عين علي الحرب الجميل الفاضل البرھان وعُقدة “الإخوان”
يتمتع الجنرال الزئبقي “برھان” بمھارة مذھلة وقدرة فائقة، علي الأنتقال بخفة ورشاقة، من الموقف الي نقيضه تماما، تأمل أقوال ھذا الجنرال وھو يخاطب جنده بمعسكر حطاب في وقت سابق.. ربما بعد أن إستشعر تحركات من قبل “الإخوان المسلمين” لإستعادة حتي ذلك النذر اليسير الذي بدا كأنھم فقدوه إسميا من عرش سلطانھم بعد تاريخ الحادي عشر من أبريل سنة (2019)، قال البرھان: ” نحن بنحذر الناس الدايرين يضارو وراء الجيش.. وكلام خاص إلى المؤتمر الوطني، وناس الحركة الاسلامية بنقول ليھم: أبعدوا من القوات المسلحة، أرفعوا يدكم من الجيش، وأبعدوا عنه وماتتضاروا وراهو، فالقوات المسلحة لن تسمح لأي فئة بأن تعود من خلالھا.. لا مؤتمر وطني، ولا حركة إسلامية، ولا غيرو.
وياناس المؤتمر الوطني كفاكم 30 سنة، أمشوا أدوا الناس فرصة معاكم، وماتعشموا الجيش يرجعكم تاني، وما تعشموا الناس تقيف معاكم تاني”.
ثم مضي برهان الي أن قال: “لن نسمح لأحد أن يختبئ خلف القوات المسلحة، الناس العايزين يضاروا خلف الجيش دا ماعندنا”.
كل ما أطلقه البرھان من تحذيرات في ذلك اليوم بحطاب، ھو بالضبط عين ما رأيناه يتحقق حرفيا علي يديه ھو نفسه، بعد إنقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر، وبعد حرب الخامس عشر من إبريل.
تُري ما الذي يجعل “بندول” ساعة ھذا الرجل، يقفز دائما الي عكس التيار، يتراقص ھكذا من نقيض الي نقيض.
فقد عاد بالأمس القريب برھان وبصورة محيرة للأذھان، الي تشغيل ذات الإسطوانة المشروخة أمام أكبر محفل في العالم، إسطوانة.. أين ھم “الكيزان الآن”؟ وھل ترون في ھؤلاء الرجال الذين ھم حولي اليوم “كيزان”؟.
تصور ماذا قال برھان الخميس في مؤتمر صحفي عقده بمقر بعثة السودان لدي الامم المتحدة بنيويوك؟، قال: إن ما يشاع من أكاذيب بأن الجيش يسيطر عليه “الكيزان”، أو يقف خلفه إسلاميين، واصفا ذلك القول الذي كال ھو نفسه للإسلاميين قبل أعوام قلائل في حطاب بأكثر منه، بأنه مجرد ذريعة يتم استخدامها لتدمير الدول، مضيفا ھذه المرة: بأن القوات المسلحة ليست رهينة لأحد.
ھذا “الأحد”، الذي بدا وكأنه “حرقص” لا زال يرقص، كما فأر بِعِّبِ البرھان، لم يستطع نسيانه أو تغافله حتي وھو بنيويورك.
ھذا “الأحد” نفسه الذي ظل البرھان ينفي مرارا وتكرارا أدني صلة له به، ھو بالضبط شبح “الإخوان”، الذي فيما يبدو أنه قد بات يحاصر ويطارد الرجل، حيثما حَلَّ وأينما رحل.