متصل، أفادت لجان مقاومة نسور العباسية بأن القصف العنيف الذي تنفذه قوات الدعم السريع مستمر لليوم الرابع على التوالي، حيث استهدف أحياء شارع الأربعين بانت أبوكدوك والعباسية. وقد أسفر هذا القصف عن وقوع عدد كبير من الجرحى والمصابين بين المدنيين، مما يزيد من معاناة السكان في تلك المناطق.

كما أكدت التقارير أن مدفعية قوات الدعم السريع قامت باستهداف عدة مناطق في وسط أم درمان، بما في ذلك أحياء قريبة من مقار عسكرية، مثل بانت والموردة وحي الضباط. هذه العمليات العسكرية تثير مخاوف كبيرة بشأن الأثر الإنساني للنزاع، خاصة في ظل تواجد المدنيين في تلك المناطق.

و شهدت ولاية الخرطوم في الأيام الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تمكن الجيش من تحقيق تقدم استراتيجي من خلال ربط قواته في منطقة الكدرو مع قواته في كرري بأم درمان. هذا التقدم يعد الأول من نوعه في تلك المنطقة بعد فترة طويلة من الحصار الذي استمر لأكثر من عام ونصف.

الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفر عن خسائر فادحة، حيث تشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 18 ألف شخص من المدنيين. كما أدى هذا النزاع إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، مما يضع ضغوطاً كبيرة على الوضع الإنساني في البلاد، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.

الوضع في الخرطوم يزداد تعقيداً مع استمرار الاشتباكات، مما يثير القلق بشأن الاستقرار والأمن في المنطقة. تتزايد الدعوات الدولية لوقف القتال وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، في ظل الحاجة الملحة لتوفير الحماية للمدنيين الذين يعانون من تداعيات هذا الصراع المستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى